"15" إنهيار

4 2 0
                                    


خلقت فخلق الفراق على نخبي، أ أموت أيضًا، إلا أفارقني؟، أم أنني محصنةٌ منه، أهو ظلي..؟




وصلنا أمام باب المنزل نلهث أنا وَ كيارا، رننت الجرس، لحظات وَ كانت آشلي قد أخذتني بحضنها، بعد أن فتحت الباب، وَ ليزا سحبت بيد كيارا للداخل، كمّا توقعت، ليزا وَ ألبرت لم يتركاها لوحدها، فعلًا كمّا يقال جيش المرء عائلته وَ أنا هؤلاء عائلتي، بل كلما أملك، دخلنا وَ لاحظت هدوئهم وَ كأنهم يعرفون أين كنا، لم أرى ملامح القلق على وجههم بل شوقٌ فحسب، وجهت نظراتي لألبرت بينما اخلع معطفي، أجلس على إحدى أرائك الصالة، استرسل بالحديث بصوتٍ متهدج، لشدة إرهاقي بعد ما حدث...

"ألبرت، أنتَ بهذا الهدوء، إذًا كنت تعرف عن مكاننا؟"

وضح عليه التوتر، وَ الارتباك، فبتلعثمًا أجاب..

"أجل، كنت أعرف، لقد أخبرني هوَ"

لفحتني برودة نبرته لتصدمني، أكان يعرف أن إدريان مجرمٌ وَ تستر عليه، ما الذي يجري، رفعت حاجبًا وَ أنزلت الآخر، بغضبٍ واضح على صوتي..

"بهذه البساطة، تقول لي أنه هوَ أخبرك، أكنت تعرف أنه المجرم؟، أريد أن أفهم كل شيء وَ الآن"

"ليس وقته يا أردا، أخبريني كيف خرجتما من هناك، كيف سمح لكِ بالخروج"

"أحقًا هذا همك؟، ألم تخاف علينا وَ نحن برفقة مجرم"

"اهدئي قليلًا، هوَ ليس مجرم، ستعرفين كل شيء أعدكِ فقط أخبريني الآن ما حدث وَ كيف أتيتِ إلى هنا"

"عاد في الصباح، وَ أول ما كشف لي عن نفسه، حاول الوقوف ليسقط أرضًا، أتصلت بالطوارئ وَ أخذوه، ثم أتيت إلى هنا مسرعة لعلّك تفهمني ما الهراء الذي يجري"

"هيا بسرعة، سنذهب إلى هناك نحن أيضًا، كيف تتركينه لوحده، لمَ لم تتصلي بي؟"

"أ حدث شيءٌ لعقلك أيها المعتوه، أ تريد أن أرافق مجرم إلى المستشفى، يستحق أكثر من هذا ليمّت حتى"

هوَ بعثر شعره للخلف، لينبس بنفاذ صبر..

"كفي عن قول ذلك، هوَ ليس مجرم، أعدكِ بأنني سأخبركِ بكل شيء لكن الآن عليّنا الذهاب إليه، وَ لتأتي معنا كيارا فبقائها هنا ليس آمن"

بينما يرتدي معطفه وَ يخرج، لحقنا به أنا وَ كيارا كمّا طلب، رغم أنني أكاد أموت لأعرف ما الذي يحدث، لكن بما أن ألبرت قال ذلك أذًا يجب علّي الإنتظار، فأني حتمًا أثق به..

وصلنا المستشفى وَ بعد أن أعطاهم أسمه أخبرونا أنه في إحدى الغرف، في الدور الثاني، صعدنا إليه، همّ ألبرت بطرق الباب ليدخل وَ من خلفه أنا ممسكةٌ بيدّ كيارا...

زهقٌ مُتوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن