المقدمة

14 1 0
                                    

........................................................................

كان نحيب أوليفيا وأصوات سيارات الشرطة تتردد في جوف الليل، وكأن العالم من حولها قد تحول إلى كابوس لا ينتهي.

ظلت تصرخ برجال الشرطة، لعلهم يفهمون أن ابنتها قد اختُطِفت، وأن ملابس السباحة الملقاة بين أمواج البحر لا تدل على أنه ابتلعها . بينما ذراعا زوجها تقيدانها، تخشى أن تسرق أسلحتهم وتفجر رؤوسهم.

لكن أكثر مايخشاه أن تقدم الرسالة.. فالتهديد واضح وضوح الشمس إن خرج الأمر سيقتلونها

"لقد فقدتهما، لقد خسرت ابنتي وأختي الوحيدة، يا ألبرت. أهذا جزاء الشيطان الأخرس فعلاً؟"

تدفقت دموعها الحارة، تحرق قلبها بدل وجنتيها. و شعور الذنب يأكل كل خلاياها، كانت تعلم أن أختها قاتلة، وأنها تجتاز عالماً مظلماً لكنها تغاضت عن ذلك، خشت أن تفقد الذكرى الأخيرة من والديها

لكنها رحلت في النهاية... رحلت بجسد مشوه وروح ميتة وجررت معها روحها

لكن أختها ليست الملامة الوحيدة هنا، هي كانت ترى مورانا بجراح نتيجة ماكانت تمارسه اتجاهها أختها، كل ذلك كان يبدو لها وكأنه مجرد حوادث طفولية،

"لقد فسرت جراح ابنتنا بحبها للقتال والأحصنة يا ألبرت، لقد حذرتني لكنني خاصمتك لقد أقنعتك بأنها صغيرة وأختي ستحميها لكنها قدمت كقربان... أنا آس_"

انهارت على الأرض والذكربات لم تقصر، كل التفاصيل تمر على عقلها تحرقها مرارا.....تتذكر دموع ابنتها وهي تشكو من قسوة التدريبات التي لا تعلم ماهي فعلا. كانت ترى في عيني مورانا الخوف والتردد، لكنها اختارت تجاهل تلك الإشارات، مفضلة أن تثق بأختها التي أحبّتها

"عمرها 14 سنة فحسب، هي صغيرة جداً على ذلك. إن ابنتي لم تكن-"

لكنها لم تكمل، فهي ترى دموع زوجها لأول مرة

هو يبكي. كيف لا؟! وقد خسر فلذة كبده

"أوليف، تنفسي رجاءً."

كان ألبرت يحاول تهدئتها لكن صوته بعيد كل البعد عن الهدوء و الإتزان، مسح على شعرها، لكنه لم يستطع لم يستطع أن يلمس جراح زوجته

كما لم يستطع لمس خاصته

عند خروج الشرطة سكن المكان فقط أنفاس مضطربة ودموع حارقة ومشاعر لم تستطع أفئدة أحدهم تحملها

لا ألبرت ولا أوليفيا ولا... سيليسيا الصغيرة

كانت تعيد قراءة الرسالة التي تركتها والدتها ،هي ليست مريضة سرطان اذن لقد انتهى عذابها رغم شعورها بالراحة وعودة شعرها لنمو في فترة ما لكن ...رفضت تصديق جسدها وصدقتها لتعيش الألم المكتوب عليها

Apricity Where stories live. Discover now