.
.
.
" قلب لا يعرف السعادة ما فائدة وجوده "
.
.
.
.
______
في ممر ضيق يلفه الصمت، تقدم بخطوات ثقيلة نحو الباب الحديدي المهترئ. رائحة الرطوبة والصدأ تغلغلت في أنفه، لكنها لم تحرك شيئًا داخله. أصوات القطرات المتساقطة من السقف المتشقق كانت أشبه بهمسات بعيدة، كأنها تروي قصصًا منسية بين جدران هذا المكان البارد.
عندما لامست يده المقبض، شعر بالحديد البارد وكأنه يعكس برود قلبه. الضغط البطيء على المقبض صاحبه صوت نقرات، وكأنها تعلن وصوله إلى نقطة لا عودة.
لم يكن يدرك كم هو عميق الظلام خلف الباب، لكن عيناه المثقلتان بالألم والخسارة لم تبالِ. فتح الباب ودخل، تاركًا خلفه عالمًا لا يتسع لروحه المتعبة.
داخل الغرفة، كان الضوء الخافت يخترق الشقوق الصغيرة في الجدران، كأنه يناضل للوصول إلى مساحة تكاد تختنق من الظلمة.
وقف في منتصف الغرفة، نظر حوله بعيون فارغة. كان المكان مملوءًا بما لا يُقال....
بما يُشعر فقط......
لكن داخل قلبه، العاصفة لم تهدأ. كانت الذكريات تضرب عقله كالأمواج، تحمله وتغرقه في آن واحد. الألم لم يكن مجرد شعور، بل كان واقعًا يعيش فيه كل لحظة، يحمله كما يحمل ثقل كل اختيار خاطئ اتخذه.
تقدم نحو الرجل المكبل ببطء، كل خطوة منه كانت تقطع الصمت الثقيل الذي يخيم على الغرفة. الهواء المحيط كان مشبعًا برائحة الدم والبارود، مزيجًا يجعل هذا المكان يبدو وكأنه عالم آخر. جلس إيزادور على الكرسي المقابل، ووضع كأس النبيذ بجانبه بحركة مدروسة، كأنما هو في لقاء عادي وليس في مشهد يتطاير فيه الموت من حوله.
أشعل السيجارة وأخذ منها نفَسًا عميقًا، قبل أن ينفث الدخان بهدوء. أعينه التي لا يفهم البعض ان كانت رمادية او فولاذية، التي بدت وكأنها تعكس غموضًا لا يمكن فهمه.....
كانت مسلطة على الرجل الذي أمامه. ذاك الرجل المكبل كان يتنفس بصعوبة، كل شهيق وزفير منه يحمل قلقًا وخوفًا من المصير الذي ينتظره.
إيزادور لم ينطق بكلمة. لم يكن بحاجة إلى ذلك. كان يعلم أن الصمت في مثل هذه اللحظات يروي أكثر مما يمكن لأي كلمة أن تقوله. بعيونه التي تخترق، كان يُرسل رسالة واضحة:
"ستتحدث، سواء أحببت ذلك أم لا."
شعره الفحمي، رغم كل محاولاته للتمرد، كان يسقط أمام عينيه، مضيفًا لمسة من الفوضى على ملامحه الباردة. لكنه لم يهتم، لم يكن في حاجة لإظهار أي اهتمام بالشكل الخارجي عندما كانت روحه تعيش في مكان آخر، بين ضباب القرارات الصعبة ودوامة الخيانة.
VOUS LISEZ
Lover in the arms of the darkness
Azioneحين يلتقي الخير بالشر في معركة غامضة لا تُعرف نهايتها، يتلاشى الفاصل بين الظلام والنور، ويصبح العدل والظلم وجهين لعملة واحدة. في تلك اللحظة، تتداخل المعاني وتختفي الفروق بين الصواب والخطأ، ليُكشف الستار وتُزال الأقنعة، وتتحول الساحة إلى رقصة شياطين...
