قراءة ممتعة 💗
الفصل اثنان و أربعون: اقتراب
حلَّ المساء، وبدأت الأضواء تملأ أفق المدينة بينما كانت صفاء تنهي يومًا طويلًا في المستشفى.
بعد ساعات من الفحوصات والمراقبة الدقيقة لحالة جوهرة، تنفست الصعداء عندما أخبرت أمجد بهدوء:
"حالة جوهرة مستقرة الآن، لا يوجد خطر على حياتها، ولكن علينا أن ننتظر حتى تستيقظ من الغيبوبة. هذا كل ما نستطيع فعله في الوقت الحالي."
نظرت إلى وجه أمجد المتعب، وكانت تعلم أن هذه الكلمات ليست كافية لتهدئته، لكنه اكتفى بهز رأسه بتفهمٍ، غارقًا في أفكاره القلقة.
صفاء، بدورها، لم تستطع التخلص من الإرهاق النفسي الذي تراكم خلال الأيام الأخيرة.
خرجت من المستشفى بخطوات هادئة نحو موقف السيارات، حيث كانت سيارتها الفارهة، البوغاتي الحمراء، تنتظرها.
لم تكن السيارة مجرد وسيلة نقل بالنسبة لها؛ كانت رمزًا للحرية التي تمنحها تلك اللحظات الخاصة التي تقضيها وحيدة، بعيدًا عن ضغوط الحياة والمستشفى.
جلست داخل السيارة، وضغطت على زر التشغيل، ليملأ صوت المحرك الهادئ أذنيها، لكنها لم تتحرك فورًا.
جلست هناك للحظة، ناظرة عبر الزجاج الأمامي، تأملت السماء الزرقاء الرمادية.
كانت تلك اللحظات هي الوحيدة التي تستطيع فيها الهروب من نفسها، من كل الأفكار التي تعصف بها.
أمسكت بعجلة القيادة بإحكام، تذكرت في تلك اللحظة ، الصدمة التي تلقتها عندما علمت أن آدم، الشخص الذي كان دائمًا بجانبها وظهر في حياتها بشكل غير متوقع، مخطوب للانا.
ذلك الخبر كان بمثابة صاعقة.
"كيف يمكن؟"،
تساءلت في نفسها بصمتٍ، وذاك الشعور بالخذلان يقتحم قلبها مجددًا.
لطالما شعرت بشيء خاص تجاه آدم، لكنه كان دائمًا ما يبدو بعيدًا، لغزًا لم تستطع حله.
بدأت السيارة تتحرك ببطء، متجهة إلى وجهتها المعتادة.
كانت تلك الطريق هي ملاذها الوحيد، حيث تنسى العالم من حولها وتغرق في أفكارها.
الشوارع المزدحمة تحولت إلى خلفية غير محسوسة، بينما كانت أفكارها تدور حول آدم، وعن كل تلك اللحظات التي كان فيها إلى جانبها.
كيف استطاع أن يخفي خطوبته؟
كيف لم تلاحظ؟
أنت تقرأ
"أديب"
Romanceفي عالم مليء بالأسرار والدماء، تعيش سيلينا، الفتاة المغربية، رحلة مثيرة في إسبانيا لحل قضايا العمل. سرعان ما تجد نفسها غارقة في جريمة قتل غامضة، مهددة من قِبل رجل مافيا مهووس. بينما تكشف أسراراً مظلمة، يتشابك مصيرها مع أديب، الرجل الغامض، ليخوضا معا...