مُبْهَم

الفصل السادس والثلاثون

ذهب بارين و ريوستار سيراً حتى وصلا عند الجبل.

ريوستار : هذا حقاً غريب ان ترى جبلاً شديد الخضرة في وسط الصحراء ، سمعت انها بدأت تكثر هذه الايام ولم تكن هكذا من قبل ، دعنا من هذا ، بارين قلت سابقاً ان سرعة الصوت اسرع بعشر مرات مما يفترض ان تكون صحيح؟ اذن هل حسبت سرعة الضوء ايضاً؟
بارين : 300,000,000...
ريوستار : اذن هي نفسها ، توقعت ان يكون هنالك فرق ، هذا مخيب للآمال.
بارين : ..كيلو متر في الثانية.
ريوستار : هاه؟! اسرع بالف مرة هذا اكثر مما توقعت!.
بارين : انه اكثر من الف مرة بقليل ، انه بالضبط ثلاث مئة مليون وليس عدد تقريبي.
ريوستار : عجيب! لكن اليس من المفتر ان يغير هذا في كيفية عمل الكون؟ حسب ما اذكر كثير من قوانين الفيزياء تعتمد على سرعة الضوء كعامل ثابت.
بارين : ان كنت فضولي عن هذه التغييرات فلتبحث عنها اذن.
ريوستار : لا شكراً ، لا اريد ان اعيش بقية حياتي في مختبر.

ريوستار : اللعنة! كنا نسير كل هذه المدة ولم نجد حياوناً واحداً!
بارين : الحيوانات مجتمعة فوق الجبل في مكان واحد ، ويوجد معهم شخص.
رد ريوستار متحمساً : هذا رائع! سوف اقابل طرزان!

ذهب بارين و ريوستار الى اعلى الجبل ، ووجدا حيوانات مربوطة على الاشجار و بعضها مربوط ببعض ، وهنالك رجل يعذب الحيوانات ، يخنقها بتعبئة فمها بالتراب.

صدم ريوستار من المنظر و صاح على الرجل : هاااااااي! لماذا انت تعذب الحيوانات بهذه الطريقة؟ هل انت متخلف عقلي؟!

التف الرجل لريوستار ولما رآه ابتسم ضاحكاً و قال : هاااااااي! مرحباااااً ، نعم انا بالفعل متخلف عقلي شكراً لسؤالك!

صدم ريوستار برد الرجل و امسك بكتف بارين و صرخ قائلاً : بااااارييييييننن!! لقد احببته ، لنأخذه معنا للمنزل ارجوك ارجوووك!!

بارين : استطيع سماع همسك من تحت الجبل لست بحاجة للصراخ في اذني ، خذه ان اعجك ذلك ليس من شأني.
ركض ريوستار الى الرجل و قال له : مالذي تفعله؟
الرجل : اعذب هذه الحيوانات قليلاً ، ونادني بالوليد.
الوليد في نفسه : ليس مصدوماً من تعذيبي للحيوانات؟ ، والنظرة التي تعلو وجهه غبية ، يبدو شخصاً ممتعاً.
ريوستار : هممم ، اذن ايها الوليد هل تعلم ان طريقتك بالتعذيب رديئة؟
صدم الوليد وحادث نفسه : مالذي يقوله هذا الرجل؟! هذا آخر شيء توقعت ان اسمعه في حياتي!
الوليد : ماذا تقصد؟
ريوستار : الخنق بالتراب هو الدفن حياً لكن ارحم ، هنالك طريقة كان يستخدمها اهل بلدتي ، انظر لهذه الخرقة التي في يدي سأبللها بالماء ، ثم اضعها على وجه الضحية وهو مستلقٍ على ظهره ، ثم اسكب الماء على الخرقة في مكان فمه ، انظر كيف يرفّس هذا الحيوان المسكين ، بهذه الطريقة عقل الضحية سيظن انه يغرق ، ويعطيه احساس حقيقي تماماً ، مع انه لا يغرق حقاً ، وبهذه الطريقة سيغرق لمدة طويلة ولكن لن يموت!
جثى الوليد على ركبته و قال : الاحترام و التقدير للمعلم العظيم.
ريوستار : نعم نععممم!! يا تلميذي ، قدرّني ، بجّلني ، بارين انظر سوف آخذه معي ، ما رأيك بكاريزمتي العظيمة التي تجذب الملايين؟
بارين : ان يعترف مختل عقلي انك مختل عقلي اكثر منه و يناديك بسيدي ، هذا حقاً مدهش.
رد ريوستار غاضباً : ايها التلميذ الغبي! كان من المفترض ان تأخذ وقت اطول من هذا!
الوليد : اعتذر ايها المعلم العظيم.. ، بوضع هذا جانباً ، مالذي جاء بكما الى هنا؟
ريوستار : اوه ، جئنا لاجل الـ... ، الطعاااممم! بارين علينا ان نسرع سيموتون جوعاً! خذ الحيوانات وهيا بنا نعود ، وانت تعال معي يا تلميذي.
بارين : احقاً تريد اكل لحم حيوانات تم تعذيبها حتى الموت؟
سكت ريوستار قليلاً ثم قال : اللعنة عليك ايها التلميذ العاااااق!
الوليد : لا تغضب هكذا ، لقد عذبت الجميع بالتساوي ، لم ابقي حيواناً واحداً لقد عدلت بين الجميع... تقريباً.
ريوستار : اللعنة! هذا لا يجدي ، بارين هل تبقى اي حيوانات قابلة للأكل؟
بارين : لا.
ريوستار : لا يمكن! كيف يمكن لشخص واحد تدمير نظام بيئي بالكامل؟ هذا ليس منطقياً البتّة!
بارين : اتريد اكل القوارض و الحشرات؟
ريوستار : ...... ، لنبحث في مكان آخر.