الفصل الخامس

14 3 0
                                    

استفاقت يورا من نومها، واحتلت غشاوة ضبابية ذاكرتها. تذكرت أنها شربت الكثير في الحفل، مما جعل الأحداث تتلاشى كالأحلام المزعجة. لكن عندما نظرت حولها، وجدت نفسها في حالة من الارتباك، ليس لديها أدنى فكرة عن كيفية وصولها إلى المنزل.

شعرت بقلق عميق يجتاحها، مما دفعها للخروج لتناول الإفطار. نهضت من السرير، و رأت نفسها في المرآة، شعرها مبعثر و ملابسها ليست معدله .

خرجت من الغرفة، ونزلت الدرج مسرعة، وفور وصولها إلى الصالة، توقفت في مكانها، واهتز قلبها بشكل مفاجئ.

هناك، على طاولة الإفطار، كان والدها جالسًا مع أرثر، إليكسا، و فتاه اخرا . تلاشت مشاعر القلق داخلها، وحل مكانها ارتباك كبير. كيف يمكنهم أن يكونوا جميعًا هنا معًا وكأن كل شيء طبيعي و ارثر يتحدث و كان يبتسم الي ابي ؟

"أهلاً، يورا!" قالت إليكسا بابتسامة عريضة، لكن يورا لم تكن قادرة على الرد. كانت تشعر بأن الأجواء مشحونة، فمدت يدها بسرعة نحو إليكسا، وسحبتها بعيدًا عن الأنظار.

"تعالي، دعينا نتحدث!" همست يورا، بينما كانت تسحب إليكسا إلى غرفتها. أغلقت الباب وراءهما بشدة، كأنها تحاول إغلاق كل تلك المشاعر المتناقضة التي كانت تتأجج بداخلها.

"ما الذي يحدث هنا؟ لماذا أرثر معك؟ ومن تلك الفتاة الأخرى؟" سألت يورا، وعيناها تتسعان من الصدمة.

"يورا، هذا أرثر، أخي و الفتاة الأخري صديقته اميرالا ." قالت إليكسا ببطء، لكن تلك الكلمات كانت كالصاعقة بالنسبة ليورا.

"ماذا؟!" صاحت يورا، مشاعرها تتدفق. "أرثر هو أخك ؟!"

"نعم، وقد أوصلناكي بالأمس لأنك كنت ثملة." أضافت إليكسا، ونظرت إلى يورا بعينين جادتين. "أرثر كان مصدومًا عندما رأى حالتك، لكني أخبرته أنكٍ صديقتي و أميرالا كانت معنا أيضًا ."

حدقت يورا في إليكسا، ثم همست، "أميرالا؟"

"نعم، اسمها أميرالا. أظن أنه يجب عليك تعديل شعرك وملابسك." قالت إليكسا، مبتسمة بحنان، وكأنها تحاول تخفيف حدة الموقف.

نزلت يورا و اليكسا و بعدما انطلق الجميع لتناول الإفطار، كان الموقف غير مريح، لكن بعد أن انتهوا، قام أرثر بشكر والد يورا.


بعد الإفطار، بدا أن الأجواء تتجه للهدوء بشكلٍ ما، على الرغم من التوتر الذي لم يفارق يورا. عندما حان وقت المغادرة، وقف أرثر وأشار لإليكسا وأميرالا بالاستعداد للذهاب. نظرت يورا إليهم وهم يتجهون نحو الباب، وراقبت صمت أرثر وملامح وجهه التي لم تستطع أن تقرأ منها الكثير. كان شيئًا في تصرفاته يشير إلى أمر مهم يشغله.

الرحيل الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن