-2-

257 26 8
                                    





كالعادة، جلس تشانيول على كرسيه الخشبي في ورشته المظلمة، عضلاته المفتولة واضحة من تحت قميصه الذي كان ملطخًا بالعرق والرماد. ترك كل شيء خلفه في تلك اللحظة، يتنفس بعمق وينتظر تلك اللحظة المميزة: الفحص الدوري من الطبيب بيكهيون.

بيكهيون، الطبيب ذو الملامح الناعمة، وقف أمامه مجددًا، حاجباه المرفوعان قليلاً يحملان علامات القلق. كان يمرر يده برفق على جروح تشانيول التي لم تلتئم بعد، ويعقم الحروق الجديدة التي امتدت على طول جسده المليء بالندوب. كل لمسة من يده كانت هادئة لكنها مليئة بالعناية. قال بصوت متعب، "أعالج جروحك لتأتي جروح أخرى."

كانت عيناه، التي عادة ما تكون هادئة وحنونة، مليئة بالقلق وهو يرى الأضرار التي زادت بشكل ملحوظ منذ المرة الماضية. الجروح القديمة لم تلتئم بعد، والجروح الجديدة لم تمنحه لحظة راحة. كل هذا أثقل قلب بيكهيون الصغير الذي لم يكن يستطيع أن يرى هذا الجسد القوي يتضرر مرارًا وتكرارًا.

تشانيول، بصوته العميق الهادئ الذي يحمل قوته وهدوءه معًا، قال بهدوء: "هذا هو عملي. إن كنت قد تعبت، يمكنك ببساطة إلغاء هذه الفحوصات." لكن قبل أن يتمكن من إكمال كلماته، أوقفه بيكهيون بنظرة غاضبة ووجه عبوس.

"تشانيول، لا تقل ذلك." قال بيكهيون بنبرة حازمة رغم لطفها، بينما كانت يديه لا تزالان تعقمان الجروح. "أنا لا أتذمر لأنني تعبت منك، بل لأنني قلق عليك. لا أريد أن تتألم مجددًا. وسأبقى أعالج جروحك، مهما كثرت."

كانت الكلمات تخرج من فمه بكل جدية، لكن تلك اليد الناعمة التي كانت تمر على جسد تشانيول بحركات هادئة كانت تحمل معها عاطفة أعمق من مجرد قلق. كان بيكهيون يمسح الجروح لكنه يعالج شيئًا أعمق بكثير داخل تشانيول.

تشانيول ابتسم، تلك الابتسامة التي حاول إخفاءها بسرعة قبل أن يلاحظها بيكهيون. لم يكن يبتسم لمجرد الكلمات، بل لأنه كان يعلم مسبقًا ما سيقوله الطبيب. كان يريد سماع تلك الكلمات، كان يطالب بها. اهتمام بيكهيون وكلماته الجميلة كانت أكثر أهمية لتشانيول من أي دواء أو علاج. لقد شفى بيكهيون جروح قلب تشانيول التي لم يرها أحد من قبل.

تشانيول، بجسده الضخم وعضلاته المفتولة التي تشهد على قوته وصموده، كان يبدو في تلك اللحظة ضعيفًا أمام هذا الاهتمام. بيكهيون، بشعره الناعم المنسدل وعينيه المليئة بالدفء، كان يتحرك برقة لا تتناسب مع جسد الحداد الضخم، لكن تلك الرقة كانت كل ما يحتاجه تشانيول.

كل مرة كانت يد بيكهيون تلمس جسده، كان تشانيول يشعر بتلك القوة الغريبة تتلاشى، وكأن كل كلمة وكل لمسة كانت تعيد بناءه من الداخل.


بعد انتهاء الفحص، بدأ بيكهيون بجمع حاجياته وترتيب أدواته، بينما كان تشانيول يلبس قميصه، العضلات المفتولة في جسده تتحرك مع كل حركة بسيطة، تبرز قوته الطبيعية. لاحظ تشانيول ترددًا في عيني الطبيب الصغير، وكأنه يريد قول شيء لكنه لا يجد الكلمات المناسبة. توقف تشانيول للحظة، عيناه مركزة على بيكهيون، منتظرًا ما يريد قوله.

Strong arms | أذرع قويهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن