بعد دعم المستثمرين ليوسف وتزايد التهديدات من "لي وين"، أدركت العائلة أن الوقت قد حان لتعزيز دفاعاتهم واتخاذ تدابير استراتيجية دقيقة. أصبح المنزل والشركة تحت حماية مشددة، وكان زانغ يشرف على كل التفاصيل بنفسه. لكن آية شعرت أن هذه الاحتياطات لا تكفي. لقد قررت أن تكون خطوة استباقية وجريئة أكثر من أي وقت مضى.
في إحدى الليالي، جلست آية تتصفح الإنترنت باحثة عن معلومات عن "لي وين" ومشاريعه السابقة. كانت تعرف أنه رجل أعمال غامض، لكن ما اكتشفته في تلك الليلة زاد من حيرتها. وجدت أن هناك عدة شركات أخرى تضررت بسبب أساليبه العدوانية، ولم يكن الأمر يتعلق فقط بالمنافسة في السوق، بل تعدى ذلك إلى ابتزاز وتهديدات. بعض هذه الشركات أغلقت أبوابها بسبب الضغوط التي مارسها عليها.
كانت آية تفكر بعمق، وتساءلت: هل "لي وين" هو العقل المدبر الوحيد، أم أن هناك شبكة أكبر تدعمه؟
في اليوم التالي، طلبت آية من والدها أن يسمح لها بحضور أحد الاجتماعات التي ستجمعه ببعض الشركاء. أرادت أن تفهم الطريقة التي يسير بها العمل، وكيف يتعاملون مع الضغوط. بوجودها في الاجتماع، لاحظت كيف كانت تُطرح الأسئلة بحدة، وكيف أن والدها كان يدير النقاش بثقة وإتقان. في تلك اللحظة، أدركت آية أن قوة والدها تكمن في حكمته وهدوئه، وأن هذه الصفات ستساعدهم في التغلب على العقبات.
بعد الاجتماع، قررت آية اتخاذ خطوة جريئة: محاولة الوصول إلى أحد موظفي "لي وين" للحصول على معلومات من داخل منظومته. كانت تعلم أن هذه الخطوة خطيرة، ولكنها أرادت معرفة ما يحدث في الخفاء. عبر اتصالاتها وبعض العلاقات التي كونتها في المدينة، تمكنت من التوصل إلى موظف سابق لدى "لي وين"، يُدعى "تشانغ". كان قد ترك الشركة بعد سلسلة من الأحداث الغامضة التي تسببت في انهيار حياته المهنية.
التقت آية بتشانغ في مقهى بعيد عن وسط المدينة، حيث جلسا في زاوية معتمة، متجنبين الأعين الفضولية. كان تشانغ يبدو منهكًا، وكأنه يحمل على كتفيه أسرارًا ثقيلة.
"أعلم أنك عملت مع لي وين لفترة طويلة، وأريد أن أفهم كيف يدير أعماله. سمعت أن هناك أمورًا غير مشروعة تحدث، وأنه يتلاعب بالكثيرين."
ابتسم تشانغ بمرارة وقال:
"لي وين ليس مجرد رجل أعمال، إنه كالظل الأسود الذي يبتلع كل من يقف في طريقه. يستخدم القوة والمال والنفوذ ليحقق أهدافه، وإذا لم تخضع له، فسيجد ألف طريقة لإجبارك."
سألته آية بقلق: "وهل تعتقد أن والدي قد يصبح ضحية له؟"
"إن لم يكن حذرًا، فقد يكون الأمر أسوأ من ذلك. لي وين لديه شبكة من العملاء والمساعدين الذين يعملون في الظلال. وهو قادر على التلاعب بالأدلة والقوانين، وتحويل أي اتهام ضده إلى مكسب له."
غادرت آية المقهى بعقل ممتلئ بالمخاوف، لكنها كانت مصممة على حماية والدها، مهما كلف الأمر. أخبرت زانغ بكل ما دار في لقائها مع تشانغ، وطلبت منه أن يساعدها في جمع أدلة تثبت تورط "لي وين" في جرائم أخرى، حتى يتمكنوا من تقديمه للعدالة.
في تلك الليلة، اجتمعت آية مع والدها وزانغ، ووضعت الخطة الجديدة:
1. جمع الأدلة: سيعملون معًا لجمع كل ما يمكنهم من أدلة حول أنشطة "لي وين" المشبوهة.
2. التواصل مع الشركات المتضررة: سيحاولون التواصل مع الشركات الأخرى التي دمرها "لي وين"، ليتحدوا جميعًا ويقفوا في وجهه.
3. تحصين الشركة: ستعزز الشركة تدابير الحماية، وستبقى كل المعاملات تحت رقابة مشددة لمنع أي اختراق.
كانت هذه الخطة طموحة، لكنها كانت تحمل بارقة أمل. كان والدها يرى في عينيها العزيمة التي يتمناها في أي محارب، وقد شعر بالفخر، رغم قلقه الدائم عليها.
مع مرور الأيام، بدأت الخطة تؤتي ثمارها. تمكنت آية من الحصول على مستندات سرية من أحد موظفي "لي وين" السابقين تثبت تورطه في صفقات مشبوهة. وبدأت الشركات المتضررة تتواصل مع والدها، معبرة عن استعدادها للوقوف معه في هذه المعركة. شعرت آية بأنها خطت خطوة كبيرة للأمام، ولكنها كانت تعرف أن "لي وين" لن يقف مكتوف الأيدي.
وذات ليلة، وبينما كانت تجلس في غرفتها، رن هاتفها بنغمة غير مألوفة، كان هناك رسالة مجهولة المصدر تقول:
"أنتِ ووالدكِ تماديتما كثيرًا. الحذر لا ينفع مع من في مثل مكاني. أوقفوا تحركاتكم وإلا…"
حبست آية أنفاسها للحظات، ولكنها سرعان ما استعادت شجاعتها. لقد عرفت أن هذا التهديد يعني أنهم على الطريق الصحيح، وأنهم باتوا قريبين من الحقيقة.
استجمعت آية قوتها، وأرسلت رسالة قصيرة لزانغ:
"علينا أن نكون مستعدين. الحرب قد بدأت بالفعل."
وهكذا، أدركت العائلة أن المواجهة أصبحت مسألة وقت، وأن الرياح العاتية التي بدأت في الدوران حولهم ستجلب لهم تحديات لم يتوقعوها.
أنت تقرأ
صدى الرصاصة الأخيرة
Actionآية فتاة لطيفة جزائرية 🇩🇿 انتقلت إلى الصين مع والديها بسب صفقة ضخمت لإنشاء شركة سيارات فكيف ستكون حياتها