الصفحة السادسة

0 1 0
                                    

مذكرتي العزيزة،

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مذكرتي العزيزة،

لم اكتب شيء منذ يومين ..

لقد حدثت اشياء مريعة للغاية .. انا خائف ومتعب، ولكنني مُجبر على الكتابه، ليس هناك لي اي حيلة اخرى ..

انا اريد ان اتكلم ..

اريد ان اشكو ولكن لا احد يستمع اليّ،

اخوتي مُنهكين ..

الخارج ممنوع عليّ ..

وليس لدي شخص ادعوه بصديق ..

انا ابلغ من العمر ١٣ عاماً ولكنني لا ادرس .. لقد علمني اطلس وهان القراءة والكتابه والحساب .. فقط هكذا ..
اخي اوجين يحضر لي الكتب والروايات من الخارج ..
لذا انا اجيد التعبير،

على كل حال .. جعلني ذلك الرجل قبل يومين اشرب من زجاجه الكحول المقرفه رغماً عن اخوتي وعني ..

حدث ذلك بعد ان نشب شجاراً حاداً بين اوجين اخي وبينه لان زوج اختي اورورا ضربها ضرب شديد ..

انا لا اعلم مابالهم .. هل البالغين حقاً بهذا السوء؟ انا لا اريد ان اكبر .. اذا كان التقدم في العمر يعني ان اكون وحشاً يؤلم الصغار هكذا .. انا لا اريد ان اكبر ..

حسناً، لقد رأيت اورورا عبر النافذه .. كانت تبكي بشده .. الكدمات تملأ وجهها الجميل .. بالكاد تقف على رجليها .. كانت تطرق نافذه غرفتنا بوهن وتتوسل .. ليتني استطيع حمايتها .. ليتني استطيع احتضانها ..
في الواقع انا حتى اخجل ان لا اناديها امي .. كانت تسهر على راحتي حين كنت طفل صغير جداً .. كانت تغني لي تهويدات ما قبل النوم، كانت تطعمني انا واخوتي، هي اعظم فتاة في العالم ..
لم يرق قلب ذلك الرجل عليها .. بل زاد قسوة وصلابه .. كان الجو بارد جداً في ذلك اليوم ولكنه لم يدخلها الى المنزل ..
جعلها تنتحب في الخارج لوحدها، بكى هان، وتوسل من ذلك الرجل ان يُدخل اورورا الي المنزل حتى لو كان المقابل ضربه وتعذيبه، هو لا يمانع ذلك ابداً ..
اوجين غضب حينها كثيراً وبدأ يشتم هان وذلك الرجل ايضاً وهو يردد كم ان هان اخي ضعيف و عديم شخصية .. حاول اطلس تهدئة الوضع ولكن لم يستطع،
انا لا يمكنني التدخل، قلت من قبل انني اذا تدخلت سينشب شجاراً اكبر، وسيعذبهم ذلك الرجل .. سيعذبهم كثيراً ..
سمعت هان يصرخ باوجين ببكاء ويقول اشياء كـ :
" بينما تتسكع انت في الخارج وتشرب تلك اللعنه وتستنشق لعنة اخرى انا هنا احاول ان اتلقى تلك الضربات عن الجميع .. هل تنعتني بالضعيف الان؟ ،، افعل شيئاً غير الصراخ واللوم والاستنقاص ان كنت تستطيع ايها الغبي ".

ذلك الرجل حينها أمسك بأخي أوجين وأخي هان ..هو ضخم البنية، لا يستطيع أيٍّ مِنهُما ردعه او الوقوف بوجهه ..

رماهما بقوة آلمت قلبي، إقترب أخي اطلس حينها وعانقني وهو يردد في أذني عبارات الاعتذار ..
حملني رُغم وهن جسده وتعبه ليأخذني إلى الغرفة ولكن ذلك الرجل صرخ به ليتوقف ..

تجاهل أطلس ندائه وأسرع خطواته، دموعه أغرقت وجنتيه .. أردت كثيرا أن آخذه الى صدري .. كما كان هان دائماً يفعل معه ..

ولكن ذلك الرجل بدأ بالتقدم راغباً بالإمساك بأخي .. لذا أنا افلّا نفسي من بيد يديّ اطلس وركضت متجهاً اليه ..

" توقف، توقف سيدي ارجوك اتيت أنا اتيت "..
أخبرته وسط بكائي ولكنه لم يستمع إليّ

ركل أخي اطلس بقوة كبيرة على ظهره، سقط أخي على الأرض متألماً وحينها جرني ذلك الرجل من لباسي وضحك بطريقة مخيفة ..

وجّه أنظاره لأوجين وهان :
" سأُدخل أورورا إلى المنزل بشرط واحد .. "..

ثم مسح على شعري وأردف قائلاً بينما ينظر بعيون متسعة للزجاجات الخضراء على الأرض :
" ليجرب هذا الصغير طعم الشقاء والقهر .. "..

سمعت أخي أوجين يهسهس له بتحذير .. وهان بنبرة واهنة متوسلة أخبره أن لا يفعل .. ترجّاه أن يتوقف عن جنونه .. اطلس كان يتلوى من شدة ألمه ويئن .. ولكنني ايضاً سمعته يتمتم :
" لا ،، ارجوك لا "..

صاح بهم ذلك الرجل بأن يصمتوا .. والتفت عليّ يسألني بنبرة التمست بها الكثير من الخبث، صوته الخافت كان كفحيح الافعى الذي يُقلده هان حين يروي لي قصة ما قبل النوم ..

" هاه أيها الرجل الصغير .. إلا تودُّ أن تدخل الفتاة إلى المنزل؟ هل تريد ان تبقى أُختك في الخارج؟ ".

كان يردد لي أن الخيار عائِدٌ لي .. وأنه يجب عليّ ان أتحمل مسؤولية موت اورورا في البرد ان لم اكن مسؤلاً واشرب من احدى تلك الزجاجات ..

أنا لم أكن اريد ان افعل ذلك ولكن ..
صوت اورورا وهي تبكي في الخارج من خلف الباب كان شديد التأثير عليّ، قلبي آلمني حقاً ..
لذي أنا فقط شعرت بشيء دافئ بتدفق من عيني ..

إعتذرت من اخوتي بهمس ثم حملت احدى الزجاجات وأغمضت عيني .. ذلك الرجل تكفل بنزع الغطاء عن الزجاجه وناولني إياها فرِحاً كأبٍ يُطعم طفله للمرة الأولى ..

شربته دفعةً واحده .. إختنقت به ولكنني لم أتوقف، أردت ان ينتهي الكابوس بأسرع وقتٍ ممكن .. أردت ان يُبعد يده عني فقط .. وأن تدخل اوروراً للداخل ..

آخر شيء أتذكره خلال ذلك أنني شعرت بطعم كريه للغاية ومر يحرق فمي ..

شعرت بحرارة في كامل جسمي .. لا أتذكر بعدها الكثير سوى ان دقات قلبي شعرت بها في حلقي .. نبضاتي أصبحت أقوى وأكثر صحباً من اي شيء آخر في هذه المزرعة البائسة ثم طفوت بسوادٍ موحش ..

مُذكرات أديلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن