2020م*مُريد: ستة وعشرون عام
*تيم : واحد وعشرون عام* * *
يحدق بعينان ذابلة إلى سقف غرفته الذي لا يراه ؛بسبب انطفاء النور . يأخذُه عقله إلى حيث لا يريد أن يذهب !
يخوض مع أفكاره جِدال سرمدي ، تتقاذفه الهواجس ..يخسَر أمام الكم الهائل من الأفكار .. يقع منهم على الأرض .. فيستلقى عليها ببؤس ..
ثم يحاول أن ينهض ،ولكن الأرض تسحبُه إليها .. كقلب أم حنون تأبي فراق أبنائها..!!
ما يسحبه للأرض هو أن قلبه يُثقله !
قلب ثقيل جدًا ؛ تُثقِلة الجثث المدفونة في سراديبه .
إنه يمارس هوايته المفضلة .. يُهجَر.
تتراءى أمام عيناه عشرات المشاهد المتداخلة لهِجرات والدته المتعددة ، عشرات المشاهد المليئة بالصراخ والبكاء ..
ثم المشهد الأخير..الذي لم يكن لوالدته ، الذي لم يمتلئ بالدراما ..
مشهد جامد بارد ، بلا صراخ ، بلا بكاء..
ابتسم إبتسامة باهتة شديدة العبثية ؛ لِما لا يوجد جديد في حياته ، نفس السيناريو ..مرة أخرى! ما هذا التكرار الرّتيب!
إن الأمر يدعو للسأم ، حدّ أنه لو كان فيلمًا دخله في السينما، لخرج في منتصف الفيلم مللًا من التكرار وإنعدام الإبداع ، يلعن بحنق وهو يتذكر ثمن التذكرة الباهظ .
لكن -للأسف- ليس هذا فيلمًا دخله في السينما بل هي حياته ، ليست الخسارة ثمن تذكرة باهظ بل هو قلبه !
وكأنما خُلِق ليُترك.
"البقاء في غرفة مُغلقة ،مع فكرة مغلقة ،هو الطريق الملَّكي للجنون." لا يذكر أين قرأ تلك الجملة -لابد أنها كانت في إحدى كُتيبات الروايات الخاصة بد.أحمد خالد توفيق ،تلك المجموعة الأصلية التي تفخر بها ريم- لكنه يدرك الآن أنها حقيقيّة ، حقيقية جدًا ، حقيقية بشكل مؤلم.
- أنا مش قلت محدش يدخل الأوضـ...
تحدث بصوت متعب ، عندما فُتِح باب غرفته ليتسلل بعض الضوء غير المرحب به ، صمت عندما رأى هيئة رجل أشقر يعرفه .
مّد يده يفتح مصباح الغرفة المظلمة ، ليضيق تيم عيناه عندما آلم الضوء شبكيتاه .تفحص مريد هيئته المُقلقة : رماديتان مُطفئتان حبيبتاه المتألقتان دومًا ذابلتان ،و ما تحت عيناه يشي بطولِ ليلاه ، شفاه جافة مجروحة ، شعره الطويل منكوش مُهمل خلاف العادة ، ملابسه فوضوية مُنتقاه بعبثية بحته . الغرفة باردة جدًا ، لابد أن المكيف يعمل بأقصى جهده ،رغم الشتاء والبرد القارص!
ياللهول ، قرصه قلبه ، أين كان هو عندما وصل حبيبه إلى هذا الحال المزري.
- أقفل النور!
أمر بخفوت ، تجاهله مريد دخل وأغلق الباب وراءه.
أنت تقرأ
مَهْرَبِي الآمـن
Krótkie Opowiadaniaيمكنك بلا جهد أن تدرك كيف تأثر الأخوة الثلاث بتلك البيئة الحافلة بالسموم ، في منزل لا يحوي أي مقوم من مقومات المنازل..منزل ليس إلا قفص.. ولكن حبس الطيور لن يجعلها زواحف أبدًا ؛ لذا يمكنك أن تَلحظ كيف حَلق كل شخص فيهم في المساحة الضيقة للقفص. كيف هرب...