| ٤- الفصل الرابع |

95 14 146
                                    

على النبيِّ وكلّ الصحبِ والشُّهدا
‏مولايَ صلِّ وسلِّم دائمًا أبدا ﷺ
__________________

#ضِل🕊

#لـ رحمة_أحمد🕊⚖

___________________

متنسوش الكومنتات و الڤوت❤

_________________



قيل عن الخذلان أقاويل كثيرة.. قيل عنه أنه نوعٌ من أنواع العذاب النفسي، أن يكون المرء واضع كل ثقته بشخصٍ محدد و بالنهاية يخذله شيء مؤلم.

لمْ يكن يتوقع تلك الفعلة من ذاك الشخص تحديدًا، لمْ يتخيل أن يفعل معه عدوٌ شيء كهذا ما بال تلك الحياة التي جعلت أقرب شخص له يغدُره!!

يعلم أنه مُخطئ، و يعلم أيضًا أن طريقه لم يكن بالطريق الصواب.. يريد العودة عنه ولكن كيف؟ قدت فات الأوان للأسف، جُرَّت قدماه رغمًا بعدما دخل مجاله بإرادته.

نظر لابن خالته الملقي أسفل قدماه فاقد كل معالم الحياة.. شاحب شحوب الأموات، دماؤه سالت بشدة أسفله، نظر بعدها للسكين بين يداه.. لمْ يريد فعل ما فعله ولكن "نوح" استفزه!

كان يريد أن يتسبب بسجنه بعدما خذلهُ بكلماته _تهديده له _، دقائق مرت عليه كالسنون، أحداثٌ كثيرة بينه و بين "نوح" أعادتها له ذاكرته، عناقاتٌ و أحاديث طوال الليل، مرح، لعبٌ و كفاح، أيامٌ هنيئة و غيرها عصيبة، مشاجراتٌ و تصالح بعدها بعدة دقائق لا تحسب..

كل هذا إنتهى و لن يكن هناك فرصة لصنع غيره.. هذا إن مات "نوح"!، و إن لمْ يمُت أيضًا ستصل الأحوال إلى ما كادت أن تؤل له سابقًا.

دمعت عيناه بندم بعد تهوره، سقط على قدماه و بكى! بكى بقهرٍ مِن شعوره بالخذلان الذي داهمه.. نظر بعيناه الدامية لجسد الآخر أرضًا.. إنقطعت أنفاسه مِن شحوبه؛ إنتفض جسده بعدها بتحفز.. توقف من مكانه و حمل الآخر عن الأرض، إنتهت علاقتهما هنا.. بالكاد لن يسامحه "نوح" على فعلته!

لن يأخذه داخل أحضانه و يخبره أن ما فعله شيءٌ هيِّن خليق! مَن المغفل الذي يفعل تصرف كهذا مع شخص حاول قتله!

قراره كان عبارة عن إنقاذ حياته بعدما كان هو ذاته من يريد إنهائها!!!

سيأخذه للمشفى و ليحدث ما يحدث وقتها، إن كان يريد أن يُبْلِغ عنه الشرطة فليفعل، إن كان يريد أن يقتص لحاله.. الطريق أمامه.. لن يعترض، إن كان يريد أن يتركه و يرحل، يبتعد عنه و يقطع جميع علاقاته به فليفعل أيضًا.

________________________________

فتح أعينه على صوت "معاذ" يصرخ به.. ما إن أدرك أنه بغرفته حتى إنتفض من مكانه بذعر.. نظر حوله يبحث عنها أو حتى عن جثمانها ولكن!!!

ضلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن