دائره الخطأ (قيد التعديل

اقتباس "اسطورة ست"

مساء الخير او صباح الخير، وحشتوني جداً ومقدرتش اغيب عن كده بصراحه، قراءة ممتعه أعزائي .

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ..." (رواه مسلم).
الإحسان هو أن تُتقن ما تفعله وتقوم به على أكمل وجه، سواء في العبادة أو في التعامل مع الآخرين.

لا تنسوا الدعاء لاخواتكم في فلسطين و السودان و لبنان و سوريا وكل بلادنا بلاد الحروب .
---------------ــــــــــ-----------------------------------
تسلل القمر عبر السماء التي تبكي، محاولًا أن يعكس هذا الألم العميق في داخله، كأن الليل ذاته يحمل ثقل الأسى  بدأت الليلة بالموسيقى الهادئة ونقاء القمر وأجواء الصيف، حيث السعادة تحوم كأرواحٍ تدفئ قلوبهم المليئة بالأمل أما الآن، فقد باغتهم الخريف على حين غفلة، وأمطرت السماء بغزارة واختبأ القمر خلف سحبٍ ثقيلة، وتحولت الموسيقى من أنغام الفرحة إلى نواحٍ يشق السكون.

ما بين الأحلام والواقع خيطٌ رفيع يفصلنا عن الحقيقة المؤلمة  لا نعلم إن كان الألم يلاحقنا حين نحلم، ليختفي الحلم في قسوة الواقع، أم أن الواقع هو من يغرس سكينه ليقتل كل شيء جميل فينا.

> "إنك ميتٌ كثيرًا… لكنك لا ترغب بالموت."

ظل واقفًا في مكانه، يثقل كاهله الصمت بعدما خفت صوت الرصاص، إلا أن صدى الصراخ ما زال عالقًا في أذنيه كجرح لا يندمل، وكأن فيروز أنهت نشيدها الحزين وهمست له بأن الوداع قد حان:

> "يا سنيني اللي رحتي… ارجعيلي."

رفع رأسه ببطء، عيناه تائهتان، يحاول التحقق مما حدث حوله، لكن سرعان ما أغمض عينيه كمن يحاول الهروب من الحقيقة، وكأن الألم يكبر داخله، فتكاد ترى الشيب في ملامحه وروحه التي أضحت مثقلة كأن العمر قد عبر أمامه في لحظة واحدة لا يستطيع حتى استيعابها عادت ليالي الشتاء، وبدأ المطر يطرق النافذة بإلحاح، ولكن من يعيد الحياة إلى قلوبٍ انكسرت؟

نهض من مكانه بخطواتٍ ثقيلة كشيخ أرهقه العمر الطويل، يجر خلفه خيباته وحزنه، وعيناه تدوران بذعر، يشعر بضيقٍ يخنق أنفاسه حين يرى الدماء متناثرة حوله، ولكنه لا يكاد يعلم دماء من هذه التي سُفكت هنا.

وفي الخارج، كانت "هاجر" تجري في الطريق بفستانها الذي ازدانت حوافه ببقع الدماء، تسرع بخطواتٍ ثقيلة تحت المطر، بحثًا عن أملٍ بعيد، لكن الخوف يزداد في قلبها، والمطر يزداد غزارةً، وكأن الطبيعة نفسها تتآمر ضدها  توقفت في منتصف الطريق، وقد أرهقت قدماها من الركض، وأنفاسها تلاحقها كآهاتٍ خافتة، ونحيبها يغلب على صوتها المرتعش، بينما تضغط بيديها المرتجفتين على قلبها المنقبض وكأنها تحاول الإمساك به حتى لا ينهار: