14 "مفاجأة"

644 4 0
                                    

مرت الأسابيع بطيئة كعقارب ساعة متوقفة، وكل يوم كانت حسناء تستيقظ وهي تشعر بثقل الخوف والضغط يلف حياتها في قصر ألبرتو باليونان. كانت الطاعة قد أصبحت جزءًا من وجودها، الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، كان هناك شيء بداخلها بدأ يتغير، شيء صغير يشعل بداخلها رغبة في الحياة من جديد.

في أحد الأيام، استيقظت حسناء لتجد ألبرتو واقفًا بجوار النافذة، يتأمل الأفق الواسع خارج القصر. كان هناك شيء مختلف في وجهه اليوم، لم يكن ذلك الجمود المعتاد الذي اعتادت رؤيته. استدار نحوها وابتسم ابتسامة لم تكن تعرف كيف تفسرها.

"لدي مفاجأة لكِ" قال بصوت هادئ ولكنه محمل بالغموض.

حسناء، التي كانت قد اعتادت على مفاجآته المقلقة، شعرت بتوتر خفيف يسري في جسدها. "مفاجأة؟" تمتمت وهي تجلس ببطء على السرير، تحاول قراءة تعابير وجهه. "ما نوع المفاجأة؟"

ابتسم ألبرتو مرة أخرى، وهذه المرة بنوع من اللطف غير المعتاد، ثم أشار بيده نحو الباب. "انزلي إلى الحديقة، ستعرفين بنفسك."

كانت تعلم أن ألبرتو نادرًا ما يظهر أي نوع من الحنان أو اللطف غير المتوقع، لذلك شعرت بقلق داخلي بينما كانت تسير نحو الحديقة. كل خطوة كانت تحمل في طياتها خليطًا من الترقب والخوف. عندما وصلت إلى الحديقة الواسعة، لم تصدق ما رأته عيناها!!!

كانت هناك .. جالسات على الطاولة في وسط الحديقة، صديقاتها الأربع: منال، خلود، سارة، وأسمهان. كانوا يبتسمون، عيونهم متلألئة بالفرحة وهم يلوحون لها من بعيد. للحظة! توقفت حسناء عن الحركة، غير قادرة على استيعاب ما تراه. هل كان هذا حقيقيًا؟ أم أنها تحلم؟

ركضت نحوهن ببطئ لأنها كانت في شهرها الثامن، عينها مملوءة بالدموع، وعندما وصلت، عانقتهن واحدة تلو الأخرى، غير قادرة على كبت الدموع التي انهمرت بغزارة على وجهها."لا أصدق أنكن هنا... كيف حدث هذا؟" سألت بصوت متقطع من فرط التأثر.

ابتسمت سارة، التي كانت جالسة على الكرسي وهي تحاول التماسك، وقالت: "لقد اتصل بنا ألبرتو ودعانا لزيارتك. قال إنه يريد أن يفاجئكِ بشيء لطيف."

لم تصدق حسناء ما سمعته. ألبرتو؟ قام بدعوة صديقاتها لزيارتها؟ كانت هذه الفكرة مستحيلة بالنسبة لها، الرجل الذي لم يسمح لها يومًا بالراحة، الآن يقوم بمثل هذه المبادرة؟

استدارت نحو ألبرتو الذي كان يقف بعيدًا عنهم، يراقبهن من على بعد، وابتسمت له بامتنان حقيقي. شيء ما بدا مختلفًا في تلك اللحظة. ألبرتو، الذي كان يجسّد الرعب بالنسبة لها، بدا وكأنه يحاول أن يظهر جانبًا جديدًا، جانبًا لم تكن تتوقعه أبدًا. ها هو الآن يبتسم لها بحب وحنان...

"إنه لطف كبير منه" قالت منال وهي تحتسي مشروبها بهدوء. "لم نتوقع أن نجتمع معكِ مجددًا في مكان كهذا. كيف حالكِ يا حسناء؟ تبدين مختلفة..."

فن السادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن