الجزء الثالث والعشرون

1.5K 83 49
                                    



ما الذي اتى به الى هنا ؟ الى محطتي؟

انا : ما الذي تفعله بوجودك هنا؟

رامي : لاطمئن عليك .

انا: لكني سأكون في الجامعة بعد نصف ساعة .. كان بامكانك الانتظار لوقتها.

رامي : غزل كدت اموت قلقا عليك امساً ,  كما اني احتاج لرقم هاتف منزلكم لاحادثك كلما تعيبتي عن الجامعة بدون عذر.

انا: لا داعي لقلقك, تعلم .. كنت اشعر ببعض التعب.

رامي: ولا يبدو انك تحسنتِ, المرض يظهر على محياكِ, هيا وصلت الحافلة.

تنهدت وتبعت خطواته داخل الحافلة, وراحة كبرى تجتاحني بعد ما قال, ان يبدو علي المرض لهو خير لي وعذر قوي لابرر تصرفاتي وحالتي المتقلبة.

طوال اليوم احاول ان اتجنب رامي وهو يتبعني من مكان لاخر كالملائكة الحارسة, مرة بقول خوفاً علي من ان اقع من شدة المرض, ومرة بانه يجيب ان يضمن باني لن اصتدم باحد واني لن اهلوس.

اريد ان انفرد بنفسي, ان افكر قليلاً بما سأقول لاحمد وكيف سأقول, ان اعترف له بأني بحاجة له وانه على صواب, لم اجد لذلك من طريق سوى المحاضرات, اسرح فارتب الكلمات مراراً علي اجد الخطاب الملائم, فابن خالتي يعلم باني احب شخصاً ما والاهم جني, لا يمكن ان احرج نفسي امامه اكثر مما قد وصلت اليه, ولولا حبه لي الذي يعمي بصيرته لاستحقرني اكثر مما ساعدني.

عند انتهاء الدوام كان رامي لا يزال هناك يتبعني في كل مكان, تكلمت مع الجميع منتظرة اللحظة المناسبة لاهرب عن انظاره,  اختبأ خلف احاديثهم لانسحب بهدوء, اخذ الامر مني بعض الوقت لاحد نفسي اركض نحو محطة الحافلات داعية ان لا يعطلني انتظار الباض كثيراً, جلست والتوتر يترجمه جسده بحركة قدماي السريعة, تلفتي المتكرر نحو الطريق, اقف واجلس مراراً .

الحافلة اقتربت وقد اعددت نفسي لاستقلها سريعاً وان اتجنب المقاعد المجاورة للشباك, الا ان كل احتياطاتي لم تسعفني للتخلص من رامي, ليأمرني بالتنحي قليلا حتى يجلس بجانبي, نظر الي معاتباً. 

رامي: كيف اختفيتي !؟ كنتٍ هناك بجانبي, هل تحاولين تجنبي؟

انا: لا ابدا ولكن كان علي ان اسرع قبل ان تذهب الحافلة .

رامي: كان بامكانك توديعي على الاقل, تعلمين اني قلق عليك ولا داعي لاعيد ذاك على مسامعك كثيراً.

انا: انا ولكني كنت على عجلة من امري خقاً , فانا اشعر بالتعب الشديد واريد ان اصل باقسى ما يمكن لارتاح.

رامي: لك ذلك, سأرافقك.

تنهدت عميقاً وحاولت ان لا يظهر غضبي جلياً له, ماذا سأقول له الان وهو لا يزال يصر على مرافقتي!! تصرفاته اللطيفة هذه باتت تخنقني وفي هذه الاوقات اكثر مما مضى.

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن