ليرين

طريق جديد

الفصل الثاني والعشرون: طريق جديد

بعد المواجهة الأخيرة بين سنان ومروان، شعرت ليرين أن الأمور خرجت عن السيطرة. لكنها أدركت أن الوقت قد حان لتغيير الوضع. لم تعد تريد أن تستمر في هذا التوتر الذي يحيط بعلاقتها مع سنان بسبب مروان. في الليلة التالية، قررت التحدث مع مروان بصراحة لإنهاء هذه الدوامة.

التقت به في مقهى هادئ بعيد عن الأنظار، حيث جلسا وجهاً لوجه، ولم يكن بينهما سوى صمت ثقيل. تحدثت ليرين بصوت هادئ، لكنها كانت مصممة: "أعتقد أنه من الأفضل أن نأخذ خطوة للوراء، مروان. علاقتنا كانت دائمًا قائمة على الصداقة، لكن الأمور تغيرت، وأنا لا أريد أن نُسبب لبعضنا المزيد من الأذى."

نظر مروان إليها بتفهم وألم في آنٍ واحد. لم يكن من السهل سماع هذه الكلمات، لكنه كان يعلم في أعماقه أن هذه اللحظة قادمة. "أفهمكِ، ليرين. وأعتذر إن كنت قد تسببت بأي توتر بينك وبين سنان. لن أضعكِ في موقف صعب بعد الآن."

ومع هذه الكلمات، انتهت العلاقة المعقدة التي ظلت تحوم حولهم. غادر مروان حياة ليرين بهدوء، تاركاً الطريق مفتوحاً لها وسنان ليتابعا حياتهما معاً دون أي عوائق إضافية.

بعد هذا اللقاء، شعرت ليرين براحة كبيرة، وكأن ثقلًا قد أزيل من على صدرها. لقد أصبحت أكثر وعيًا بمشاعرها وبالعلاقة التي تريدها مع سنان. وفي اليوم التالي، قررت أن تجلس مع سنان لتتحدث بصراحة حول مشاعرها وما ترغب في أن يكون مستقبل علاقتهما.

في تلك الأمسية، عندما التقيا في مكانهما المفضل على ضفاف النهر، كان الجو هادئًا والماء ينساب بهدوء. جلسا معًا، وأمسكت ليرين بيد سنان بلطف وهي تنظر إليه.

"سنان، أريدك أن تعرف أنني اخترتك منذ البداية، ولن أدع أي شيء يقف بيننا. لقد تحدثت مع مروان، ولن يكون هناك أي شيء يُعكر علاقتنا بعد الآن."

شعر سنان بارتياح عميق عند سماع تلك الكلمات، وكان واضحًا في عينيه أن الغيرة التي كانت تتآكله قد بدأت تختفي. نظر إلى ليرين بابتسامة نادرة، وقال: "لم يكن هناك أي شك في اختياراتكِ، ليرين. أنا فقط كنت أخشى أن أكون السبب في أي ألم."

ثم اقترب منها ببطء، ووضع يده على خدها بلطف، وقال بصوت هادئ: "أنا أحبك، ليرين، وسأكون دائمًا هنا من أجلك."

تلك اللحظة كانت مليئة بالمشاعر الرومانسية، ولم تتمكن ليرين من إخفاء ابتسامتها وهي تقترب منه وتبادله نظرة عميقة، ثم تهمس: "وأنا أحبك، سنان."

بابتسامة هادئة، اقترب سنان وقبّلها برفق على شفتيها، قبلة قصيرة لكنها مليئة بالحب والدفء. كان ذلك تأكيدًا على أن مشاعرهما تجاوزت كل العوائق السابقة.

وبعد هذه اللحظة، بدأا التخطيط لمستقبلهما معًا، بعيدًا عن التوتر والغيرة.