مرت أيام قلقة بعد التهديدات الأخيرة، حيث أصبح يوسف وآية وسامية يعيشون حالة من الترقب الدائم. كانوا يعلمون أن المواجهة تقترب، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات استباقية لحماية العائلة. أما زانغ، فقد بذل جهدًا كبيرًا لتعزيز الحراسة، وزاد من عدد الرجال المحيطين بمنزلهم ومكتب الشركة.
كانت آية تدرك أن والدها يتعرض لضغط نفسي شديد، وأن الخطر يزداد حولهم. قررت أن تستغل هذا التوتر لتثبت له ولزانغ أنها قادرة على مساندتهم، وأنها ليست بحاجة لأن تكون مجرد متفرجة. جلست معه بهدوء في مكتبه بعد نهاية أحد الأيام وبدأت الحديث:
"أبي، أعلم أنك تريد حمايتي، لكنني أريد أن أكون جزءًا من هذه المواجهة. أنا قادرة على تقديم شيء إضافي لنا."
نظر يوسف إليها بتردد، فهو كان يخشى أن يورطها في هذه اللعبة الخطرة، ولكنه بدأ يشعر أن منعها لم يعد مجديًا، فقد أظهرت آية قدرًا عاليًا من الذكاء والشجاعة.
"آية، الأمور ليست كما تظنين. هؤلاء ليسوا أشخاصًا عاديين، بل لديهم أساليب لا يمكنك تخيلها. ولكن إن كنت مصرّة، فسوف أحتاجك بجانبي، ولكن تحت شروط محددة."
ابتسمت آية بإيجابية، كانت تشعر بأنها حصلت أخيرًا على فرصة للمساهمة.
بدأت بالعمل جنبًا إلى جنب مع والدها وزانغ، وتعلمت منهم كيفية حماية نفسها ومراقبة المحيط. كانت تقضي ساعات طويلة مع زانغ تتعلم أساليب الدفاع والمراقبة، وحتى بعض المبادئ الأساسية في قراءة الشيفرات والتفاصيل الأمنية.
في إحدى الليالي، وبينما كانت آية جالسة في غرفة مكتبها تحلل بعض الوثائق، لفت نظرها ملف يحمل اسم "مشروع التنين". كان يبدو كأنه مشروع كبير يتم التخطيط له بسرية تامة. فتحت الملف وبدأت تقرأ، واكتشفت أن هذا المشروع هو شراكة محتملة بين شركة والدها وشركة أخرى تابعة لرجل الأعمال الخطير، "لي وين".
"مشروع التنين... ما الذي يمكن أن يعنيه؟ وهل له علاقة بتهديداتنا؟"
كانت تشعر أن هذا المشروع هو جزء من اللغز الذي تحاول فكّه. قررت أن تأخذ الوثائق إلى والدها وتسأله عن المشروع. عندما عرضت الملف أمامه، بدا على يوسف شيء من المفاجأة.
"آية، كيف حصلت على هذا الملف؟"
"لقد كان ضمن الملفات المفتوحة على كمبيوترك، لكنني شعرت أنه قد يكون له علاقة بالتهديدات التي تواجهنا."
أخذ يوسف نفسًا عميقًا، ثم بدأ يشرح لها:
"مشروع التنين هو مشروع ضخم كنت أعمل عليه منذ سنوات. يتضمن إنتاج سيارة كهربائية متطورة بأسعار تنافسية للسوق الصينية، ولكنني لم أكن أعلم أن شركة لي وين قد اقتربت منا لهذه الدرجة. يبدو أن دخوله في المشروع كان بهدف السيطرة، وليس الشراكة."
أدركت آية أن "لي وين" يستخدم هذا المشروع كغطاء ليبسط سيطرته ويجعل والدها في موقف أضعف. كان واضحًا أن عليهم التحرك بسرعة قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته بالكامل.
في اليوم التالي، وضعت آية ووالدها خطة لإيقاف هذا المخطط. قررا القيام باجتماع مع بعض المستثمرين الرئيسيين في الشركة، وعرض الوضع أمامهم بكل شفافية. كان هدفهم إقناعهم بأنهم يحتاجون إلى الحفاظ على السيطرة الكاملة وعدم السماح لأي شراكة قد تستغل المشروع.
اجتمع المستثمرون في قاعة الاجتماعات الكبرى، وكان الجو مشحونًا بالتوتر. وقف يوسف وألقى كلمة مؤثرة، تحدث فيها عن أهمية "مشروع التنين" بالنسبة للشركة، وعن المخاطر التي قد تهددهم إن لم يتخذوا الحيطة والحذر في هذا الوقت الحساس.
بينما كان يتحدث، كانت آية تراقب الحضور بدقة، تحاول قراءة تعابيرهم والتأكد من نواياهم. كانت تعرف أن "لي وين" قد يكون له عملاء بين الحاضرين، وقد يُحاول البعض التأثير سلبًا على قرارات والدها.
بعد نهاية الاجتماع، اقترب أحد المستثمرين من يوسف وقال له بهدوء:
"سيد يوسف، أنا على علم بتهديدات لي وين لك، وأريد أن أخبرك أنني أدعمك في هذه المعركة. لدينا عدد من الأشخاص الذين يرغبون في مساعدتك وإيقاف هذا الرجل عند حده."
شعر يوسف بالارتياح، فقد وجد دعمًا من شركاء يؤمنون بنفس قضيته. ومع ذلك، أدرك أن الحذر واجب، وأن عليهم البقاء يقظين.
في الليل، جلست آية مع زانغ، وبدأت تتحدث معه حول خطط الحماية المستقبلية. كانت تعلم أن "لي وين" لن يتوقف بسهولة، وأنه قد يخطط للرد بشكل عنيف. قال لها زانغ بابتسامة حكيمة:
"آية، القوة ليست دائمًا بالتهجم. أحيانًا، من الأفضل استخدام الذكاء والإستراتيجية. أريدك أن تراقبي، وتحللي، وتتعلمي كيف تتجنبين المواجهات المباشرة."
أومأت آية برأسها، وأدركت أن هذه المعركة تحتاج إلى عقل أكثر من مجرد شجاعة.
أنت تقرأ
صدى الرصاصة الأخيرة
Acciónآية فتاة لطيفة جزائرية 🇩🇿 انتقلت إلى الصين مع والديها بسب صفقة ضخمت لإنشاء شركة سيارات فكيف ستكون حياتها