الحلقة التالتة وعشرين

28 4 0
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

دخلت ضي القمر للمكتبة عشان تدور على حاجة تحل بيها مشكلتها، هي كانت عارفة إن المكتبة فيها كتب كتيرة ممكن تساعدها، ولكن ذهلت من الحجم اللي شايفاه، مكانتش متوقعة إنها كبيرة بالشكل ده واتأكدت إنها هتاخد وقت طويل عشان تقدر تلاقي حاجة.
وبعد دقايق طويلة من البحث وسط أرفف الكتب اللي بتتكلم عن الأساطير والعوالم الموازية، شالت كتاب لفت نظرها ونزلت من على السلم بحذر، ولكن وقع الكتاب من إيديها على الأرض واتفتح ونزل منه حجر صغير، سرعان ما أضاء الحجر ده بقوة وظهر عنه شعاع كبير اتشكل على شكل مثلث وبعدين ظهرت صورة
عقيق!
اتجمدت ضي القمر وهي شايفاها قدامها، نفس ملامحها اللي تشبهها بالضبط، بالفعل الرسومات مكدبتش
ولا الملك رسلان!
واقفة رافعة راسها بشموخ، مبتسمة ابتسامة رقيقة، اتحرك الشعاع ومنه اتحركت عقيق وقربت اكتر وقالت_رسلان
حبيبي
أنا عارفة إنك أكيد هتبقى مصدوم دلوقتي
هتسأل نفسك أسئلة كتيرة أولهم أنا ليه سيبتك...
لانت ملامحها واتبدلت للحزن وكملت_صدقني كل اللي حصل ده مش بإيدي
لو كنت فضلت هنا كنت أنتَ بنفسك عدمتني بإيدك
بعد ما زمرد تثبتلك إني قتلت الوزير بِشر
اللي قدر يعرف بجرايمها وألاعيبها ولكن قبل ما يا يقولك كانت خلصت عليه، وباستخدام رجالها كانوا هيشهدوا إني بالفعل قتلته وشافوني خارجة من غرفته
وبعد ما تعدمني كانت هتقتلك أنتَ..
ياريتني كنت أقدر اساعدك بس للأسف أنا ضعيفة
ضعيفة فوق ما تتخيل
وكل الأدلة كانت هتكون ضدي
زمرد أقوى مني يا رسلان
حتى أقوى من حبنا
ولكن صدقني كل اللي حصل مش بإرادتي، أنا كان ممكن أفديك بحياتي، وعلشان كده قررت أعيش بتألم في سبيل إني أكون الذكرى الجميلة في حياتك وكمان...
متفضلش عايش بذنبي...
وكمان تفضل عايش
رسلان اتأكد إني عمري ما هنساك، هتفضلي حبيبي الأول والأخير
حبيبتك عقيق..
انطفى الشعاع في الوقت ده، أما ضي القمر فكانت واقفة متجمدة تمامًا بعيون متسعة، مكانتش مصدقة اللي بيتقال قدامها، ده غير ألاعيب زمرد عليها وإنها اذتها وحبستها كانت هتلبسلها تهمة القتل!
ولكن اللي سببلها دهشة كمان إنها حست نفسها قصاد مراية بتعكس صورتها
بس الاختلاف في نبرة الصوت بس
عقيق كانت سايبة للملك رسلان رسالة وداع وكمان اعتراف بكل اللي عملته زمرد، ولكن الغريب إنه ملقاهاش لحد دلوقتي!
انحنت وشالت الحجر اللي كان مثلث الشكل، وفضلت بصاله شوية وهي بتقلبه بين إيديها وحاسة بالارتباك والصدمة، وبعدين دارته في اكمامها وشالت الكتاب خدته معاها وخرجت من المكتبة
الظاهر إن ده كان كتاب مميز عند عقيق، وإلا مكانتش خبت فيه الحجر..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل بدر عليها الزنزانة بخطوات بطيئة، ووقف قدامها يبص لحالتها بملامح جامدة تمامًا
كإنه فقد الحياة من جواه، رفعت زمرد عينيها اللي كانت حمرا ليه، وابتسمت باستهزاء وهي بتقول_قدرت تبيعني يا بدر؟
حطتني في الزنزانة بإيدك؟!
اتكلم بنبرة جامدة_مفيش مكان للخاين في مملكة إل دورادو
قامت وقفت وقربت منه، ولكن كان الحائل بينهم هو القضبان بصت لعيونه مباشرة وقالت_للأسف يا بدر أنتَ بقيت نسخة مصغرة من أبوك
عملتلك سحر؟
آه وبعترف، بس السبب الوحيد اللي خلاني اعمل كده إني مخليهمش يئذوك!
مقدرتش أضحي بيك عشان أنتَ ابني!
رفع راسه ليها وبحدة قال_أنا مش ابنك
أنا بتمنى إنك كنت فضلتي نايمة ومقومتيش، يمكن كنت فضلت محافظ على الصورة المثالية اللي سيبتيهالي وأنا صغير
ولكن للأسف عرفت كل حاجة، من أول علاقتك بضرغام القديمة لحد حيلك عشان يثور الشعب على الملك
اتوسعت عينيها واتراجعت عدة خطوات لورا بدهشة، فضحك هو بتريقة وقال_فاكرة إني معرفتش؟
دي الحقيقة اللي الملك رسلان رفض يقولهالي لحد دلوقتي بس عشان خايف عليا من قسوتها!
ولكن مفيش حاجة بتتدارى دلوقتي يا جلالة الملكة
عرفت بألاعيبك على عقيق عشان تبعد وتبقي أنتِ الملكة،
عرفت بإنك اتفقتي مع عدونا بس عشان اطماعك
مقدرتش ترد عليه، ولكنها بلعت ريقها بارتباك، فقال هو بقوة_صدقيني، مش هتردد لحظة إني أنا اللي اعدمك بإيدي
اشتعلت عينيها في الوقت ده بلهيب حاقد، فقربت خطواتها واتمسكت بالقبضان وهي بتقول بهسيس_بقيت نسخة منه
كإن رسلان هو اللي قدامي
وصدقني لو كنت أعرف إنك بقيت تشبهه بالشكل ده، كنت خليتهم يقتلوك معاه
مكنتش دافعت عنك وقررت آخدك لصفي بدل قتلك...
لوهلة حس بألم في صدره من نظرتها اللي كانت بتحمل كره رهيب بيشع منهم، ولكنه فضل واقف مكانه بل وابتسم بسخرية رغم الوجع اللي جواه
دخل الملك رسلان في الوقت ده ولما شاف الوضع اللي قدامه قدر يميز إيه اللي بيدور بينهم، أما هي اتلفتت ناحيته وقالت بكره من بين أسنانها_رسـلان
آه رسلان
هي غلطتي من البداية إني مخلصتش عليك من زمان
ابتسم الملك رسلان وقال_للأسف يا زمرد، هتموتي قبل ما تشوفي اللحظة دي
ولكن كل اللي عايز أعرفه أنتِ عملتي إيه في عقيق!
أنتِ الوحيدة اللي عارفة سر هروبها
قهقهت زمرد بشدة خلتهم يبصولها بإرتياب، سكتت وبصت للملك رسلان وقالت بسخرية_عقيق
وأنتَ فاكر إن عقيق بريئة بالشكل اللي أنتَ متصوره؟!
متعرفش إن هي اللي قتلت بِشر زمان بعد ما كان هيعترفلك بخيانتها ليك معاه!
_كفاية كدب!
هتفت بيها ضي القمر بحدة وهي بتتقدم لجوا بعد ما سمعت الحوار اللي بيدور بينهم، لمعت عيون زمرد بحقد شديد وضغطت على القضبان بإيديها كإنها عايزة تفتك بيها
وقفت ضي القمر قدامها تحت أنظار الملك رسلان اللي كانت حاسس بالصدمة من اللي اتقاله، أما ضي القمى فقالت_أنتِ معجونة من إيه؟
إيه الشر اللي جواكي ده؟!
أنتِ بنفسك اللي قتلتي بِشر ده بعد ما اكتشف كل ألاعيبك عشان ميروحش يقول للملك!
بهتت زمرد وشحب لونها، ولكنها حاولت تمالك نفسها وقالت بسخرية_طبيعي إن اللي بتحمل دماء عقيق هي اللي تدافع عنها!
لاحظ الملك رسلان في الوقت ده الكتاب اللي بين إيدين ضي القمر، فعقد حواجبه وقال بتعجب_ده كتاب عقيق المفضل!
ابتسمت ضي القمر وأكدت كلامه وهي بتقول_بالظبط، كتاب عقيق
واللي كانت سايبالك فيه رسالة ولكن للأسف مشوفتهاش لحد دلوقتي!
ويشاء القدر إني ألاقيها صدفة
بصلها الملك رسلان باستغراب، فطلعت ضي القمر الحجر اللي بيحمل رسالة عقيق، ولكنها مكانتش عارفة طريقة عمله، فرمته على الأرض زي ما حصل وبالفعل طلع الشعاع منه وظهرت عقيق
لمعت عيون الملك رسلان بحنين جارف واترنج لوهلة وهو بيهمس_عقـيق!
سمعوا الكلام اللي عقيق قالتها، كان بدر حاسس بالذهول من الشر اللي متملك من والدته بشكل ميتصورهوش، أما الملك رسلان كانت ملامحه بتشتد غلظة وتوحش من اللي بيسمعه، مكانش يتخيل إن السبب في معاناته بالشكل ده هي اللي واقفة قدامه واللي قرر يتجوزها عشان المملكة، اتلفت ناحيتها فكانت متجمدة تمامًا، باغتها الملك رسلان بإنه قرب منها ومسك رقبتها بقوة من بين القضبان وهو بيزمجر_هقتلك يا زمرد
هقتلك يا ملعونة
أنتِ إيه؟!
إيه الشر اللي بتملكيه ده!
كنت بتحاول تتملص من بين إيديه ولكن الملك رسلان كان فقد عقله تمامًا من كل الألاعيب اللي حصلتله بسببها، حاول بدر يفرق بينهم بعد ما شاف حالة والده وزمرد اللي كانت بالفعل بتختنق لحد ما قدر يبعده عنها، فوقعت هي على الأرض وهي بتشهق وباصة ناحيتهم بصدمة، أما بدر فكان باصصلها بعيون مليانة دموع محبوسة من القهر وهو متشبث بالملك رسلان عشان يمنع اقترابه منها، فهتف الملك رسلان بعنف_صدقيني يا زمرد، هعدمك قصاد شعب المملكة كلهم، هخليكي عبرة يفضلوا يتكلموا عنها لأعوام.
تراجعت لورا زحفًا لحد ما سندت على الحائط وهي بتبصله برعب، أدركت خلاص إن دي نهايتها اللي مكانتش تتصور إنها قريبة بالشكل ده
نفض الملك رسلان بدر عنه، ووطى أخد الحجر اللي على الأرض وهو بيبصله بحنين وعيون لامعة من الحزن
هو الذكرى الوحيدة من حبيبته الغايبة
هو الشيء الوحيد اللي بيحمل صورتها وصوتها اللي اشتاق له، وفي النهاية رمق زمرد بنظرة أخيرة وبعدين سابها وخرج
أما ضي القمر فاتجهت لبدر وربتت على دراعه ولكنه كان منفصل تمامًا وهو بيوجه لوالدته نظرات عتاب ولوم وقهر شديد
ولكنها أجبرته إنه يتحرك معاها عشان ميفضلش قدامها...

عقيق إل دورادو للكاتبة / منة ممدوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن