الفصل الرابع والعشرون: رحلة صغيرة لمشاعر كبيرة
استيقظت ليرين صباح يوم جديد وهي تشعر بالحماس والهدوء الذي غمر قلبها بعد لحظاتها مع سنان. كانت تشعر أن علاقتهما تتعمق كل يوم أكثر من السابق. وبينما كانت تعد قهوتها الصباحية، وصلتها رسالة من سنان.
"صباح الخير، ليرين. ما رأيكِ أن نحظى برحلة صغيرة اليوم؟ لدي فكرة خاصة، وستكون مفاجأة!"
ابتسمت ليرين بحماس وأجابت: "بالطبع، متى وأين؟"
بعد ساعات قليلة، وصل سنان بسيارته إلى منزلها، وأخذها في رحلة بعيدة عن المدينة، باتجاه مناطق طبيعية بكر وجميلة. الطريق كان ممتعًا وهادئًا، حيث تبادلا الأحاديث اللطيفة والنكات، وكان سنان يشاركها ببعض المواقف الطريفة من طفولته، مما أضفى جوًا خفيفًا على الرحلة وجعل ليرين تضحك كثيرًا.
عندما وصلا، وجدا نفسيهما في منطقة مفتوحة محاطة بالتلال والأشجار العالية، وكان هناك جدول ماء صغير ينساب بهدوء. ابتعدا عن السيارة، وتجولا بين الطبيعة الخضراء، حيث كانت ليرين تستمتع بالمناظر الساحرة والهدوء الذي لم تكن تجده في المدينة.
بينما كانا يسيران جنبًا إلى جنب، توقف سنان فجأة وقال: "ليرين، أريد أن أشاركك شيئًا هنا، بعيدًا عن الجميع."
نظرت ليرين إليه باستغراب، لكن عينيه الهادئتين أرسلتا لها طمأنينة جعلتها تشعر بصدق نواياه. جلسا على إحدى الصخور القريبة، وأخذ سنان نفسًا عميقًا، ثم قال: "لطالما شعرت أنني أضع قناع الهدوء والقوة، لكن في داخلي، هناك أشياء كثيرة أحيانًا أخفيها حتى عن نفسي. ومعكِ، أشعر أنني أستطيع أن أكون نفسي تمامًا."
شعرت ليرين بكلماته تلمس قلبها، ومدت يدها بلطف لتضعها على كتفه، قائلة: "سنان، أنا هنا بجانبك. لا تحتاج لأن تكون قويًا طوال الوقت. أحيانًا، نحتاج فقط إلى شخص نستطيع أن نكون معه كما نحن، دون أن نخفي أي شيء."
نظر سنان إليها بامتنان، ثم ابتسم وقال: "لهذا السبب، أريد أن أكون معك دائمًا، ليرين. أنتِ الشخص الذي أستطيع أن أكون معه بدون قناع." ثم مدّ يده وأمسك بيدها، وضغط عليها برفق، وكأنه يريد أن يؤكد لها عمق مشاعره.
بينما كانا يتبادلان تلك اللحظات، قرر سنان أن يفاجئها بشيء آخر. نهض وسار نحو السيارة، وعاد يحمل غيتارًا صغيرًا. نظرت ليرين إليه بدهشة، قائلة: "لم أعلم أنك تعزف الغيتار!"
ضحك سنان بخفة وقال: "أحيانًا أحتاج للتعبير عن مشاعري بطريقة مختلفة." ثم بدأ بعزف لحن هادئ وجميل، بينما كانت ليرين تجلس وتنظر إليه بإعجاب. كان ذلك اللحن يعبر عن مشاعره بصدق وبساطة، مما جعل ليرين تشعر بقلبها يخفق بشدة.
بعد أن انتهى من العزف، اقتربت ليرين منه، وقالت بابتسامة: "أعتقد أنك كشفت لي سرًا جديدًا عنك اليوم."
ابتسم سنان وقال: "أريدكِ أن تعرفي كل شيء عني، ليرين. أريدكِ أن تكوني جزءًا من كل تفاصيل حياتي."
وقفت ليرين أمامه، وأمسكت بيديه بلطف، ثم همست: "وأنا أريد أن أكون بجانبك دائمًا، سنان." وفي تلك اللحظة، اقترب منها ببطء، وقبلها قبلة طويلة مليئة بالحب والشوق، وكأنهما كانا يعبران عن مشاعرهما العميقة دون الحاجة للكلمات.
بعد تلك اللحظة، قررا التجول بين الأشجار والتلال. قضيا اليوم في استكشاف الطبيعة، بين ضحكات وأحاديث ممتعة. وكان الجو مشبعًا بالدفء والرومانسية، حيث شعر كلاهما بأنهما يكملان بعضهما بطريقة رائعة.
قبل العودة، جلسا على ضفة الجدول، حيث انعكست ألوان الغروب على المياه. تلك اللحظة كانت مثالية، وكان كل شيء يبدو وكأنه ينتمي إلى عالمهما الخاص.
أنت تقرأ
ليرين
Romanceليرين ، فتاة بسيطة ولطيفة تعيش في مدينة ساحلية هادئة وتدير مكتبة صغيرة تعشقها. حياتها تسير بهدوء حتى يظهر سنان، شاب وسيم ومغامر يزور المدينة بحثًا عن الاسترخاء والابتعاد عن ضغوط العمل. تجذب ليرين اهتمامه فورًا، لكنه لا يعرف كيف يعبر عن إعجابه بطريقت...