الحلقة العشرون
اتحركت بلهفة وقربت من الزنزانة اللي قاعد فيها وهي بتقول_سلطان
لازم ننقذ بدر
بدر مسحور يا سلطان!
كان لسة قاعد مكانه وهو باصصلها بابتسامة غريبة، وبعدين قال_اتأخرتي ليه؟
كنت فاكرك ذكية أكتر من كده وهتلاقيني بسرعة
وقفت مكانها متجمدة وهي بصاله بحواجب معقودة، هي عارفة إن سلطان مخه طاير ولكن متوقعتش إنها للدرجة دي، فاتكلمت بنفاذ صبر_سلطان مش وقت استعراضات
بقولك الملكة زمرد سحرت بدر وأنتَ الوحيد اللي هتقدر تنقذه
رفعلها حواجبه وقال بسخرية_وأنا بإيدي إيه؟
أنا مجرد عجوز مضطرب عفى عنه الزمن
زفرت بنفاذ صبر وهي بتقاوم إنها تخبطه بحاجة، وقربت تحاول تفتح باب الزنزانة ولكنه كان مقفول بالقفل، أما هو كان بيتابعها ببرود وهو بيقول_عارفة مشكلتنا إيه يا ضي القمر؟
دايمًا بنتعمد منشوفش الحقايق اللي قدام عينينا، زي مثلًا أنتِ
رغم إنك عارفة إن قدرك هنا
ولكن مشيتي بإرادتك على أساس هتنتهي الحكاية عند كده
وبعدين رجعتي تاني بإرادتك، لسة فاكرة برضه إن دي مجرد صدف؟
وقفت إيديها اللي كانت بتحاول تحرك القفل، وفضلت بصاله شوية بنظرات مغتاظة، وبعدين سابته وراحت جابت حجر ورجعت تاني للزنزانة وابتدت تحاول تكسر القفل بالحجر، فكمل سلطان_حتى بدر، رغم إدراكه من البداية إن النبوءة صحيحة وإنك البنت اللي مبتفارقش أحلامه ولكن برضه فضل ينكر مشاعره باستماتة، ورفض إنه يدور في الماضي رغم إنه عارف هيلاقي تفاصيل كتيرة فايتاه
رمت الحجر على الأرض وبصتلخ بعصبية شديدة وقالت_ممكن تبطل فلسفتك شوية وتساعدني أفتح الزنزانة عشان اخرجك!
_طبعًا
اتفضلي..
قالها ببساطة وهو مادد إيده بمفتاح عتيق ليها، عقدت حواجبها بتعجب وبعدين سألت_إيه ده؟
رد بتلقائية_مفتاح الزنزانة
لوهلة اتملى المكان بصمت رهيب، صوت صورصور الحقل شغال في دماغها، وهي متنحاله بصدمة من غير ما ترمش حتى، أما هو فكان بيبادلها بابتسامة مستفزة، فتحت شفايفها واتكلمت بذهول_يعني أنتَ كان معاك المفتاح كل الوقت ده وقاعد هنا برضه؟
رد بابتسامة صفراء_ما قولتلك كنت مستنيكي يا ضي القمر
حست إنها هتموت مكانها لو فضلت قاعدة مع سلطان في مكان واحد، الراجل ده ما زال بيثير دهشتها من تصرفاته غير المنطقية كل مرة، ولكن ابتسامته وردوده الباردة استفزتها بشكل كبير، فمسكت الحجر وحدفته على الزنزانة وهي بتصرخ_ولما المفتاح معاك سايبني قاعدة بحاول أكسر القفل ليــه!!
اتراجع سلطان لورا ومظهرش عليه أي تأثر ولكنه رد_أنتِ مطلبتيش مساعدتي
وقفت على جنب وحطت إيديها على جبينها وهي حاسة بفوران في دماغها من العصبية، وتمتمت وهي بتاخد شهيق طويل_يا ولي الصابـرين
يـا ولـي الصـابرين!
اتلفتت ليه وبعدين اتقدمت خدت المفتاح منه بعنف وبعدين فتحت القفل بيه، فتحت باب الزانزانة وشاورتله يخرج وهي بتتكلم بعصبية_ممكن تخرج يعني لو تكرمت؟
لو مش واخد بالك فيه مملكة بتنهار برا وأنتَ قاعد تتفلسف هنا وتفقع مرارتي
_أكيد
قالها ببرود وخرج وهو بيتسند على عصايته اللي على مقدمتها الضفدعة بمنتهى البساطة، وقفت تبص لأثره بدهشة من تصرفاته، وقعت عينيها على الضفدعة اللي كانت بصالها بمنتهى البرود وبعدين طلعت لها لسانها كإنها بتستفزها هي كمان
ضربت كف على التاني وهي بتقاوم فكرة إنها تخلص منه ومن الضفدعة اللي بتعمل تصرفات ميعملهاش بني آدمين
ولكن اتجمدت عند البنت اللي مرمية صريعة في الزنزانة وحست بجسمها بيرتجف وبعدين قالت_إيه حكاية البنت دي
اتكلم سلطان ببساطة_دي من أتباع زمرد واللي حطتلك السم في مشروبك
اتوسعت عينيها بدهشة ورددت_رحيق!
