الفصل السابع: اعترافات قديمة
الليلة كانت أكثر هدوءًا مما توقعت ليرين. كانت تجلس مع مروان وليلى في المطعم، لكن عقلها كان مشتتًا. كانت تفكر في كل ما حدث خلال الأيام الأخيرة: علاقتها المتنامية مع سنان، وعودة مروان المفاجئة إلى حياتها.
بعد العشاء، قررت ليلى المغادرة مبكرًا بحجة أنها متعبة وتحتاج إلى بعض الراحة، مما ترك ليرين ومروان بمفردهما على الطاولة. شعرت ليرين ببعض التوتر، لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها بينما كان مروان ينظر إليها بنظرات لم تكن متأكدة من كيفية تفسيرها.
"ليرين، هناك شيء أردت أن أخبرك به منذ فترة طويلة..." قال مروان بصوت منخفض لكنه مليء بالعاطفة.
رفعت ليرين حاجبيها بتعجب، لم تكن تتوقع أن تكون المحادثة جدية بهذا القدر. "ما الأمر، مروان؟"
تردد مروان للحظة، قبل أن يأخذ نفسًا عميقًا ويستمر: "عندما غادرت المدينة بعد الثانوية، كنت أعلم أنني سأترك خلفي الكثير من الأشياء. لكن الشيء الوحيد الذي لم أستطع تركه هو مشاعري تجاهك."
شعرت ليرين بالصدمة، لم تكن تتوقع هذا الاعتراف المفاجئ. نظرت إليه بعينيها الواسعتين وقالت: "مروان... ماذا تعني؟"
"أعني أنني أحببتك منذ أن كنا طلابًا في المدرسة، لكنني كنت خائفًا جدًا من الاعتراف بذلك. كنت خائفًا من خسارتك كصديقة، لذلك اخترت أن أحتفظ بمشاعري لنفسي. حتى بعد أن غادرت، لم أستطع التوقف عن التفكير بك."
كان الجو في المطعم هادئًا جدًا، لدرجة أن ليرين شعرت بأن كل كلمة يقولها مروان تتردد في عقلها بشكل أعمق. لم تعرف ماذا تقول. مشاعرها كانت مشوشة، وكانت تعرف أن لديها مشاعر تجاه سنان، لكنها الآن تواجه اعترافًا غير متوقع من شخص كان جزءًا من ماضيها.
"مروان... هذا مفاجئ جدًا. لم أكن أعلم أنك تشعر بهذه الطريقة." قالت بصوت متردد.
أومأ مروان برأسه ببطء، ثم قال: "أعرف أنني تأخرت كثيرًا، وربما الآن لم يعد لهذا الاعتراف معنى. لكنني لم أستطع أن أعود إلى المدينة دون أن أخبرك بالحقيقة. أنت تستحقين أن تعرفي."
صمتت ليرين للحظات، ثم قالت: "هذا كثير بالنسبة لي الآن. الأمور تغيرت كثيرًا منذ ذلك الوقت. هناك أشياء جديدة تحدث في حياتي... و... لا أعرف كيف أرد."
ابتسم مروان بأسف وقال: "أفهم. لم أكن أتوقع منكِ أي إجابة. فقط أردت أن أريح نفسي وأخبرك بالحقيقة. ما زلت أقدر صداقتنا، ولن أحاول أن أجعلك تشعرين بأي ضغوط."
شعرت ليرين براحة خفيفة عندما سمعت كلام مروان. لكنها في الوقت نفسه شعرت بالارتباك. كان هناك جزء منها لا يزال متعلقًا بالماضي، وجزء آخر منها متعلق بحاضرها مع سنان. لم تعرف أي اتجاه يجب أن تسلك.
"مروان، أنا سعيدة أنك كنت صريحًا معي. وأنا أقدر شجاعتك. لكن الأمور معقدة الآن بالنسبة لي، وأنا بحاجة إلى بعض الوقت لأفهم مشاعري." قالت ليرين بنبرة صادقة.
أومأ مروان برأسه مرة أخرى وقال بابتسامة هادئة: "بالطبع، خذي وقتك. سأكون دائمًا هنا إذا احتجت إلى أي شيء."
بعد بضع دقائق من الصمت الهادئ بينهما، اقترح مروان أن يصطحب ليرين إلى المنزل. وافقت، وسار الاثنان معًا في الشوارع الهادئة، يتبادلان الأحاديث الخفيفة حول الذكريات القديمة والضحكات.
لكن طوال الطريق، لم تستطع ليرين التوقف عن التفكير في ما حدث. كان من الصعب عليها أن تتجاهل مشاعر مروان، لكنه في الوقت نفسه لم يكن من السهل عليها أن تتجاهل ما بدأ يتشكل بينها وبين سنان.
عندما وصلا إلى منزلها، قالت: "شكرًا لك، مروان، على الليلة. كانت رائعة."
ابتسم مروان وقال: "أنتِ دائمًا تجعلين أي ليلة رائعة، ليرين. أراكِ قريبًا."
ودعته ثم دخلت إلى المنزل. شعرت وكأنها دخلت في دوامة من المشاعر والتساؤلات. جلست على سريرها تفكر في كل ما حدث. مروان، صديقها القديم الذي كان دائمًا بجانبها، يعترف بحبه لها بعد كل هذه السنوات. وفي الجهة الأخرى، كان سنان، الشخص الذي بدأ يستحوذ على قلبها ببطء.
كانت تعلم أن الأيام القادمة لن تكون سهلة، وأن عليها اتخاذ قرارات قد تؤثر على حياتها بأكملها.
أنت تقرأ
ليرين
Romanceليرين ، فتاة بسيطة ولطيفة تعيش في مدينة ساحلية هادئة وتدير مكتبة صغيرة تعشقها. حياتها تسير بهدوء حتى يظهر سنان، شاب وسيم ومغامر يزور المدينة بحثًا عن الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط العمل. تجذب ليرين اهتمامه فورًا، لكنه لا يعرف كيف يعبر عن إعجابه بطريقت...