الفصل الحادي والعشرون: تصادم المشاعر
بعد الليلة الهادئة في الحديقة، شعرت ليرين بأن الأمور قد استقرت بينهما بعض الشيء، لكن في داخلهما كانت الغيرة والحب يختلطان في دوامة من المشاعر. من جانب، كان سنان يحاول السيطرة على غيرته، ومن جانب آخر، كان مروان لا يزال يصارع مشاعره تجاه ليرين، ورغم محاولاته لإخفاء تلك المشاعر، إلا أنها بدأت تظهر بشكل تدريجي.
في أحد الأيام، قررت المجموعة الخروج في نزهة أخرى. هذه المرة، اختاروا التوجه إلى حديقة ألعاب كبيرة للاستمتاع بالنهار وأجواء المرح. كان الجميع متحمسًا، لكن سنان، كعادته، بدا هادئًا وهو يراقب الأمور من بعيد.
وصلوا إلى الحديقة، وبدأوا بالجولة بين الألعاب. مروان كان يحاول إظهار روح الدعابة، يلقي النكات ويحاول كسر التوتر الذي كان يشعر به من داخله. لاحظت ليرين أن مروان كان يحاول التقرب منها بطريقة غير مباشرة، سواء من خلال المزاح أو تقديم المساعدة، لكنها تجاهلت الأمر قدر الإمكان، محاولةً الحفاظ على التوازن بين صداقتها معه وعلاقتها بـ سنان.
في لحظة معينة، اقترح مروان أن يجربوا لعبة السفينة الضخمة، اللعبة التي تتأرجح صعودًا وهبوطًا بسرعة كبيرة. كانت المجموعة متحمسة للفكرة، واتفق الجميع على الصعود، بما فيهم ليرين و سنان.
عندما جلسوا في المقاعد، كانت ليرين تجلس بين مروان و سنان، مما زاد من حدة التوتر بين الاثنين. بدأت اللعبة بالتحرك ببطء، ومع كل صعود وهبوط، بدأت أصوات الضحك والصراخ تملأ المكان. لكن بينما كان الجميع يستمتعون، كانت الأفكار تتصارع في ذهن سنان.
في تلك اللحظة، وبينما كانت السفينة تتأرجح، اقترب مروان فجأة من ليرين وأمسك بيدها بقوة ليثبت توازنه، مما جعل قلب سنان يغلي من الداخل. رغم أن مروان حاول أن يجعل الحركة تبدو طبيعية، إلا أن سنان لم يستطع كتم مشاعره بعد الآن.
عندما انتهت اللعبة وعادوا إلى الأرض، كان وجه سنان قد تغير. كان يحاول الحفاظ على هدوئه المعتاد، لكن عينيه كانت تحملان توترًا وغضبًا مكتومًا. نظر إلى مروان بنظرة حادة، ثم قال بصوت منخفض ولكنه مليء بالجدية: "هل تظن أن هذا التصرف مقبول؟"
تفاجأت ليرين، كما تفاجأ الجميع من رد فعل سنان غير المعتاد. حاول مروان أن يبتسم ويخفف من التوتر: "ماذا تقصد، سنان؟ كنت فقط أحاول أن أمسك نفسي أثناء اللعبة."
لكن سنان لم يكن مستعدًا لتقبل تلك الحجة. "هناك حدود، وأنت تعرف ذلك جيدًا."
بدأت ليرين تشعر بالتوتر يسيطر على الأجواء، فحاولت التدخل بهدوء: "دعونا لا نجعل الأمور معقدة. كانت مجرد لعبة."
لكن سنان استمر في توجيه نظراته نحو مروان، وكانت المشاعر التي كان يحاول قمعها طوال الأسابيع الماضية تتصاعد. "لست أعمى، مروان. أنا أرى ما يحدث."
بدأ مروان يفقد أعصابه أيضًا، ورد بصوت غاضب: "ما الذي تحاول أن تقوله، سنان؟ أنا صديق ليرين منذ سنوات، وأنت تعرف ذلك!"
كان التوتر في أعلى درجاته الآن، والجميع بدأ يلاحظ أن هذا التصادم كان قادمًا منذ فترة طويلة. اقترب سنان خطوة من مروان وقال بلهجة جادة: "أنا أثق بـ ليرين، ولكن ليس بك."
تدخلت ليرين بسرعة، ممسكةً بيد سنان محاولةً تهدئته: "توقفوا، كلاكما. هذا ليس المكان المناسب للنقاش."
لكن مروان لم يستطع كتم مشاعره بعد الآن، فأجاب: "لقد كنت دائمًا بجانبها، سنان، وربما عليك أن تفهم أن هناك أشخاصًا آخرين يهتمون بها أيضًا."
صمت سنان للحظة، ثم اقترب من ليرين بهدوء وقال بصوت خافت، لكنه مليء بالثقة: "أنا الشخص الذي اختارته، مروان. لا تنسَ ذلك."
تركهم سنان وليرين وهم في حالة من الدهشة والذهول، حيث ساد الصمت بين الجميع. بعد هذه المواجهة، كان واضحًا أن العلاقة بين الثلاثة قد أصبحت معقدة جدًا، ولم يعد بإمكانهم تجاهل تلك المشاعر المتضاربة.
في تلك الليلة، عاد سنان و ليرين إلى المنزل في صمت. كانت الأفكار تدور في ذهنهما، ولكن لم يكن هناك الكثير ليُقال. كانت الأمور قد خرجت عن السيطرة، وأصبح الصراع بين الغيرة والحب أقوى من أي وقت مضى.
ولكن السؤال الآن: هل ستتمكن ليرين من الحفاظ على هذا التوازن الصعب بين الصداقة والحب؟ وهل سيتصاعد التوتر بين سنان و مروان، أم سيكون هناك حل يرضي الجميع؟
أنت تقرأ
ليرين
Romanceليرين ، فتاة بسيطة ولطيفة تعيش في مدينة ساحلية هادئة وتدير مكتبة صغيرة تعشقها. حياتها تسير بهدوء حتى يظهر سنان، شاب وسيم ومغامر يزور المدينة بحثًا عن الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط العمل. تجذب ليرين اهتمامه فورًا، لكنه لا يعرف كيف يعبر عن إعجابه بطريقت...