الجزء الأول

11 0 0
                                    

كان صباح يوم مشمس عندما كانت "ميرا"، الفتاة البريئة التي نشأت في قرية صغيرة، تستعد للذهاب إلى المدينة لإكمال دراستها الجامعية. ميرا كانت جميلة وهادئة، دائمًا ما كانت تلفت الأنظار بملامحها الرقيقة وشعرها البني الطويل، لكن ما ميزها حقًا كان طيبتها وبراءتها.

لقد حصلت على فرصة للسكن عند صديقة والدتها، "ليلى"، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات تتمتع بجمال مذهل وجاذبية طاغية، رغم أنها غير متزوجة وقد انفصلت عن زوجها منذ سنوات.

توجهت ميرا إلى المدينة حيث استقبلتها ليلى بابتسامة دافئة وأخذتها إلى منزلها الفخم. ليلى كانت تعيش مع ولدان توأم، "كريم" و"سامر"، وهما شابان يبلغان من العمر حوالي عشرين عامًا. لم يكونا أبناء ليلى، بل كانت قد تبنتهما بعد أن عرفت أنها لا تستطيع الإنجاب. ورغم أنها غير متزوجة، إلا أن ليلى كانت أمًا حنونة عليهما.

عندما وصلت ميرا، كانت متوترة بعض الشيء لكنها شعرت بالراحة بمجرد أن رحب بها كريم وسامر بترحاب كبير. كانا شابين طويلين ورياضيين، وقد بدت عليهما علامات الاهتمام بميرا منذ اللحظة الأولى، إلا أن ابتساماتهما اللطيفة وتعاملهما الودي أزالا عنها الكثير من التوتر.

"مرحبًا ميرا! نتمنى أن تجدي إقامتك هنا مريحة، وإذا كنت تحتاجين أي شيء فلا تترددي في طلبه!" قال سامر بحماس.

ابتسمت ميرا بخجل وأومأت برأسها: "شكرًا لكم، أنا متحمسة جدًا لأبدأ هذه المرحلة الجديدة من حياتي."

مرت الأيام الأولى بسلاسة. كانت ميرا تقضي معظم وقتها في الدراسة والتأقلم مع الحياة في المدينة. كانت ليلى دائمًا متواجدة لتقديم النصائح، وكثيرًا ما كان التوأمان يساعدانها في المواد التي تحتاج إلى دعم فيها. بمرور الوقت، بدأت تشعر بالارتياح والامتنان لهذه الأسرة الجديدة التي استقبلتها بحرارة.

كان كل شيء يسير على ما يرام، حتى اقترب موعد العطلة الصيفية. في البداية، خططت ميرا للعودة إلى قريتها لتمضية العطلة مع والدتها، لكن ليلى قدمت لها اقتراحًا مختلفًا تمامًا.

"لماذا لا تأتي معنا إلى القرية التي نذهب إليها عادةً خلال العطلات؟" اقترحت ليلى بحماس وهي تشرب فنجان قهوتها.

تفاجأت ميرا بهذا الاقتراح، فقد كانت تتوقع قضاء عطلتها مع والدتها. لكنها كانت مغرية بفكرة تجربة شيء جديد. طلبت ميرا إذنًا من والدتها عبر الهاتف، وبعد أن حصلت على الموافقة، بدأت تحزم أمتعتها استعدادًا للرحلة.

في صباح اليوم المحدد، انطلقوا جميعًا في السيارة باتجاه القرية النائية. كانت الرحلة طويلة وشاقة، فالطريق كان متعرجًا ومرهقًا. لكن ما زاد من صعوبة الأمر هو وصولهم إلى القرية واكتشاف ميرا أن المكان بدائي للغاية. لا كهرباء، لا تغطية للهاتف، ولا وسائل ترفيه حديثة، وهو ما صدمها تمامًا.

ميرا البريئة وعائلة الذئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن