الفصل الرابع عشر: شرارة الغيرة
بعد يوم مليء بالأحداث، كان اللقاء مع سنان في المعرض الفني فرصة لهما ليكونا بعيدين عن ضغوط الحياة. كان سنان هادئًا كالعادة، ينظر إلى اللوحات بتمعن، مستمتعًا بالهدوء والفن، بينما كانت ليرين تقف بجانبه، تشعر بالراحة بقربه. كانت تشعر أن هذا النوع من الأماكن يعكس شخصيته الهادئة والمعقدة.
بينما كانا يتنقلان بين اللوحات، اقترب منهما أحد العاملين في المعرض، شاب جذاب ومتحمس للفن، وبدأ الحديث مع ليرين حول إحدى اللوحات التي أثارت اهتمامها.
"هذه اللوحة تعتبر واحدة من أكثر الأعمال الفنية إثارة، لأنها تحمل الكثير من المعاني الرمزية... هل تحبين هذا النوع من الفنون؟" قال الشاب وهو يبتسم لها بطريقة ودودة.
ترددت ليرين، فهي ليست معتادة على التحدث مع الغرباء، لكنها ردت بخجل: "نعم، أحب الفن الهادئ... الذي يعكس الكثير من المشاعر."
راقب سنان المحادثة بصمت، عينيه تراقبان كل حركة بين ليرين والشاب. على الرغم من هدوئه الظاهري، كان داخله يغلي من الغيرة. لم يكن يحب أن يرى أي شخص آخر يتحدث مع ليرين، خصوصًا بطريقة تظهر ودية أكثر من اللازم. لكن كما هو معتاد، لم يُظهر أي علامة على انزعاجه، وظل واقفًا بجانبها، مكتفياً بمراقبة الوضع.
مع مرور الوقت، لاحظت ليرين أن سنان أصبح أكثر صمتًا مما اعتاد عليه. شعرت وكأن الجو قد تغير فجأة، ولم تستطع تحديد السبب بالضبط. أنهت المحادثة مع الشاب بلطف، وعادت إلى سنان، الذي بدا وكأنه يحاول التحكم بمشاعره.
"هل أنت بخير؟" سألته ليرين بخجل، وهي تمسك بيده بلطف، محاولة فهم ما يحدث.
نظر إليها سنان بهدوء، ثم قال بصوت منخفض: "نعم، أنا بخير. فقط أريد أن نكون بمفردنا لبعض الوقت."
تفهمت ليرين ما كان يشعر به، وأدركت أن الغيرة قد تسللت إلى قلبه، رغم أنه لم يكن يعبر عنها بوضوح. كانت تعرف أن سنان يحمل بداخله مشاعر عميقة تجاهها، لكنه دائمًا ما يخفيها وراء قناع من الهدوء والتحكم. قررت أن تهدئ الجو قليلاً، فقالت بابتسامة خجولة: "دعنا نخرج من هنا. المكان جميل، لكن أعتقد أننا نحتاج إلى القليل من الهواء."
وافق سنان بهزة رأسه، وخرجا معًا من المعرض. في الخارج، كانت النسمة الباردة تخفف من حرارة مشاعرهما، وسارا معًا في الشارع الهادئ.
بعد دقائق من الصمت، قالت ليرين بصوت منخفض: "أنا أعلم أنك لا تحب أن أتكلم مع أي شخص آخر... وأفهم لماذا."
توقف سنان للحظة، ثم نظر إليها بعينيه الهادئتين، لكن في عمقهما كان هناك شعور مختلط من الغيرة والاعتراف. قال بهدوء: "أنا أثق بك، ليرين. لكن أحيانًا... أكره أن أرى أي شخص يقترب منكِ. ربما هذا غير عادل، لكن لا أستطيع التحكم في ذلك."
ابتسمت ليرين بخجل، وأمسكت بيده بقوة أكبر، محاولة أن تطمئنه. ثم قالت بلطف: "أنا معك، سنان. ولن أكون مع أحد آخر."
في تلك اللحظة، كان الجو مليئًا بالمشاعر الرومانسية والهادئة بينهما. سنان، رغم غيرة قلبه، كان يشعر براحة غير مألوفة مع ليرين. ومع كل لمسة من يديها، كان يشعر أن كل ما يحدث في حياته يتحول إلى هدوء واستقرار.
عندما عادوا إلى السيارة، قبل أن يشغّل المحرك، أمسك سنان يد ليرين بلطف وقربها منه، ثم همس لها بهدوء: "أنتِ الشخص الوحيد الذي أحتاجه، ليرين."
ابتسمت ليرين بخجل، وشعرت أن كل شكوكها حول مشاعره قد تلاشت.

أنت تقرأ
ليرين
Romansaليرين ، فتاة بسيطة ولطيفة تعيش في مدينة ساحلية هادئة وتدير مكتبة صغيرة تعشقها. حياتها تسير بهدوء حتى يظهر سنان، شاب وسيم ومغامر يزور المدينة بحثًا عن الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط العمل. تجذب ليرين اهتمامه فورًا، لكنه لا يعرف كيف يعبر عن إعجابه بطريقت...