ما عرفتموني غير فتاة عادية بسيطة ، مرحة و نشيطة ، كلنا نظن أن اللحظات السعيدة دائمة لكن صدق من قال أن دوام الحال من المحال ، كتبت لكم روايتي بقلم الحقيقة و لمسة من لمسات الخيال المرة ، أنصتوا جيدا و أبصروا الكلمات قبل ابتلاعها ...
لن أخبركم بٱسمي و عمري و هواياتي و طبيعة شخصيتي....و بقية التفاصيل ، ستكون بدايتي مختلفة ، ستعرفونني طالبة في الجامعة ، تصارع من أجل درجات عالية و تمضي بقية يومها في وظيفة دوام جزئي لتختم نهارها بوجبة عشاء معدودة بحنان أم دائما مشغولة ، أمام مسلسلها المفضل تدفئ نفسها بكوب قهوة ساخن و أمام كتابها و روايتها المفضلة تغرق بين الكلمات ...
حياتي عرفت تدبدبا عنيفا ، منذ ولادتي وجدت نفسي بين شقيق و شقيقة و والدين يصارعين من أجل لقمة عيش ، في الخامسة تطلق والداي نظرا لظغط الظروف المستمر و عدم التوافق ، كنت صغيرة وقتها و لا أذكر جيدا ما حصل بالضبط ، عدى والدي الذي أخذني بعيدا عن أمي انا و اختي الصغرى و ترك لها اخي الاكبر ، تزوج ابي بعدها بٱبنة عمه ، زوجة أبي كانت مختلفة عن أي زوجة أب أخرى ، لقد كانت حنونة بعد كل شيء ، و كانت تهتم بنا رغم أننا لا نمد لها بأي صلة دموية ، حسنا..ربما قليلا !! المهم ....مرت الأيام تسابق الرياح و بلغت سن الثامنة عشر ، رغم انني كنت أزور امي و أخي باستمرار كل عطلة نهاية أسبوع إلى أن ذلك لم يكن كافيا لسد ثغرة الشوق التي كانت تتفاقم شيء فشيء كل يوم ، انتقلت للعيش في نفس المدينة التي تسكنها امي و أخي مع منزل خالي و زوجته و اولاده متحججة بإكمال دراستي الجامعية بجامعة البيولوجية التي في نفس مدينة امي ، لقد كان عذرا كاذبا و غبيا لأكذب به على أبي و زوجته ، لكنهما علما أنني أريد الاقتراب من امي و أخي و لم يعترض ابي ابدا ، و كان يرسل لي مصروفا شهريا زهيدا ، أظن أن فقرة الأسئلة قد بدأت من الان و تسألون ، لماذا قد اظطر للعمل ما دام ابي يرسل لي المال كل شهر ؟ حسنا...من جهة كنت اساعد امي في دفع الفواتير ، و الايجار ، لأن برغم ان مالك المنزل اخوها إلى أنه يقطع تلك القرابة عندما يتعلق الأمر بالمال ...و من جهة أخرى كان علي إعالة أخي الأكبر الذي ترك الدراسة و أصبح مدمن مخدرات و بين قوسين عالة علينا ، و من جهة ثالثة و أخيرة ، كنت اعيل نفسي ايضا ، لتحمل المسؤولية ، لأن العمل بالنسبة لي وسيلة لتعلمنا الاعتماد على نفسنا و اكتساب العديد من التجارب ...
حسنا كانت هذه بداية طويلة و ليست من عادتي أبدا ." هذا طلبتك سيدي ... أي شيء آخر ؟ " تبسم الرجل لي و قال : " لا ، شكرا " بادلته الابتسام ثم عدت لأكمل قائمة الطلبات ، لاشك أنكم عرفتم نوعية عملي الآن ، أنا نادلة في أحدى المقاهي ، ليس أي مقهى عادي ، لكن أين يكن !! كنت أفك زر الوزرة حول خصري ، عندما سمعتها تقول بخبث : " سمعت عن أخر الأخبار " تنهدت بضيق و أنا أقفل باب الخزانة و أعدل من ربطة شعري : " صدقا يا أسيل ؟! هل تمزحين معي ؟ أنا لا أصدق مثل تلك الأشياء و حتى و إن كانت صحيحة ستظل في نظري تفاهات " نهضت المدعوة أسيل و هي تتفحص هاتفها : " أنت التي تمزحين معي الآن !! من قد يرفض حب فتى مثل أدهم ؟! " درت بأعيني بملل : " حسنا ، أنا أرفضه إذن ... " تواصل أسيل تقليب هاتفها ثم تدور به نحوي : " ٱنظري ماذا كتب عنك عندما انفصل عن خطيبته شهرزاد !! أنا واثقة أنه يحبك بصدق و لست وحدي الواثقة من ذلك بل الجامعة كلها ... " تنهدت للمرة الثانية و حملت حقيبتي و أنا ألف الوشاح حول عنقي ، و أجهز مظلتي : " صدقني ، أسيل !! رأسي به ألف مطرقة و مطرقة و ليست بهذه المطارق واحدة للحب ، من قد يحب و هو عالق بين خال طماع و زوجته المسعورة و أم مريضة ، طريحة الفراش و أخ مدمن فاسد ..." لقد كنت صادقة وقتها ، فعلا خالي كان يلح على تسديد الفواتير و ايجار تلك الغرفة الصغيرة التي كنا نسكنها نحن الثلاثة ، و أمي في الآونة الأخيرة تهاونت صحتها و أصبحت تصاحب الفراش أغلب الأوقات أما أخي فهو يتأرجح بين خمرا و فتيات ليلا و مخدرات و أعمال سرقة و شغب نهارا ... عندما عدت إلى المنزل في وقت متأخر ليلا ، كنت آمل أن أجد أمي نائمة و أخي يقضي ليلته مع إحدى الفتيات... لكن ما رأيته كان كافيا لأن يجعلني أسقط حقيبتي و أندفع نحوه لأدفعه عن أمي ... " هل أنت مجنون ؟ ماذا تفعل ؟ " صرخت عليه ، لينظر إلي بعيون حمراء ناعسة ، أدركت وقتها أنه قد أفرط في الشرب و عندما أمعنت النظر خلفه جيدا ، ٱكتشفت وجود فتاة غريبة كانت تخفي جسدها العاري بلحاف و كان تضع على وجهها الكثير من مساحيق التجميل ، أما شعرها فقد كان منكوسا قليلا بصبغة شقراء ، ما إن علمت ما حدث ، حتى راودتني رغبة في التقيأ ، لكنني نظرت إليه حاقدة و ساخطة : " ألهذا السبب تشد جلابيب أمي ؟! " كنت غاضبة جدا أكثر من أي وقت مضى ، لكنه نهض و شدني من معطفي و هو يهتف بلسان ثقيل : " توقفي عن هذا .... أريد مالا الآن ، تلك العجوز رأيتها تخبأ شيء لكنها رفضت إعطائي إياه ، أريد مالا الآن ....هيا !! " لقد سئمت من كل شيء ، حاولت فك معطفي من يديه لكنني لم أفلحه ، رغم ثمالته إلى أنه كان قويا ، هتفت بحنق : " ارتكني أولا ... " ما إن تركني حتى انقض على حقيبتي و أخذ يبعثر أغراضها و هو يبحث عن محفظة النقود ، لحقته و أنا أشد ذراعه لكنه دفعني بقوة حتى اصطدمت بالحائط ، سرعان ما كسر هذه الفوضى صوت صفارات الشرطة ، الفتاة التي كانت مع أخي اختفت بلمح البصر ، و أخي رواد ، عانق المحفظة و فر هاربا عبر الدرج ، لتلتقطه سيارات الشرطة و يقاد إلى المخفر بعد أن كان من بين المبحوثين عنهم ...
لقد مر كل شيء بلمح البصر، لم ندرك ما حصل حتى سقطت أمي مغشية عليها ، بينما عقلي يدور و يدور وسط دوامة من الأسئلة و الإجابات ...
يُتبع ....
سنافري هذه أول رواية لي أرجو منكم التفاعل معها و إعطاء آرائكم فهي تهمني ، رجاء !!
VOUS LISEZ
عندما يعشق الشيطان
Romanceهو يقول : ما عرفت العشق لدينا إلا عشق جسد !! لكن الآن...أجد نفسي بين روحك أرتمي و بين تفاصيلك أغني ، فبهواك أكاد أجن و بين عيونك يطير لي جفن ، بضحكتك قالوا عني أعمى و هم لا يعلمون أن حروف إسمك رقص قلبي لها هوى ، أروني من بحار غرامك لأزيد أنا بنفسك ه...