ومين اللي عمل فيها كده؟
رد سلطان_حبيبك المسحور نهى حياتها بأمر من الساحرة الشمطاء
فضلت واقفة متجمدة مكانها وعينيها مركزة على اللي دمائها كانت ناشفة على الأرض حواليها، لوهلة لقت جسمها بينتفض بعنف وهي بتتخيل بدر وهو بيطعنها لحد ما ازهق روحها بين إيديه من غير ما يرفله جفن، غمضت عينيها تضغط على جفونها بقوة من قسوة التخيل لوحده فما بالها بالحقيقة!
وبعدين لفت وشها بعيد عنها واتحركت عشان تطلع، ولكن قبل ما تخرج هي وسلطان لقت باب السجن بيتقفل عليهم ولكن مشافوش مين اللي قفله، جريت لفوق وهي بتصرخ_استنـى،
استنـى
احنا هنـا
فضلت تزق في الباب اللي اتقفل ولكنه مكانش بيتحرك_إحنـا هنا
الله يخريبيتك أهاليكم افتحوا البتاع ده!
يا اللي منكوا لله!
نهت جملتها وهي بتبكي بإنهيار لما أدركت إنهم اتحبسوا هنا وبقصد، أما سلطان فكان واقف بيتفرج عليها وهو حاطت إيده بيسد بيها أذنه وبعدين قال_كان الله في عون الأمير بدر
زوجته هتكون نواحة!
اتلفتت ليه ضي القمر على جملته الأخيرة، مسحت دموعها بطرف أكمامها بعنف واتقدمت ناحيته وهي بتقول_أنتَ إيه؟
ها؟
أنتَ جايب كل البرود ده منين؟!
إيه يا شيخ
إيــه يا شــيخ تلاجة!
اتراجع لورا وهو بيرفع إيده وبيقول بتوتر_أعصابك يا سمو الأميرة لترتكبي جريمة غير مقصودة
شدت على شعرها بعصبية وصرخت_أقسم بالله يا سلطان لولا الحوجة لكنت أنا اللي مخلصة عليك!
صدر صوت معترض من الضفدعة وكإنها فاهمة كلامها، فوجهت ضي القمر صراخها ليها وهي بتقول بغضب_أنتِ تسكتي خالص يا حشرة يا اللي مش عارفالك نوع أنتِ!
انكمشت الضفدعة على نفسها بخوف، فاتنحنح الكاهن سلطان وهو بيقول_الضفدعة حيوان يا سمو الأميرة مش حشرة
اتفلتت ليه ضي القمر وهي بترمقه بنظرة نارية بتهدد بإنها تفتك بيه فلف وشه بسرعة للناحية التانية وهو بيصفر متصنع الانشغال، اتجهت ضي القمر للباب تخبط بتحاول تزقه وهي بتقول_على آخر الزمن اتحبس في سجن تحت الأرض مع دجال!
صحح قائلًا_كاهن
يا ضي القمر
بصتله بطرف عينها فقال بسرعة_وتمشي دجال برضه!
ابتدت تزق في الباب وهي بتخبط على في نفس الوقت وبتصرخ_الحقـونا..
يا قائد الحرس
يا ملك رسلان
ولكن بلا فائدة، فقعدت مكانها وهي حاسة بألم مكان جرح كتفها اللي لسة جديد، حطت إيديها عليه فشعرت بسائل لزج، أدركت في الوقت ده إن جرحها اتفتح تاني، فسندت راسها على إيديها وهي بتتنهد بعجز...
أنت تقرأ
عقيق إل دورادو للكاتبة / منة ممدوح
Fantasía_مملكة إل دورادو! تمتمت اللي مكتوب وهي بترمش كذه مرة بدهشة، وكملت_مملكة إيه؟! أنا فين إيه اللي بيحصل ده!! مسكت السلسلة اللي كانت لسة على رقبتها، رفعت الحجر الكريم قصاد عينيها وللدهشة... كانت نفس العلامة! اتنفضت وهي بتسيب السلسة برعب لما لقت العلامة...