الفصل الثاني عشر

1.4K 173 24
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

اللهم إنا نستودعك أهل غزة وكل فلسطين ، اللهم
كن لهم عونا اللهم إنا لا نملك لغزة وفلسطين إلا الدعاء

الفصل الثاني عشر من رواية في رحالها قلبي
بقلم آية العربي

❈-❈-❈

استسلم أيها القلب  ، حينما يتعلق الاستسلام بشخصٍ نبيل  .

عندما لمحت التصميم في عينيه لم تعد تحتمل وتجلى الخجل في عينيها فأصبح يمثل دموع تلألأت وهي تقول بنبرة متحشرجة راجية  :

- سيف أرجوك أخرج  ،  أعدك سأسمعك ولكن انتظرني في الخارج  .

نظر لها ولانكماشها أسفل المياه والرغاوي حتى كادت أنفاسها أن تتلاشى لذا زفر وحن قلبه فرفع سبابته يحذرها بعينين ثاقبتين قائلًا  :

- وإن لم تسمعيني  ؟

- أعدك سأسمعك 

زفر مستسلمًا لذا نهض يطالعها قائلًا بترقب  :

- حسنًا أنا في الخارج انتظركِ  ،  أمامكِ دقيقتين بالتحديد وأراكِ أمامي وإلا عدت إليكِ هنا  .

تحرك يغادر الحمام وتركها ترفع رأسها وتسحب نفسًا قويًا كانت قد حبسته وكم شعرت بأنها باتت ضعيفة أمام سطوة عشقه التي تحاوطها من كل جهة وتجبرها على الاستسلام  .

جلس هو على فراشها ينتظر خروجها بترقب ويرتب في عقله الحديث الذي رتبه عدة مرات من قبل  .

مرت ثلاث دقائق حتى وجدها أمامه ترتدي منامة قطنية بيضاء بنقوشٍ وردية تخطو نحوه دون النظر لعينيه خجلًا منه  .

كانت تلف خصلاتها بمنشفة وتفرك كفيها بتوترٍ وهي تقف أمامه ثم رفعت نظراتها إليه قائلة بهدوء على غير عادة  :

- ماذا تريد يا سيف  ؟

حدق بها  ،  لأول مرة تنطق اسمه بهذه الرقة ليجد أن اسمه بات رائعًا لذا تحمحم ثم ربت جواره قائلًا بأمرٍ لين  :

- اجلسي يا سارة  .

توترت ولكنها جلست مبتعدة عنه قليلًا تنتظر حديثه بينما هو التفت لها ليبدأ في ترتيب كلماته ثم قال :

- أريد أن أخبركِ عني  ،  عن حياتي  ،  عن مخاوفي  ،  عن أفعالي التي ربما فسرتيها بشكلٍ خاطئ طوال تلك الفترة  .

تنهد بعمقٍ ليتابع بنبرة مؤثرة وعيناه مصوبة عليها كسهامٍ صائبة  :

- وعن مشاعري تجاهكِ يا سارة  .

في رحالها قلبي بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن