القبو

0 1 0
                                    

ما هي الحياة؟

كان ذلك تساؤلا يثير اشمئزازي كلما مر داخل عقلي حتى تهاجمه خلاياه كالمرض واتناسى الاجابه بصدر رحب.

بعض العلماء كانو يقولون انك ان كنت ترى حولك وتشعر به وتصدق بأنه موجود، اذا فهو كذلك...الالحاد والهراء وما الى ذلك.

ولكن لدي فكري الخاص حيال الامر.

العالم هو مزبلة كبيره، والحياة هي ان تلقى كالقمامه داخل مزبلة العالم الكبيره.

مشيت في الشارع ولفحني البرد الذي اشعر به انا وحدي.
نحن في منتصف مايو ونظرا للملابس الرقيقه الذي يرتديها من حولي والعرق الغزير الذي يغطي كفاي الباردتان، ان درجة الحراره تخطت الاربعين.

لم اشعر بذلك الحر وبدلا من ذلك شعرت باهتزاز قفصي الصدري وكأن قلبي يريد الخروج للكمي، ولانني لست جاهزا لعراك قمت بإغلاق ازرار معطفي الثقيل لأحبسه بداخل صدري ليضخ الدم في المكان الذي يجدر له ان يكون به.

اشعر بالثماله الثقيله رغم انني كنت اظن ان بيرا الجنزبيل والصودا لا تسكر لهذه الدرجه، ولكني كنت احتسي بشراهة حتى ظننت ان بداخلي نهر من هراء الكحول والقرف المثمل حتى اثقلني، لاريد العودة لقرف منزلي الصامت الممزوج بهراء الوحده.

"سيدي لقد عض كلب ما قطتي، هل يمكنك مساعدتي في اخذها للطبيب؟"

قاله كائن ما بضفائر اصطدم بركبتي من صغر حجمه ومقلتاه مغرورقة بالدموع واطراف فستانه مشبعة بالطين الجاف.

كنت اريد ان اقول لها دعيني وشأني ولكني تذكرت اني اعطيت لساني اجازة لباقي الشهر فأكملت سيري متجاهلا تلك الطفلة التي بدأت البكاء بصوت ناعم مزعج جعلني اقطب حاجباي بكسل.

ولا زلت اسير وأسير و ظننت اني سأسير حتى يتمزق باطن قدمي بسبب نعل حذائي المثقوب الذي غدر بي واثر البقاء ملتصقا بالخرسانه التي في الارض على الاكمال معي في ذلك الطريق اللامتناهي.

ادخلت المفتاح في الباب وادرته لأدخل لمنزلي المبعثر والقيت السلام على الفوضى حولي ودخلت الى غرفتي لاغلق الباب.

سرير ومكتب وكرسي خشبي، رفاقي الثلاث الذين بقو بانتظاري في اماكنهم كما وضعتهم بالامس بوفاء شديد، سحبت الكرسي لمنتصف الغرفه وفتحت درج مكتبي لأخذ المسدس لأن اليوم هو السبت.

وفي يوم السبت كل اسبوع اعطي نفسي فرصة للموت ولكنها ترفض منذ شهران، ولكن لا بأس من المحاولة ذلك السبت ايضا.

اخذت رصاصة من جيب معطفي ووضعتها في الخزان الفارغ للمسدس وادرته بعشوائية واخرجت عملة معدنية لاقلبها واتركها تقع على الارض.

فظهرت كتابة الخمسين سنتا على العملة فأدركت انه دور السقف هذه المره.

ان اصابت الرصاصه السقف فلدي اسبوع اخر اعيشه اقوم خلاله بترميم السقف وان اصابتني الرصاصه لن اضطر لترميمه.

من خلاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن