الفصل الثالث والعشرون: خطوة نحو الأمام
بعد الأيام التي قضياها في القرية، شعر سنان وليرين أن علاقتهما أصبحت أقوى وأقرب من أي وقت مضى. عادا إلى حياتهما اليومية، لكن تلك الذكريات والمشاعر التي عاشاها سويًا في الرحلة ظلت ترافقهما، وتضيف جوًا من الهدوء والدفء إلى كل لحظة بينهما.
في أحد الأيام، قرر سنان اصطحاب ليرين إلى مطعم جديد في المدينة كان يسمع عنه. كان مطعمًا راقيًا بديكورات مميزة وأجواء هادئة، مناسب تمامًا لمثل تلك الليلة التي أرادها سنان أن تكون ذكرى خاصة لهما. عندما دخلا إلى المطعم، شعرت ليرين بالاندهاش من الأجواء الرومانسية. كانت الأضواء خافتة، والموسيقى الناعمة تملأ المكان، مما أضفى شعورًا بالحميمية والرقي.
جلسا على طاولتهما المطلة على نافذة كبيرة تمنحهما منظرًا خلابًا للمدينة، وتبادلا حديثًا هادئًا عن حياتهما وأحلامهما. كانت ليرين تشعر بالراحة والامتنان لهذه اللحظات الخاصة، وأدركت مدى صدق مشاعر سنان تجاهها، ومدى اهتمامه بتفاصيل صغيرة تضفي سعادة على حياتها.
خلال الحديث، قرر سنان أن يكشف لها عن جانب جديد من حياته. استغل الفرصة ليخبرها عن بعض أحلامه المستقبلية، وعن رغبته في تأسيس عمل خاص به، مشروع لطالما كان يحلم بتحقيقه. كان يتحدث بحماس، وعينيه تلمعان بالطموح، مما جعل ليرين تشعر بالفخر به.
ابتسمت له وقالت بحب: "أعلم أنك قادر على تحقيق كل ما تحلم به، سنان. وأتمنى أن أكون بجانبك دائمًا لدعمك."
ثم وبدون تردد، مد سنان يده عبر الطاولة وأمسك بيدها، وقال بصوت دافئ: "وأنا أريدكِ معي في كل خطوة، ليرين. حياتي كانت ناقصة بدونك، وأشعر أنكِ تكملينني بطريقة لم أكن أتخيلها."
أحست ليرين بقلبها ينبض بشدة، وابتسمت بخجل وعينيها تلمعان، لتجيب بصوت خافت: "أنا أيضًا، سنان. لقد أدخلت السعادة والراحة إلى حياتي بطرق لم أكن أدركها."
وبينما كانا يستمتعان بوقتهما سويًا، قرر سنان أن يجعل الليلة أكثر خصوصية. فجأة، وقف وقال بابتسامة خفيفة: "تعالي، أريد أن أريكِ شيئًا."
استغربت ليرين، لكنها تبعته بحماس. خرجا من المطعم وسارا على طول الممشى حتى وصلا إلى مكان مفتوح يطل على أضواء المدينة من الأعلى. كانت المناظر ساحرة، والهواء العليل يضيف جوًا من الانتعاش. وقف سنان خلفها، ووضع يده على كتفها بلطف، وقال: "هذه المدينة، كل جزء فيها يذكرني بلحظاتنا. لا أستطيع تخيل حياتي هنا بدونك، ليرين."
ثم، في لحظة هادئة ورومانسية، اقترب سنان ببطء، ونظر إليها قبل أن يطبع قبلة رقيقة على جبينها، مما جعل ليرين تشعر بدفء وحب عميقين. كان ذلك تعبيرًا بسيطًا، لكنه حمل كل ما يريده أن يقوله دون كلمات.
قضيا تلك الليلة في تبادل المشاعر والضحكات، وكانت تلك اللحظة بمثابة خطوة جديدة في علاقتهما، خطوة نحو مستقبل مشرق.
أنت تقرأ
ليرين
Romanceليرين ، فتاة بسيطة ولطيفة تعيش في مدينة ساحلية هادئة وتدير مكتبة صغيرة تعشقها. حياتها تسير بهدوء حتى يظهر سنان، شاب وسيم ومغامر يزور المدينة بحثًا عن الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط العمل. تجذب ليرين اهتمامه فورًا، لكنه لا يعرف كيف يعبر عن إعجابه بطريقت...