هزت ليلى رأسها ببطء. "هذا ليس مستغربًا. إذا كان هؤلاء الرجال يعملون لصالح أولئك الذين نطاردهم، فهم يعرفون كل شيء عن طرق الهروب. لكننا سنكون مستعدين."
نظرت ليلى نحو السائق، وأصدرت تعليمات سريعة. "سنخرج بسرعة البرق. لا تتوقف لأي سبب. علينا أن نستغل عنصر المفاجأة."
كانت الأضواء تقترب أكثر، وتكشف عن وجود مجموعة من الرجال الذين كانوا يقفون عند المخرج، ينتظرونهم. بدا واضحًا أن هذه المعركة لن تكون سهلة.
"هل لديك خطة بديلة؟" سأل حنا وهو يشعر بضغط الوضع يزداد.
ردت ليلى بابتسامة واثقة. "بالطبع. لدينا ما يبحثون عنه، لكنهم لا يعرفون كل شيء. سنستخدم ذلك لصالحنا."
وفي لحظة سريعة، دفعت ليلى حقيبة صغيرة نحو حنا. "افتحها. هناك شيء هناك سيساعدنا."
فتح حنا الحقيبة ووجد داخلها جهازًا صغيرًا لم يتعرف عليه فورًا. "ما هذا؟"
أجابت ليلى بسرعة: "جهاز تشويش. سيتسبب في تعطيل الاتصالات الخاصة بهم لبضع دقائق. هذا الوقت سيكون كافيًا لنا للخروج."
بينما كان حنا يحاول فهم طريقة عمل الجهاز، استعد السائق للاندفاع نحو المخرج. وضع الجميع أحزمتهم بإحكام، وكان الجو مشحونًا بالتوتر والترقب.
"استعدوا!" صرخت ليلى، وفي اللحظة التالية، ضغط السائق على دواسة الوقود، وانطلقت السيارة بأقصى سرعة نحو المخرج.
الرجال عند المخرج تفاجأوا بالسرعة التي اقتربت بها السيارة منهم، وفي تلك اللحظة، قام حنا بتفعيل جهاز التشويش. بدأت أصوات الضوضاء تتداخل، وأصبح التنسيق بين المطاردين مشوشًا.
انطلقت السيارة عبر المخرج بسرعة هائلة، متجاوزة الرجال الذين حاولوا التصدي لهم. كان الجميع في حالة صدمة، ولم يتمكنوا من الرد بالسرعة الكافية.
"لقد فعلناها!" صرخ حنا بفرح وارتياح، بينما كانت السيارة تخرج من النفق وتشق طريقها نحو الحرية.
لكن ليلى، رغم النجاح الذي حققوه، ظلت هادئة. نظرت إلى حنا وقالت: "هذه ليست النهاية. ما زلنا بعيدين عن الأمان. علينا الآن أن نأخذ هذه المعلومات إلى المكان الصحيح."
بدا واضحًا أن الرحلة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن ما ينتظرهم قد يكون أخطر بكثير مما تركوه وراءهم في أركان.
بينما كانت السيارة تندفع بعيدًا عن النفق، بدأت ليلى تلتفت إلى الخلف، تتحقق من الملاحقين. بدا أن الجميع قد تشتت بسبب جهاز التشويش، لكن توترها لم يخفف. حنا، الذي شعر بالانتصار المؤقت، كان لا يزال مشوشًا بشأن دوافع ليلى الحقيقية. بدأ الصمت الثقيل يملأ السيارة مرة أخرى، وأدرك أنه بحاجة للإجابة على الكثير من الأسئلة التي كانت تلاحقه منذ لقائه بها.
أنت تقرأ
ترنيمة لهيبي
Actionفي أحد شوارع مدينة "أركان" المزدحمة، حيث تتداخل الأضواء النيونية الساطعة مع الظلال القاتمة التي ترميها المباني العالية، كان الليل قد أرخى سدوله، ليكشف عن عالم مليء بالغموض والأسرار. الشارع كان شبه فارغ، إلا من القليل من السيارات التي تمر بين الحين و...