« ١١ »

44 4 3
                                    

..
« عُذوب »
اليوم الثاني ، وقفت أمام الباب مستعدّه تطلع وتفتح مكتبها أخيرًا ، فتحت باب غرفتها وقابلتها العمة الجوهرة وأردفت
الجوهرة : أنزلي ، أمي خولة تبيك بـ مكتبها
عُذوب هزت رأسها وتوجهت الجوهرة تخرج ، توقفت عُذوب عند المرآة وهي تماطل وتعدّل شكلها
« خولة »
وقفت خولة بـ عصبية وخلفها مكّتبها وهي تناظر قطاع الطرق إلي منزلين راسهم إلا سُلطان كان رافع رأسّه ويناظر خولة مثل ما تناظره ، أردفت خولة بـ عصبية
خولة : كيف ما سرّقتو السيارة ؟ وينكم عنها !
سلطان: ما يمدي ، كان فيه سيارة موجودة ويمكن ننفضح
امسكت خولة رأسها بألم ورفعته و ناظرت البنت الموجودة بينهم ، أردفت وهي تعقد حواجبها
خولة : البنّت ذي مين ؟
سلطان بـ تردد : بنت .. بالفريّق
خولة فتحت عيونها على مصراعيها وأردفت : قطاعة طـرق ؟؟
سلطان: أي نعم
اقتربت خولة وهي تصّفع سلطان بقوة من العصبية ، ما أكتفت وامسكت بـ الزجاجة إلي على الطاولة وجرحت فيها خدّ سلطان ، مسك سلطان جرحه ونزّيفه بألم لكن أكتفى بالصمت ، ناظرته خولة بـ عصبية وأردفت
خولة : ما عندك إلا السكوت ! مدخل بنت قطاع طرق تستهبل أنتَ ؟ يا حسافة أني اعتمدت عليك بس
سلطان : أعتمدي علي وجربي مهاراتها
خولة تكتفت وأردفت : الثقة ذي كلها ليه ؟ أحتلني الفضول تجاهها بعد ما سمعت كلامك ، بجربها وبشوف
سلطان : وعلى العموم أسمها " شيّم "
خولة : شيّم ؟ سلطان والباقين اخرجو بتناقش معاها
سلطان وقطاع الطرق خرجو وبقت شيّم لحالها مع خولة تاكلها بـ النظرات ، توترت شيّم وهي منزلة راسها بـ إرتباك خايفة تخذلها ، تكتفت خولة وأردفت
خولة : بجربك ، بعطيك مهمة صعبة لو ما قدرتي عليها أعتبري نفسك مطرّوده ، مفهوم ؟ والضعف ذا ما يعجبني أرفعي راسك
شيّم رفعت راسها وعقدت حواجبها بـ إستغراب
شيّم : مفهوم
خولة : مستغربة ليه ؟
شيّم : توقعت بتسالين عنّي أو أي شي عني
خولة : أنا ما يهمني حيّاتك ولا عمرك ولا وضعك المادي ولا من تحبيّن ، أنا يهمني أنك تبيعين كل شيء وتتركين كل شي مشغولة فيه لما أطلبك بـ مهمة فقط ذا الي همني وبسّ وبدون أعتراض وتستمعين لي
شيّم هزت رأسها : أبشري
خولة : بجيب ورقة العقد توقعين عليها أنا ما أضمنك
التفت خولة وهي تبحث عن إحدى الاوراق وشيّم تسحب قلم من المقلوبة ، وقعت على عقد تعهدًا بـ حياتها لانها تشوف أنها مارح تخسر شيء ولا يهمها شيء حاليًا ، بعد نصف ساعة نزلت عُذوب من الدرج وتوجهت لـ مكتب خولة وهي تصفق الباب بقوة
كانت شيّم لا تزال موجودة ، التفت تنظر إلى عُذوب بإستغراب من جراءة عُذوب ، نطقت عُذوب وهي تنظر إلى شيّم وبيدها خوذتها
