العزله1

19 8 22
                                    


الجزء الأول: العزلة

في قلب كيوتو، حيث تتداخل الأضواء مع ظلال المعابد القديمة، تعيش هارو، فتاة يابانية في  بدايه العشرين من عمرها. منذ وفاة والدتها، فقدت كل شعور بالأمان، تاركةً في قلبها فراغًا عميقًا. كانت والدتها تمثل لها الأمل، والآن، أصبح كل شيء حولها قاتمًا، كسماء ممطرة بلا نهاية.

تستيقظ هارو كل صباح، ويصاحبها شعور ثقل يثقل كاهلها. تتوجه إلى الجامعة، حيث يضحك زملاؤها ويتبادلون الأحاديث، لكنها تشعر بأنها مجرد شبح. تجلس في الزاوية، تتأمل في المشاهد من حولها، بينما يدور حديثهم بعيدًا عن عالمها المظلم. كلما نظرت إلى وجوههم المشرقة، شعرت وكأنها تنتمي إلى عالم آخر، عالم ليس لها فيه مكان.

تمضي ساعات في زيارة المتاحف، حيث تجد في الأعمال الفنية ملاذًا. تتأمل اللوحات، محاولةً أن تستنطق أسرارها. "هل يمكن أن تكون هناك قصة تعبر عن حزني؟" تسأل نفسها، ولكن الإجابة تظل غامضة. كل لوحة تروي حكاية أخرى، بينما تبقى قصتها مغلقة، وكأنها جالسة في قبو مظلم.

في إحدى الأمسيات، تتجول في شوارع كيوتو، وعندما تصل إلى حانة صغيرة، ترا  بشاب ياباني يبدو وكأنه في السابعه والعشرين  من عمره. يلتقي نظراتهما لثانية، وتجد في عينيه شيئًا مألوفًا، كأنهما يتشاركان نفس الوجع. رغم فارق السن، تشعر بشيء من الارتياح لرؤية شخص آخر يحمل عبءًا مشابهًا، وتبدأ مشاعر الإعجاب تتسلل إلى قلبها. "كيف يمكن لشخص بهذا العمر أن يحمل كل هذا الحزن؟" تفكر في نفسها.

تُلاحظ أنه يجلس بمفرده، يحتسي مشروبه ويبدو غارقًا في أفكاره. يعبث بأوراق اللعب أمامه، لكنها ترى في عينيه بريقًا من الألم وكأنه يبحث عن شيء مفقود. تتساءل: "هل يشعر بما أشعر به؟" تشعر برغبة قوية في الاقتراب، ولكن الخوف من الرفض يمنعها.

ثم تسجل التقيت بشخص ويبدو كانّه يحمل جزءًا من آلامي.اتحلى بالشجاعه لاتحدث اليه أم أظل محبوسه في  وحدتي؟لكن شيئًا ما يجعلها متردده اكثر.تتامل في عذوبه ملامحه وتتساءل اذا كان بإمكانها فتح قلبها أمام شخص ويبدو صغيرًا في العمر لكنه يحمل عمقًا في عينيه

مع مرور الأيام، تستمر في ملاحقته من بعيد. كلما رآته، تتضاعف مشاعرها. تتأمل كيف يعبث بأوراق اللعب ويبدو ضائعًا. "يبدو أنه يستخدم القمار كوسيلة للهروب، مثلما أبحث عن الهروب في الفن." تفكر في نفسها، بينما تتعاظم رغبتها في التحدث إليه.

تبدأ هارو بمراقبته في كل مرة تزور فيها الحانة، وتشعر أن حياتها تزداد ظلامًا بينما هو يغرق في مشاعره الخاصة. تلاحظ أنه ينظر إلى الكؤوس الفارغة وكأنها تعكس خسائره، وتبدأ في الشك بأن هذا الفتى يحمل آلامًا عميقة لا تُرى من الخارج.

تجلس هارو في حانة قريبة، وتتأمل في عذوبة ملامحه، وتتساءل إذا كان بإمكانها فتح قلبها أمام شخص يبدو صغيرًا في العمر، لكنه يحمل عمقًا في عينيه. "ماذا لو كان لديه القدرة على فهمي؟" تشعر بشيء من الأمل، لكنها تتردد، خائفة من أن تنتهي آمالها بالفشل.

في تلك الليلة، تجلس على حافة جسر، تتأمل المياه المتدفقة تحتها. تشعر بالقلق والخوف من المستقبل، وتتساءل: "هل يمكن أن يكون هناك أمل لي؟" تعود إلى غرفتها، ولكن السؤال يظل يتردد في ذهنها، وكأنها تحاول البحث عن ضوء في ظلام لا ينتهي.

مع مرور الأيام، تستمر في ملاحقته من بعيد. كلما رآته، تتضاعف مشاعرها. تتأمل كيف يعبث بأوراق اللعب ويبدو ضائعًا. "يبدو أنه يستخدم القمار كوسيلة للهروب، مثلما أبحث عن الهروب في الفن." تفكر في نفسها، بينما تتعاظم رغبتها في التحدث إليه.
لاحضت هارو انه يتردد دومًا على نفس الحانة

تبدأ هارو بمراقبته في كل مرة تزور فيها الحانة، وتشعر أن حياتها تزداد ظلامًا بينما هو يغرق في مشاعره الخاصة. تلاحظ أنه ينظر إلى الكؤوس الفارغة وكأنها تعكس خسائره، وتبدأ في الشك بأن هذا الفتى يحمل آلامًا عميقة لا تُرى من الخارج.

انتهى الجزء الأول.

صمت الظلال Where stories live. Discover now