الحلقة الاتناشر

57 5 0
                                    

الحلقة الثانية عشر

اتلفتوا كلهم على الصوت اللي وراهم، كان بدر اللي دخل بخطوات بطيئة وهو بينقل نظره على الموجودين لحد ما ثبتت عيونه على ضي القمر اللي اشرقت ملامحها بفرحة، اتحركت الملكة زمرد خطوة وقالت بنبرة كإنها بتنهره_بـدر!
شاور لها الملك رسلان براسه وهو بيبعتلها نظرة حادة كإنه فاهم دماغها، هو مدرك كويس إنها هتكون أول واحدة فرحانة لو شبيهة عقيق اتأذت، اتقدم بدر لحد ما وقف جمب ضي القمر اللي كانت لسة بتبصله بعيون لامعة، انحنى باحترام وهو مثبت كفه على صدره كالتحية المعتادة، وبعدها اتعدل وهو بيقول بقوة_جلالة الملك، سبق وأنا اللي قولتلك إن ضي القمر جاسوسة، وبتراجع دلوقتي عن اتهامي ليها....
حاليًا..
قالها بنبرة ذات نغزى وكإنه بيوصلها إنها في الوقت الحالي بس هي بتكون بريئة ولكن ده مقللش من فرحتها إنه جه ينقذها بعد الكلام اللي قاله والكره اللي كان في عينيه، شاورله الملك رسلان بإيده وهو بيقول_قول اللي عندك يا سمو الأمير
اتكلم بدر وهو رافع راسه بثقة_احنا كلنا عارفين مين المتسبب في الحادث ده يا مولاي، ولكن ضي القمر ملهاش ذنب غير إن حظها السيء خلاها تشهد على اللي حصل وتكون الشاهدة الوحيدة وده هيخليها في خطر لو فكرت تطلع من القصر
ضي القمر شافت الأمير رئبال وحاول قتلها لما اكتشف إنها عرفت علاقته بالحريق ولكن من حظها إن حضور الحرس انقذها
ابتسم الملك ابتسامة خفيفة بتعبر عن فرحته، هو كان متضايق من فكرة إن ضي القمر تكون جاسوسة، لإن بالتالي هيشك بدوره في عقيق اللي مش عايز يمحي صورتها المثالية اللي في عقله، فاتكلم برزانة_إيه دليلك يا سمو الأمير إنها مش مشتركة معاهم؟
رد بدر ببساطة_وقت ما الحرس ظهروا في المكان لقوا ضي القمر واقعة على الأرض وهي بتتألم وكان باين عليها الذعر، وحسب كلامها ومن غير ما اقولها على كلام الحرس قالت إن رئبال خاف ودفعها وهرب بعد ما كان موجه خنجر على رقبتها، وبعدها فرِّت ضي القمر بذعر من المكان وده لإن اللي اتعرضتله حاجة جديدة عليها
كان الملك بيبصله بتمعن وهو بيدافع عنها باستماتة رغم إنه كان هيتسبب بأذاها، كان مدرك إن شفقته على الملكة زمرد هي اللي كانت بتجبره يتصرف بكره ناحيتها زلكنه شايف كويس مشاعره اللي كانت بتتحرك ناحيتها من أول يوم شافها فيه، وجه الملك رسلان كلامه لضي القمر وقال_الكلام اللي بيقوله سمو الأمير ده صحيح يا ضي القمر؟
هزت راسها بسرعة كذه مرة وهي بتقول بلهفة_أيوه، أيوه صحيح
وقف الملك فانحنى الجميع وقال هو بصوت عالي_قرر الملك رسلان ملك مملكة إل دورادو تبرئة ضي القمر من التهمة الموجهة لها
رفعت ضي القمر عيونها ليه بسعادة فغمزلها الملك رسلان ناحية بدر وبعدها سابهم وخرج من القاعة ووراه الملكة زمرد اللي بصتله لوم شديد حسسه بالغضب والضيق من نفسه، أما ضي القمر فاتلفتت لبدر وقربت منه وبجراءة من غير ما تاخد مالها مسكت إيديه وهي بتقوله بامتنان_أنا بشكرك جدًا  يا بدر، بشكرك إنك مظلمتنيش
لوهلة حس بكهرباء سرت في اوصاله، بص على إيديها اللي متشبثة بإيديه، ورفع عيونه لعيونها اللي كانت بتلمع بسعادة، حس لوهلة إنه بينجرف غصب عنه ناحيتها، فنهر نفس وجذب إيده من بين إيديها وقال بتوتر وفنفس الوقت بنبرة حاول تبقى غليظة_متشكرنيش
مش سمو الأمير بدر اللي يعاقب فرد من الشعب على حاجة معملهاش
وده ميمنعش إني هفضل مراقبك لحد ما اعرف إيه وراكي يا ضي القمر
انطفت ابتسامتها قصاد كلامه الجارح، فنكست راسها بتقاوم عيونها اللي اتملت بالدموع وقالت_أنا..
أنا عايزة امشي من هنا
رد بجفاف_وإيه اللي مانعك!
رفعت عيونها الحزينة ليه واللي كانت بتبصله بنظرات بتلومه فيها، وبعدين قالت_السلسلة
مش هعرف امشي من غير السلسلة
وقعت مني ومش لاقياها، ساعدني الاقيها وصدقني مش هتشوف وشي تاني هنا
قرب خطوة منها، وبصلها بعمق بيحاول يستشف اللي ورا ملامحه وقال_للدرجادي مهمة عندك؟
_جدًا...
ردت بتلقائية، ولكنها تراجعت عشان ميشكش فيها واتنحنحت بارتباك وهي بتقول_اقصد هي مهمة عشان تراث عائلتي، مقدرش اسيبه يضيع بالسهولة دي
ضم شفايفه لبرهة، وبعدين اتكلم_ويعني..
وقت ما تلاقيها هتمشي؟
هزت راسها بتأكيد_أقسملك همشي ومش هرجع تاني أبدًا
مش هتشوف وشي تاني في المملكة
بعد ما كان مد إيده في جيب ملابسه الرسمية تراجع، لوهلة حس إن الكلمة ضايقته خاصة وإنها كانت بتقولها بتأكيد واصرار، لقى نفسه الفكرة ضايقته، كإنه لوهلة اتعود على وجودها ونقاشاتهم وخناقهم ولكن محبش يبين ده ليها وقال_هكلف الحرس يدورولك عليها
قالها واتلفت علشان يمشي، ولكن وقفته لما قالت_بـدر..
بصلها بتعجب فابتسمتله هي بامتنان وقالت_شكرًا
لقى نفسه غصب عنها بيبتسملها وهو بيهزلها راسه بهدوء، وبعدين خرج من المكان كله، لوهلة اتجمد تمامًا ووقف في منتصف الساحة، رفع كفه وبسطه على موضع قلبه، ولوهلة اتوسعت عيونه بصدمة، كانه لسة متدارك إن قلبه بينبض بعنف بس في وجودها!
الظاهر إن ضي القمر بقت خطر عليه ولكن هتفضل والدته عائق بينهم
افتكر نظرة الملكة زمرد ليه، فاتجه لمكان جناحها بسرعة، هي أكيد حاسة بالغضب منه وهو متفهم ده كويس، خبط على جناحها فسمع صوتها اللي بيأذنله بالدخول، فتحوله الحراس الباب وبمجرد ما دخل جوا وشافته انتفضت من على سريرها بعد ما كانت قاعدة عليه واتجهت ناحيته بغضب وهي بتقول بعصبية_يا خسارة يا بدر
يا خسارة بجد
للدرجادي أنا مش فارقة معاك؟
بتدافع عنها قصاد الملك باستماتة؟!
بالسرعة دي نقضت وعدك ليا!
قرب منها واحتوى كتفها الاتنين بين كفوفه وقال بنبرة دبلوماسية_أنا محدش فارق معايا غيرك يا أمي وأنتِ عارفة كده كويس
ولكن مملكة إل دورادو مينفعش يكون حاكمها ظالم، ضي القمر بريئة وأنا مقدرش اقول غير كده لحد ما يثبت العكس
لوهلة التوى ثغرها بابتسامة مستهزئة وقالت_بقيت نسخة طبق الأصل من الملك رسلان يا بدر
فعلًا ابن ابوك
اتجمدت إيده اللي على كتفها بعد ما حس بنبرة الاهانة اللي وجهتها ليه، بعد عنها واتجهمت ملامحه وقال_اعذريني يا جلالة الملكة
يمكن أنا فعلا اشبه للملك رسلان ولكن للأسف من طفولتي مكانش فيه غيره قدامي وحواليا
تداركت اللي هي بتقوله فقربت منه بسرعة ومسدت على خده بكفها وهي بتقول_متزعلش مني يا بدر، أنا معنديش اغلى منك
أنتَ ابني الوحيد اللي اتحرمت من إني اشاركه حياته وهو بيكبر، أنا قولت كده من ضيقي بس
لانت ملامحه فمسك كفها وطبع عليه قبلة رقيقة وهو بيقول_مقدرش ازعل منك يا أمي
ربتت على كتفه وجذبته ضمته لصدرها، ولوهلة اتبدلت ملامحها للضيق والغيظ الشديد من غير ما ياخد باله...

عقيق إل دورادو للكاتبة / منة ممدوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن