"16" أفقدانٌ آخر؟

6 2 0
                                    

وضع آشلي يزداد سوءًا، بدأت تفقد أعصابها، كلمّا استيقظت أعطيتها مهدئٌ لتعود للنوم، هي تخشى فقدان آخر ما تبقى لها من عائلتها، أردا وَ كيارا مختفيتان منذ يومان، أرى ألبرت ينهار ساعةٌ تلو الأخرى، لم يهدأ هوَ وَ إدريان بحثوا عنهما في كل مكان، لكن دون نتيجة لم يجدا لهما أي أثر، ألبرت يرى أردا أخته الثانية، أما آشلي حب طفولته، إدريان حالته يرثى لها، يستمر بالهذيان مع نفسه، أنا السبب..ليتني قلت لها الحقيقة، كله حدث بسبب حماقتي، وَ هكذا مضى اليومان، ها قد عادا من الخارج الآن...

"ليزا، ما حال آشلي هل أصبحت أفضل هل تناولت شيء"

نفيت برأسي بخيبةٍ كست ملامحي، لأجيبه..

"كلا يا أخي لم تأكل، أما حالها فكمّا هوَ، كلمّا استيقظت عادت للبكاء وَ الصراخ، آشلي تمرّ بإنهيارٌ عصبي يا ألبرت، ماذا عنكما ألم يحدث أي مستجدات؟"

هوَ طأطأ رأسه، لاستشعر الدمعة التي فرت من مقلتيه رغم الضوء الخافت الذي يأتي من النافذة لبداية شروق الشمس، مشطت خطواتي إليه أجلس بجانبه على الأريكة أضع رأسه على حجري، نابسة بنبرةٍ مطمئنة...

"لا تخف يا أخي كل شيء سيكون على ما يرام سنجدهما متأكدة من ذلك، لن يحدث لهما مكروه، فقط علينّا أن نكون أقوياء لأجل آشلي فهي تمرّ الآن بفترة عصيبة"

نظرت للآخر لأراه يفعل كـألبرت، لأوجه حديثي له هذه المّرة...

"وَ أنت يا سيد إدريان، لا تستمر بالقاء اللوم على نفسك، فأنت لم تفعل ذلك إلا خشيةٍ من حدوث هذا لها لو علموا بأنها علمت بأفعالهم وَ مع ذلك حدث، فأنت حاولت حمايتهما"

صمتهم يصرخ يصدح في المكان، هزّا رأسيهما يجففون ما تبقى من دمعًا على اهداب رموشهم، لأسترسل بالحديث مكملة...

"هيّا ارتاحا أنتما قليلًا لحينما أجهز لكما الإفطار"

دخلت المطبخ، وَ بدأت بتجهيز الأطباق، وَ ما أن انتهيت وَ خرجت لهما أنادي..

"هيّا أخي، هيّا إدريان، تعالا، الطعام أصبح جاهزًا، لقد أعددت لكمّا الشاي أيضًا"

لكني لم أجد أحدٌ منهما في المنزل بل كانا قدّ خرجا دون أن أنتبه لصوت الباب، يا ترى ما الذي حدث، أيعقل انهمّا عرفا مكانهما..




هوَ أقترب مني، يرفع عن فمّي اللاصق، ليتقدم جالسًا أمامي، يضع الطعام في فمّي، بصقته للمرة الرابعة منذ يومان إلى الآن وَ سأستمر بذلك فأنا لا زلت لا أعرف أين أنا وَ من الذي خطفني، حتى كيارا لم أراها بعد، أخشى أن يكون مكروهٌ قدّ حدث لها، ليقف غاضبًا متحدثًا إلي بنبرةٍ مستشيطة..

"أن كنتِ ستستمرين بعنادكِ هذا، لن يرضيكِ ما سيحدث حينّها"

ثم استدار ليخرج مغلقًا الباب خلفه، لأعود لأفكاري، هل ما قالاه لي ذلك اليوم في المستشفى كان صحيح، أكنا بخطر وَ لا أعرف؟، لكن كيف هذا وَ ما علاقة السيدة أيما في هذا وَ لمَ كذب إدريان بشأن عمله؟، تساؤلاتٌ لا إجابةٌ لها في حوزتي تنهش رأسي، خائفةٌ على كيارا، أين هي يا ترى، وَ آشلي، ألبرت، وَ الجميع أيضًا ماذا حدث لهم بغيابي، إلى متى سأبقى هنا، لكثرة تفكيري وَ الإرهاق الذي أشعر به بسبب عدم تناولي شيء، وَ الجلسة التي بقيت عليها من أول يوم إلى الآن، كرسيٌ وَ يداي مربوطتان للخلف، رائحة المكان نتنة، ظلام، لا أعرف ما الذي حدث لي، ربما نوم أو إغماء...

زهقٌ مُتوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن