"الرابع والعشرون"

73 3 1
                                    

رجعَت لموطنهَا وكِثر الهواجِيس والأفكَار سلبت من رأسها الكثير تنهدَت وألتفت على الصوَت الي أعتادت علِيه ..
الجدّه نطقت بإستنكَار وخوف من ملامح وجهها المصفرَه: مِيرَال وش بلاك؟
مِيرَال ناظرت فيها بعيون شَارده: مدري يمه مدري في خَاطري ضيقه وفي صدرِي علوم والظاهر إن كل ذا أكبر من أني أحتويه
الجدّه دبّ الرعب في صدرها وتقدمَت وهي تمسَك ذراعها وتمشِيها معها لين دخلوا لجلسة أرضيه وجلستها حدَها: كبي الي بصدرك لصدري ترانِي أحمل الهَم ولو هو بقمة جبل
مِيرَال مسكت يدها وقربتها لثغرهَا وهي تبوسها: ما يجي منك القصور لكن عَاد بنشدك وجاوبيني بصدق
الجدّه عقدت حواجبها ورفعت يدها وهي تحتوي خدها: وفي يوم نشدتينِي وجاوبتك بغِير الحَق؟
مِيرَال هزَت رأسها وناظرت في عيونها: وش قصَة أمي؟
أنقبَض قلبها وسحبت يدها بسرَعه,انعقدَت حواجبها وناظرتها بحدَه: وش هالطاري!!
مِيرَال ناظرتها وبترجِي بعيونها: ناشدتك بالله وبمحمد رسول الله إن تحكين لي كل شيء وش سَالفة أمِي ومن هِي أمِي وإن كان لي أهل وين أهلي؟
الجدّه ناظرتها بغرَابه وحدَه: أنتي أنهلبتِي؟ كِيف منهم أهلك وأنتي ربيتِي وكبرتِي بهالبيت معِي ومع أمك لين أخذ الله أمانتها ماهو قالت لك أمك في زمانها أبوك ما أستحقها ولا أستحق الأبوه ورمَاك عقب ما سجلك بالنفوس؟ أنا أمك وأهلك من عقب أمك
مِيرَال رفعت يدينها وهِي تمسَك رأسها وتغمض عيونها: طيب أنا ماعندي أخوَان؟ طيب أنتي أم أمِي؟
الجدّه كثر الاسئله أرهقتها قَامت وألتفت لمِيرَال: الظاهر كثر الطلعات للفلا جابت لك الجنَان إما تحكين بشيء صاحي ولا لا تحكين ابد سَامعه!
مِيرَال قَامت وناظرتها بنظرات غِير مفهومه وطلعت قبَل تسمع بَاقي كلامها تاركتهَا تصرَخ لوحدها ..
رمَت نفسها بين الرمَال الذهبِيه تَاركه ذاتها تغرق بحرَب النفس,تجمعت الأفكار والحوارات برأسها ومن ثقَل الشعور سَالت مدامعها ..
بمكَان آخر وبقَلب يهتم لرَاعيته أنقبض صدرَه من منَام راوده بصوت صرخَات تدّب الرعب بالصدر,مسَح بكف يمنَاه وجهه وهو يتعوذ من الشيطَان وطلع من البيت وهو يجهل السبب لكن بشاعة الحِلم أثرت على رغبته بالوجود,سرَت به خطاويه لملجأ الروَح والسكَن وأستنكَر حديث النفس الي يخالطه صوت البكَاء وبدأ يمشي متجه للصوت ..
توسعَت عيونه بصدمَه وهو يشوف ضيّ القمَر في حَالة غريبه,نادى بحنِين: مِيرال؟ ..
مِيرَال كَانت ترد على أصوَات رأسها ودموع عينها تتسَاقط بلا شعور: أسكت ما أبي أفكر .. لا لا مستحيل تكذب .. أسكت ماني لقطيه أسكت!!
تقدم بخطوَات سريعه وهو يلفها ناحيته ويناظرها بملامح احتواها القلق: مِيراال!
شَهقت بقوه من سحبها ومن استدركت كونه ولِيف القلب رمَت نفسها بين أحضَانه وهو تبكِي وتشَاهق ..
رصّ بَارق على أسنانه من حَالتها الي ما تسِّر روحه وما قدر يفعل غير إنه يحتويها بين ذراعه:
لا تبكي دموع عينك وتبكين
تبكي عيوني قبل لا تبكي عيونك
سكَت لوهله وهو يربّت ويمسح على ظهرها ونطَق بعد صمت؛- منهو السبب في دموع عينَك والله ما يهنى له ليل ولا ضحى!
مِيرَال رفعت رأسها وهي تنَاظره بأسى: ماعدت أدري مين أنا ووش أنا ووين مكاني بهالدنيا كلها,شفت هالسرَاب وهالأرض الواسعه الي مالها أي مسمى وأسم؟ أبشرك صرت مثلها
بَارق هز رأسه بالنفِي واحتوى وجهها بيدينه وهو يمسَح مدامعها: لا يانور عِيني أنتي الي أجمل من ضيّ القمر وأبهَى من مرَ وعبر أنتي إعجَاز الرحمن بكل ما صوَرك وأنتي الي صعب على كل عابر يطولك ويكفِيك من كل ذا إنك روح وقلب وفكر بَارق
رَغم الشعور وقساوته أنهزَمت قدام مخَارج حروفه ونبرتَه وأبتسمَت مِيرَال وهي تزفَر ..
مسَك يدينها بَارق وهو يجلسها ويجلس بجنبها ويدَه محتويه يدينها: ماودك ترمِين بالحمَل فوق متني؟
مِيرَال سكَتت لفترَه ثم نطقَت: إن رمِيته ما تغير وإن قعد تكَاثر
بَارق هز رأسه بتفهَم ونطَق بإقناع: ينرمِي ولا يتكَاثر أحسن من إنه يقعد فوق قلبك
مِيرَال تذكرت بدَاية الموضوع وتوترَت,ناظرت بعيونه وهي تشدّ على يده: ما تسوي شيء؟
بَارق عقد حَاجبه بجهَل وعدم فهم: في أيش؟
مِيرَال تنهَدت: الي هو,اوعدني ما تسوي شيء؟
بَارق هز راسه بإيجاب: على حسب لكن زِين لك وعد
مِيرَال بدت تسرَد له الموضوع من البدايه لِين ما أنتهى فيها المطَاف بين الرمَال,ناظرت في ملامحه وهي تحاول تقرأها: وش تفكر فيه؟
بَارق شتت خلِيط أفكاره ما بِين التساؤلات ومابِين جراءة ألصقٍر وناظرها وهو يفّك عقدَة حَاجبه: ولاشيء,متى قالك ألصقِر إنه بيجي؟
مِيرَال أستشعَرت توهَت رُوحه ورفعت كتوفها بإستجابة: ما قال
بَارق سكَت لوهله ثم قام وقومها معه: مشينا
مِيرَال ناظرته باستغراب: لوين إذا كانت غايتك ترجعني للبيت وتجمع بيني وبين جدتي تراك غلطان لانه ماراح يصير
بَارق حط أصبعه السبابه بين شفايفها:لا تسبقين الاحداث ما قلنا شيء
مِيرَال بعدت أصبعه: وين بنروح؟ إذا بتعيد حركتك وتحطني في موقف محرج مع اهلك وامك غلطان وكثير بعد لانه مستحيل ارجع وانحط بنفس الموقف
بَارق سكر فمها بيده وهو يمنعها عن الحديث: مافي فايده,يابنت اصبري خليني اهرج ما حنا رايحين لبيتكم ولا بيتنا بنروح مكان ثاني زين كذا؟
مِيرَال كانت تحاول تحكي لكن يده مانعتهَا,بعدتها بالقوه ونطقت: أجل تبي توديني للصقَر وتسوي الي براس ..
قبل ما تكمَل حدِيثها توسعَت عيونها من أنحنَى بَارق وهو يلصَق فَاهه بشفايفهَا تارك قُبله رقِيقه تنهِي حديثها ..
أرتفَع وأعتدل بَارق وهو يناظر في مَلامح وجهها المصدوم والمستحِي في آن واحد وأبتسَم وهو يردف: الوسِيله الوحيدة لأجل تسكتين,راح نروح لمكان ثاني بعيد عن كل ما يخطر في بالك والحين يصير نمشي؟
مِيرَال عضّت على طرف شفتهَا وهزت رأسها بصمَت ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن