الثـالثة ‌- الجزء الثاني ♚

485 60 310
                                    

رؤية الياقوت

الحَلقة الثالثة من الجزء الثاني

بِقلمي :- فاطِمة الصالحي

الحَلقة مهداةً إلى الكاتِبة مَريم العَلي lletxi ‌.

•••
¦ ثـُريا ¦
كانت النِهاية حَزينة و صادِمة جدًا
رَحل دونَ وداعٍ و لا موعدٍ مُسبق
أبحثُ عنهُ بأنظاري
فأجدهُ بعيد، أبعدُ من سعادتي المُزيفة
طلبت منهم أن أراه فقط
أن أضمه إلى صَدري
أن أحيطهُ بِحبي و حناني
تمنيت أن أكون له رفيقة العمرِ
و أن يرافقني إلى قبري
يهيل التراب على جثتي و يبكي
لم يخطر في بالي يومًا أنّي أنا من سيبكي
و أنا من فقدت و أنا من ستزور القبر أولًا..

أجتاحتني الصـدمة بعد سكوت بُرهان
غلفني الحزن بالكامل بعد ما تأكدت من رحيل أبني!
لٰكن بمحاولة عدم تصديق الواقع رجعت أسأله

ثـُريا :- بُرهان أبوس أيـدك هوَ عايش.

بكل حذر تقرب مني يلزمني من أيدي اليسار
و الثانية بقى يمسح عليها شفته أشر للطبيب و نظرلي
بأبتسامة يتكلم
بُرهان :- أي عايـش تحبين تشوفينه؟

حاولت أنهض و أنا أتكلم ببكاء لٰكن ثبتني بهدوء
ثـُريا :- أي أي أريده فدوة.

هز رأسه بأيجاب يمسح على شعري
بُرهان :- غمضي عيونچ و أفتحيهن هوَ گدامچ.

ثـُريا :- لا لا ما أريد أغمض بُرهان لا تكذب عليَ!

نطقت آخر كلمة و ما أحس إلا الأبرة غزت زندي
كلها لحظات مو أكثر و دخلت بعالم ثاني
عالم الظلام و السكينة المؤقتة..

•••
¦ اليـاقوت ¦

بين الصدمة و التفكير
صعدت للشقة أركض حتى المصعد نسيته
كل تفكيري بكلامه و يا رَبّ
ما يطلع توقعي صحيح
لأن ساعتها كلنا يذبحنا
حازِم بدون ما يرفعله جفن!

إلى أن وصلت حسيت أنفاسي أنقطعت
طرقت الباب أكثر من مرة بدون توقف
أريد بس أشوف أمي حتى أسألها
لٰكن الصدمة الأكبر من أنفتح الباب
و مو أمي إلّي فتحته!

عقدت حاجبي أتكلم بأستغراب و حذر
اليـاقوت :- منو أنتِ؟

ضحكت المرأة و ردت
- أنا أم أحمد ساكنة يمكم و أجيت أشوف الوالدة.

أبتسمت مُجاملة
اليـاقوت :- هلا حبيبتي أم أحمد بس وين أمي؟

قفلت باب الشقة أثناء سماعي الجوابها
أم أحمد :- دخلت للمطبخ تسوي عصير.

رؤية الياقوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن