---
بسم الله الرحمن الرحيم
هارب حتى من نفسه، أتظنه آت إليك؟ بعد انتهاء اليوم، كان يوسف يشعر بالاختناق. ذهب إلى غرفته حتى يغفو، ولكن هيهات، ليس مكتوبًا له أن يهنأ. كانت ملك تقف على باب الغرفة لكي يأذن لها بالدخول. نظر إليها من أعلى إلى أسفل بإحتقار، وكانت لا تعلم ما سر هذه النظرات.
تحاشت النظر إلى عينيه وتحدثت قائلة:
ماما قالت لي إنك وصلتني، وقولتلها إني كنت تعبانة واتعديت من صحبتي. يوسف، إيه اللي حصل؟ أنا مش فاكرة حاجة خالص.
ابتسم بسخرية متحدثًا:
طبيعي، حضرتك كنت متخدرة، هتفتكري إزاي؟
وضعت يدها على رأسها وتذكرت أنها لا تتذكر شيئًا بعدما ارتشفت العصير الذي قدمته لها سهيلة. تحدثت بانفعال والدموع تملأ عينيها:
أنا مش فاكرة حاجة بعد ما شربت العصير، إنت الطريقة اللي بتتكلم بيها بتأكد إن فيه حاجة. إيه اللي حصل؟ ممكن تجاوبني؟
كور يده بغضب وقام بلكمها في الحائط، مما أشعرها بالذعر. وتحدث هو بعصبية وغضب:
السؤال مش إيه اللي حصل، لا خالص، السؤال إيه اللي يخليك تروحي هناك؟ فهميني.
كانت تشعر بالذعر ولكن تظاهرت بالثبات، مما جعله يستشيط غضبًا:
ميخصكش أنا أروح المكان اللي يعجبني في أي وقت. إنت مش واصي عليا عالفكرة.
رفع حاجبه وإبتسم، مما جعلها تشعر بالريبة. تحدث قائلاً:
ولما أنا مش واصي عليكي، مستنية مني أجاوبك ليه؟
جلس يوسف بجانب يامن وتحدث بصوت لا يسمعه أحد:
مالك يا يامن، سرحان ليه؟ مالك وليه مقولتش عن الحوار؟
تحدث يامن بنفس النبرة:
هبقى أحكيلك كل حاجة بعدين.
أومأ يوسف برأسه، بينما ملك كانت تمر بجانبه وقامت بدعس قدمه عمدًا، فتألم يوسف بشدة. فلاحظ الجميع هذا وكانوا ينظرون إليهم. نظرت ملك إليه ببراءة مصطنعة وتحدثت قائلة:
سوري يا يوسف، مقصدتش.
تحدث هو قائلاً بتوعد:
لا، ولا يهمك، ولا يهمك.
ابتسمت هي بنصر وجلست مقابله، فنظر إلى الجهة الأخرى دون أن يعيرها الانتباه. بينما يونس كان ينظر لشقيقه بتفحص ثم ابتسم ونهض من موضعه وربت على كتف شقيقه متحدثًا:
مبروك يا وحش.
ثم رحل من المكان. فنهض يامن هو الآخر:
لا، أنا حرفيًا جعان نوم، تصبحوا على خير.