كان تايهيون جالسًا أمام الغسالة، ينظر إلى المعطف وهو يدور داخلها، ينتظر أن ينتهي غسله. فجأة، دخل والده إلى الغرفة حاملاً كومة من الملابس في يده.**الأب (مستغربًا):** "تايهيون، ماذا تفعل هنا؟ عادةً ما تترك الغسيل دون اهتمام. لماذا تنتظر الغسالة هذه المرة؟"رفع تايهيون رأسه ببطء، محاولًا إخفاء إحراجه.**تايهيون (مترددًا):** "آه... لا شيء مهم. فقط... هذا المعطف ليس لي. أريد التأكد أنه يتم غسله بشكل جيد."الأب رفع حاجبه متعجبًا.**الأب (بفضول):** "معطف ليس لك؟ إذاً لمن هذا المعطف؟"تنهد تايهيون قليلًا، ثم أجاب بصوت هادئ.**تايهيون:** "إنه لسوبين، المدير... لقد سكبت عليه عصيرًا بالخطأ، لذا وعدته أنني سأغسله له وأعيده نظيفًا."ابتسم الأب بعدما فهم السبب، ولكنه لم يستطع منع نفسه من التعليق.**الأب (مازحًا):** "أوه، المدير سوبين؟ يبدو أنك تحاول أن تحسن سمعتك أمامه. لم أرك تهتم بشيء مثل هذا من قبل."ضحك تايهيون بخفة، محاولًا تخفيف الموقف.**تايهيون:** "ليس الأمر بهذا الشكل، لكن... لا أريد أن أترك انطباعًا سيئًا، خاصة بعد أن تسببت في فوضى."**الأب (بضحكة خفيفة):** "حسنًا، تأكد من أنه يعود نظيفًا تمامًا، وإلا قد يطلب منك غسل المزيد من ملابسه!"ضحك كلاهما، بينما استمر تايهيون في الانتظار حتى تنتهي الغسالة، وهو يأمل أن تكون المهمة ناجحة ولا تضطره إلى تبرير المزيد.في فيلا المدير سوبين الفخمة، كان يعيش مع أخيه الأصغر المصاب بالتوحد. سوبين، الذي يبدو دائمًا واثقًا وقويًا في عمله وفي تفاعلاته الاجتماعية، كان لديه جانب مختلف تمامًا في المنزل. كان يهتم بأخيه بكل حب وتفانٍ، معتبرًا أن رعايته له هي من أولوياته القصوى.أخوه الأصغر، الذي يعاني من التوحد، كان هادئًا في معظم الأحيان، لكنه يحتاج إلى روتين معين وشعور بالأمان. سوبين، رغم مشاغله الكثيرة كمدير تنفيذي ومسؤولياته في العمل، كان يحرص على أن يخصص وقتًا لأخيه كل يوم، سواء لمساعدته في الأنشطة اليومية أو لضمان أنه يشعر بالراحة والأمان في المنزل.الفلة كانت تحتوي على غرف مجهزة خصيصًا لأخيه، مع أشياء تساعده على الشعور بالهدوء والاستقرار، مثل غرفة حسية مليئة بالأضواء الناعمة والألعاب التي تريح الأعصاب. سوبين كان دائمًا يهتم بتفاصيل حياة أخيه، ويتأكد من أنه يحصل على أفضل رعاية ممكنة.رغم المسؤوليات الضخمة في حياته المهنية، كان سوبين يشعر أن أخيه هو السبب الذي يمنحه القوة والدافع للعمل بجد. كان لديه علاقة عميقة ومليئة بالتفاهم مع أخيه، وهو ما جعله دائمًا يشعر بأن دوره كرعاية لأخيه لا يقل أهمية عن دوره كمدير في العمل.عندما وصل تايهيون إلى فيلا سوبين، كان يحمل المعطف الذي استعار منه. طرَق الجرس، وخرجت امرأة فظن أنها حبيبة سوبين، لكنه سرعان ما اكتشف أنها أخته مايا. حاول تسليم المعطف لها، لكنها رفضت بلطف قائلة: "اذهب لمكتبه وأعطه له بنفسك، أنا مشغولة الآن."شعر تايهيون ببعض الارتباك، لكنه وافق واتجه نحو مكتب سوبين. عندما لم يجده هناك، توجه إلى الخادمة التي أخبرته بأن سوبين موجود في الغرفة مع أخيه ليام. بفضوله المعتاد، اتجه تايهيون إلى الغرفة، وفتح الباب بهدوء.عند دخوله، وجد سوبين جالسًا مع أخيه ليام، الذي كان يُظهر هدوءًا وسلامًا بشكل غريب، على عكس ما كان يتوقعه تايهيون. ليام، الذي يعاني من التوحد، لم يظهر أي علامات خوف أو توتر عند رؤية شخص غريب، وهو الأمر الذي عادة ما يحدث عند لقاء أشخاص جدد.سوبين، الذي كان معتادًا على ردود أفعال ليام الحذرة والمتحفظة، كان مذهولًا من تصرف أخيه الهادئ أمام تايهيون. تلك اللحظة أثارت صدمة لسوبين، وبدأ يشعر بشيء غريب تجاه العلاقة التي قد تجمع تايهيون وليام، إذ لم يتوقع أن يكون لأخيه مثل هذا التفاعل الإيجابي مع شخص آخر بهذه السرعة.ابتسم تايهيون بهدوء، وكأنه فهم أن وجوده كان مريحًا لليام بطريقة ما.
بعد أن دخل تايهيون الغرفة، رمى المعطف بلا مبالاة تجاه سوبين الذي أمسكه بسرعة. جلس تايهيون بهدوء ونظر نحو ليام بابتسامة لطيفة، ومد يده نحوه بلطف.في تلك اللحظة، حدث شيء غير متوقع: ليام، الذي عادة ما يكون متحفظًا ومترددًا في التواصل مع الغرباء، بادل تايهيون السلام ومد يده نحو يد تايهيون وصافحه.سوبين كان في حالة من الصدمة المطلقة. لم يكن يتوقع هذا التصرف من أخيه، إذ كان ليام نادرًا ما يتفاعل مع أشخاص خارج عائلته المباشرة، وكان يشعر دائمًا بالتوتر في وجود الغرباء. ولكن أمام تايهيون، بدا ليام مرتاحًا ومسترخيًا.لم يستطع سوبين إخفاء دهشته، وظل يحدق في المشهد أمامه وهو يحاول فهم سبب هذه الاستجابة غير المعتادة من أخيه. أما تايهيون، فابتسم بلطف أكبر، وكأن هذا الأمر كان طبيعيًا بالنسبة له.بعد أن صافح تايهيون ليام بابتسامة، سأل سوبين بذهول: "كيف تعرف اسم ليام؟"تايهيون أجاب ببساطة وهو يبتسم: "أمي معلمة أطفال مصابين بالتوحد، وكنت أرى ليام معها عندما كنت أزورها في المدرسة."سوبين كان لا يزال في حالة من الصدمة، لكنه شعر ببعض الراحة لوجود تفسير منطقي. عرف أن أم تايهيون تعمل في مجال خاص وحساس، ولكن لم يتوقع أن ليام قد يكون قد تقاطع مع عالمها من قبل. تايهيون بدا مرتاحًا في التعامل مع ليام، مما جعل سوبين يفكر في مدى قدرة تايهيون على فهم ليام والتواصل معه بشكل طبيعي.كانت تلك اللحظة تفتح الباب أمام علاقة جديدة ومفاجئة بين تايهيون وليام، بينما سوبين يراقب هذه الديناميكية غير المتوقعة بشيء من الاهتمام والدهشة.جلس الثلاثة معًا واستمروا في الدردشة. تايهيون تحدث بلطف مع ليام، محاولًا جعله يشعر بالراحة، بينما سوبين كان يراقب بصمت، مستمتعًا برؤية ليام يتفاعل بسهولة مع شخص غريب.تحدثوا عن مواضيع خفيفة، مثل الأشياء التي يحبها ليام، وما كان تايهيون يفعله مؤخرًا في حياته اليومية. كانت أجواء الجلسة مريحة وغير متوترة، وتايهيون كان يتمتع بقدرة مذهلة على التواصل مع ليام بطريقة هادئة ومشجعة.سوبين، الذي عادة ما يكون متحفظًا، وجد نفسه مرتاحًا في هذا الجو. كان من النادر أن يرى ليام يتفاعل مع شخص جديد بهذه السرعة. بدأ يشعر أن تايهيون يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في حياة أخيه.بمرور الوقت، تحول الحديث إلى خطط اليوم، وبعض الذكريات المضحكة التي شاركها تايهيون وسوبين عن المدرسة والعمل. الجو كان مليئًا بالضحك والابتسامات، واللحظة أصبحت أكثر دفئًا وترابطًا بينهم.