عُذوب : وش بغيتي ؟
خولة : الدباب خلف القصر ، تحسبيني غبية ومارح أعرف ؟ لك مهله يومين تبيعين الدباب أو بوريك وش بسوي فيه
عُذوب : أبيعه ماني بايعته ووريني وش بتسوين فيه
خولة : وقحة ، وريني وجهك يوم تشوفين وش بسوي فيه
عُذوب : ماعليك وجهي أول شيء بتشوفينه لا حاولتي تسوين شيء ومو أول شخص يحاول يعترض طريقي ، سلام
طلعت عُذوب متجاهلة خولة وقبل تبدّي أي ردة فعل ، صفقت خولة الطاولة بيدها بـ قهر ، شيّم إلي التساؤلات عبّت رأسها لكن سكتت وهي تفكر " هل هي بنّتها ؟ "
خرجت عُذوب من القصر وهي تتجه لـ المستشفى مالها غير هالمكان ، ضاقت الدنيا فيها بعد نقاشها مع خولة إستذكرت عنّادها مع جدها وتضايقت جدًا ، وصلت المستشفى ونزلت وهي تلتفت وجلست على الكرسي وهي تنزل رأسها بـ تنهد ودموعها سبّقتها ، لكن رفعت رأسها من شافت الطفل يرّكض لها وبـ يده اليمنى جبيرة وإبتسمت من شافته يقترب لها وسحبّت خده وهي تناظر الجبيّرة وكان ماسك بـ يده اليمنى قلمّ ، سحبت القلم منه وهي تنزل لـ طوله وتكتب على الجبيرة بـ سعادّة لأنها أكثر من يحب الأطفال وهي تكتب بدأت تستغرب من العبارات الموجودة على جبيّرته وهو مجرد طفل ! و بدأت تقرا المكتوب بإستغراب ' عساك عالقوة ' و ' بتوله الله يقومك بالسلامة ' و ' اقوى واحد تبولة ' و أيضًا الكلمة إلي جذّبتها ' البتّلي ' وهي تقرا بإستغراب لكن تجاهلت الكلام وبدأت تكتب على جبيّرته كلمات معسّولة ، وايل يركض فالمستشفى يّبحث عن أخوه إلي هرب بالجبيرة لكن توقف وهو يناظر إلي تكتب على جبيّرته وتطبع بوسة على الجبيرة ، أبتسمت عُذوب وآنهت كلامها وهي تطبع بوسة على الجبيرة بـ حسن نية أنها لـ الطفل وتوجهت لـ الحمام تمسح دموعها ، أول ما راحت ركض وايل إلى أخوه وهو يشيّله ويسحب منه الجبيرة وتوجه لـ غرفة بتّال ، دخل الغرفة وترك أخوه الصغير من أحضانه وهو يقترب لـ بتّال إلي يتحلطم
بتّال : أخوك ملقوف ! جبيّرتي عطيني أياها يدي بدت توجعني
وايل وهو ماسك الجبّيرة : لقيت بنت تكتب على الجبّيرة أصبر خلني أقرا
بحر عقد حجاجه : قرب الجبيرة حتى أنا بقرا
قرب بحر وجنبّه وايل يقرون لـ بتّال بصوت عالي ومسّموع ، قرا وايل بصوت عالي المكتوب
وايل : الله يقومك بالسلامة ياحبّيبي ؟
بحر بقق عيّونه وهو يقرا : أبووسو التعبان أنا؟؟!
وايل بـ غمزة : من هذي يالواطي ؟
قلب وجه بتّال أحمر من الخجل وأردف وهو يسحب الجبّيرة ويقرا
بتّال : ولله ما أعرفها !
وايل وهو يشيّر إلى البوسة : شف ششّف بس
بحر غمز وأردف : خد خد .. ولا غيره ؟
غمز وايل وهو يضحك بـ سخرية وأردف : من ورانا يالوصخ !
بتّال وجهه أحمر وأستحى وأردف : ولله ماعرفها يعييال
وايل : اجل منهي هالمتحرّشه ؟
بتّال ضحك وأردف : فانزاتي مشكلة
وايل : و لابسة عباية رصاصيه وحجاب مبّين شعرها ، قصرت لو فاكة الحجاب وفرت على نفسها
بتال بـ خجل وهو يضحك : ما تستحي
وايل بقق عيّونه وأردف : شف
طاحت عين وايل على إلي كاتبته " يناسو التعبان "
وايل وهو ينّعم صوته وأردف بـ سخرية : يناااسو بوبو
بتّال بـ ضحكة متعالية وماقدر يوقف : وايل الله يقطع إبليسك وش إلي بوبو أسم ذا سمكة ولا دلع
وايل وبتّال ضحكهم وصل لآخرة المستشفى مو قادرين يوقفون ضحك ومنهارين ، بحر يضحك على الخفيف ويقرا كلامها
'
« هِتاف »
مرت ٥ أيام بـ سلام وكانت أيام بالنسبة لها هادئة وجميلة بدون مشاكل ، إلى ان أستيقظت وكانت مستلقية على سريرها براحة وفتحت جوالها على رسالة أمها المكتوب فيها " احنا جايين " ، بققت عيّونها لأنها شافت الرسالة متاخر والأكيد أنهم وصلو حايل بدون تجهز شيء أو تجهز نفسها ، وفعلًا قفزت من السرير وهي تنظر من الشباك إلى السيارة المزعجة إلي دخلت الحارة بـ إزعاجها سمعت من السيارة صراخ راشدّ وعرفت أنهم وصلو و تنهدّت بـ تعب
« بالسيارة »
اتكت همسّ ورفعت رجولها على المرتبة وضاري يناظر بالمرآية ويصارخ
ضّاري : نزلي رجولك !
راشد كان منسّدح ورجله ممدّوده إلى ان طاحت على قهوة روز ، صرخت روز بـ غضب وآلم قهوتها الحارة إلي انكب على يدها وعلى همس وفهيدّ
همس : راشد يا مرجوج ما تشوف !
راشد : وش ! وبعدين من يشرب قهوة بـ عز القايلة والظهر بعد !
فهيد : وش تتوقع منها ؟ أبوها ضاري يشرب شاهي الظهر
روز : فهيييد ولله لأعلم أميي
شذّى : يببه أفتح الشباك ، رتو مكتومة
راشد بـ سخرية : ياي ررتتو
شذى : اسكت أنت ! لا انتف شنّبك الأخضر
صرخ ضاري عليهم بـ عصبية وسكتو من الخوف ، قبل وصلوهم البيّت دقت مُنى على همس
همس : هلا هلا باختي
مُنى : وصلتو حايل ؟
همس : أي ، وش بغيتي ؟
مُنى : بجيك الحين أنا وولدي ، يمدي ؟
همس : حييياك الله ، أيه يمدي وليه ما يمدي بابّنا مفتوح لك
مُنى : يابعدي ولله
أغلقت الإتصال ، وصلو القصر ونزل راشد وهو يهاوش شذّى لان قطوتها عضت رقبته ، أول ما وصلو لـ القصر كان إزعاج جدًا وهذا المُعتاد ، أنسدحت هنّاي من التعب على الأريكة ونزلت هِتاف وهي تحضن أخواتها وأمها التعبانة ، أردفت همس
همس : أختي بتجي ، جهزو القهوة
هنّاي : عازمة الظهر وبعد السفر ! أي ولله أنك رايقة
همس : روحي نامي فكيني أنا بجلس مع أوخيتي
تأففت هنّاي وهي تتوجه لـ الغرفة لأنها تعبانة من السفر ، غالبًا الكل نام إلا همس إلي قامت تبّخر البيت وتسوي القهوة والحلا
« مُنى »
وصلت الحارة بعد ساعة ، دخل السواق الحارة وناظر يزن العيال الأغنياء إلي يلعبون كورة و الواضح أنهم بـ عمره
أشار لهم يزن وأردف
يزن : أبي العب معاهم يمه تكفين
مُنى أشارت إلى قصر آل ضّاري وأردفت : زين أنتبه على نفسك ، ذا بيت خالتك تعال لو طفشتّ
يزن أبتسم وهز رأسّه بـ فهم وهو ينزل يلعب معاهم والسواق توجه لـ بيت أختها ، نزلت مُنى ودخلت القصر وهي تستقبلها همس وترحب فيّها ، جلسو بالصالة يتقهون ويسولفون على بعض ، نصف ساعة
مُنى : إلا أقولك عيالك وينهم ؟
همس : تعبانين ولله من السفر ونامو
مُنى : أها أي زين ، كيف جـ..
قاطع كلامها دخول يزن لـ الصالة وهو يبّكي و وجهه ينزف ووقف عند أمه وهو يشهق ، علّت معالم الصدمة على مُنى واردفت وهي تمسك كتف ولدها
مُنى : أويل حالي ! مين ضاربك ؟
يزن وهو يشّهق : العيـ ا ل الأغنياء إليي إلي لعبت معاهم
همس بإستغراب : إلي جنبنا ؟
مُنى : كسر يكسر إيدينهم ! ترضينها يا همس ؟ جيرانك يضربون ولدّي !
همس : لا ولله ما أرضى ، أنا اوريك فيهم
سكتت همس بعد ما عرفت أنهم آل حارث ، كملت سهرّتها مع مُنى إلى العصر وعادّت مُنى لـ بيتها وهي تاخذ دواء شّعبي من عند همس لـ ولدها
« ٥:٣٠ العصر »
همس مارح تعدّيها على خير ، راحت همس إلى غرفة ضّاري وهي تسحب إحدى شماغاته وتتلثم بالمرآية وتعقدّ حواجبها وهي تفكر بـ إلي تسوي فيهم ، نزلت وهي رافعة عبايتها ومتلثمة وناوية نية شر وشكلها مُريب كأنها بـ تذبح أحد ، بنفس الوقت دخلت طيف وهي تسلم بصوت عالٍ ظنًا منها أن فيه أحد بالبيت ، ناظرت طيف إلى همس إلي كانها بـ تجرم بأحد
طيف : يمه ! مين بتذبحين ؟
همس : ترّقبي
خزت طيف وهي تناظر همس وأردفت بـ صوت خافت حتى ما تسمعها همس " مجنونة " ، إلتفت همس عليها وهي تعقد حواجبها بـ حدة
همس : مجنونة ؟ تبين أجرم فيك أنتِ !
طيف بـ إرتباك : لا لا ، الطاولة مجنونة
دحرجت همس عيّونها وهي تطلع من البيت ومعاها عصا سوّداء ، ناظرت العيال إلي يلعبون بجانب قصر آل حارث
ولا كأنهم ضاربين أحد قبل شّوي
أقتربت همس بـ هُدوء وهي تستدرجهم إلى ان انتبه عليها واحد وكان بيّصارخ لكنها ضربتّ ظهره بقوة وبدا يصيح بـ مكانه والباقين حاولو يهرّبون لكنها سبقتهم لـ الباب وهي تّقفله وتضحك ضحكة شرّيرة ، اقتربت منهم وهم يهربون بالشارع قريّب لـ البيت وبدأت تضربهم واحد تلو الآخر وهم يهربون ويصيّحون ، بعد ما جلدتهم أخذتهم وصفتهم على الجدار وهي تحقق معاهم
همس : قبل شوي فيه واحد كان يلعب معاكم ، أنتم ضرّبتوه ؟
كملو يبكون ولا يردون عليها ، ضربت العصا على الأرض وهي تهددهم وأردفت بـ عصبية : تكلمو !
إحدى الاطفال الي يبكون هز رأسّه بـ " نعم " وضربته على أعترافه وبدأ يبكي بـ صوت مزعج ، خرج فواز وهو يفتح الباب ويناظر إلي يبكون وإلي واقفه تجلدهم وشهق وهو يبقق عيّونه ، ناظرته همس وبققت عيّونها وهي تهرب لكن لحقها فواز حتى يعرف هي من أي عائلة ، نظر لها من بعيدّ وهي تدخل بيت آل ضّاري وعرّف أنها من هناك ورجع لـ الأطفال وهو يدخلهم داخل وهم يبكون ..
..
نجمة وتعليق لا هنتم ⭐️

« مجاديف الغرام »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن