لقاءات جديدة

4 0 0
                                    

الفصل الخامس: لقاءات جديدة

في صباح اليوم التالي، استيقظت ليرين وهي تشعر بنوع من الهدوء الغريب. كانت القبلة التي شاركتها مع سنان في الأمس ما زالت تتردد في ذاكرتها كحلم جميل، لكنها كانت تعلم أن الحياة في المكتبة لم تتوقف، وأن عليها العودة إلى روتينها اليومي. غير أن هذا الروتين لم يعد كما كان؛ كان سنان قد أصبح جزءًا منه بطريقة أو بأخرى.

بينما كانت ترتب رفوف الكتب في المكتبة، دخلت صديقتها القديمة، ليلى، التي لم ترها منذ سنوات. كانت ليلى زميلة المدرسة الثانوية، وقد كانت دائمًا تتمتع بشخصية مرحة وصاخبة. كانت تعمل الآن في مجال التسويق الإلكتروني وقررت العودة إلى المدينة بعد سنوات من السفر والعمل في الخارج.

"ليرين!" صاحت ليلى بصوت عالٍ وهي تقترب منها بابتسامة عريضة. "لم أصدق عندما سمعت أنك ما زلت تديرين المكتبة القديمة!"

تفاجأت ليرين برؤية صديقتها القديمة، لكنها كانت سعيدة أيضًا. "ليلى! يا إلهي، كم مضى من الوقت؟ كنت أظن أنك ما زلت في الخارج."

احتضنتها ليلى بقوة قبل أن تجلس على إحدى الطاولات القريبة. "نعم، عدت للتو. كنت أحتاج إلى بعض الهدوء بعد كل تلك الفوضى. وقلت لنفسي: أين أجد مكانًا أفضل من هذه المكتبة الهادئة؟"

ليرين ضحكت وقالت: "أجل، المكتبة دائمًا كانت ملاذًا للهروب من الفوضى." جلست بجانبها وأخذت تنظر إلى صديقتها التي لم تتغير كثيرًا منذ آخر مرة رأتها فيها. نفس الروح المفعمة بالحياة، لكن مع بعض النضج الذي تضيفه السنوات.

"أخبريني، كيف حالك؟ هل وجدتِ الحب؟" سألت ليلى وهي ترفع حاجبيها بمكر.

ابتسمت ليرين بخجل، متذكرة ما حدث مع سنان. "هناك شيء قد يحدث، لكن الأمور ما زالت في بدايتها."

فتحت ليلى عينيها بدهشة. "أوه! علينا أن نتحدث عن هذا! كيف هو؟ هل هو وسيم؟ هل هو لطيف؟ هل يقرأ كتبًا؟" قالتها بسرعة وكأنها لا تريد أن تفوت أي تفصيل.

ضحكت ليرين وقالت: "نعم، إنه وسيم وهادئ، يحب القراءة ويأتي إلى المكتبة كل يوم تقريبًا."

"هذا يبدو مثاليًا!" قالت ليلى وهي تضرب بيدها على الطاولة بمرح. "لكن هل هناك شيء مثير؟ أعني، قبلات؟ لمسات؟"

ترددت ليرين قليلاً قبل أن تقول بصوت خافت: "حسنًا، أمس... تقابلنا على الشاطئ، وتبادلنا قبلة."

صاحت ليلى بصوت مرتفع جعل أحد الزبائن في المكتبة ينظر إليهما. "قبلة! يا إلهي، هذا رائع! هل كانت قبلة عفوية أم أنكِ خططتِ لها؟"

ليرين ضحكت بخجل. "لا، لم أخطط لأي شيء. كل شيء حدث بشكل طبيعي."

"هذا هو الأفضل!" قالت ليلى وهي تحرك يديها بشكل مسرحي. "القبلات العفوية هي دائمًا الأفضل، خاصة عندما لا تتوقعينها."

وبينما كانت ليلى تستمر في الحديث بحماس، دخل سنان إلى المكتبة. كان يرتدي قميصًا بسيطًا وجينزًا، ويبدو أن مزاجه كان هادئًا كما هو الحال دائمًا. لكنه تجمد عندما رأى ليرين تجلس مع امرأة أخرى.

"مرحبًا، سنان!" قالت ليرين بابتسامة مشرقة، وأشارت إلى ليلى. "أريدك أن تقابل صديقتي القديمة، ليلى. عادت للتو إلى المدينة."

ابتسم سنان بأدب ومد يده ليصافح ليلى. "تشرفت بمعرفتك، ليلى."

نظرت ليلى إلى سنان بعينين مليئتين بالدهشة وقالت بصوت منخفض: "يا إلهي، هو وسيم حقًا!" ثم نظرت إلى ليرين بنظرة ذات مغزى.

ضحكت ليرين، وابتسم سنان ابتسامة خجولة وهو يشعر ببعض الارتباك من كلام ليلى المباشر.

"سنان، ليلى صديقتي من المدرسة، وكانت دائمًا تصدر تعليقاتها بدون أي فلترة، لذا لا تأخذ كلامها بجدية تامة." قالت ليرين وهي تحاول تخفيف الأجواء.

"أحب أن أكون صريحة،" قالت ليلى بابتسامة مرحة وهي تضرب كتف ليرين بلطف. "أنا فقط أحاول حماية صديقتي. من الأفضل أن تكون على قدر التوقعات."

"سأبذل قصارى جهدي،" قال سنان بنبرة هادئة ولكنها جادة، مما أثار ضحك ليلى.

بعد بضع دقائق من الحديث، قررت ليلى أن تغادر لتتركهما لبعض الوقت الخاص. "حسنًا، سأترككما الآن. لكن لا تعتقدي أنني سأذهب بعيدًا. سأعود قريبًا لمتابعة آخر التطورات!"

ضحكت ليرين وهي تودع ليلى، ثم التفتت إلى سنان وقالت: "آسفة، ليلى دائمًا ما تكون بهذه الطاقة."

ابتسم سنان وقال: "لا بأس، إنها تبدو لطيفة. وأنتِ محظوظة بوجود شخص مثلها في حياتك."

بينما كانا يتحدثان، لاحظت ليرين أن العلاقة بينهما بدأت تصبح أكثر راحة. لم تكن هناك تلك الحواجز الخفية التي كانت تشعر بها في البداية. بدت الأمور طبيعية، لكن في نفس الوقت كانت تشعر بأن هناك شيئًا يتطور ببطء بينهما، شيئًا يمكن أن يتحول إلى شيء أكبر.

بينما كانا يجلسان معًا في المكتبة، شعر الاثنان بأن حياتهما بدأت تتداخل أكثر، وأن الأوقات القادمة ستكون مليئة باللحظات التي ستغير كل شيء.

---

هكذا كان الفصل الخامس بداية لإدخال ليلى، الصديقة القديمة التي تضيف عنصرًا من المرح والدراما إلى حياة ليرين، بينما تستمر العلاقة بينها وبين سنان في النمو.

ليرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن