مواجهة المشاعر 🖤

78 5 0
                                    

مرت أيام منذ تلك اللحظة في الحديقة، لكن فرين كانت لا تزال تعيش في حالة من القلق. كلما تذكرت كلمات بيكي، شعرت بضغط المشاعر يتزايد. رغم أن بيكي كانت تفهم وتدعم، لم تستطع فرين التوقف عن التفكير في مدى تأثير تجنبها على صداقتهما.

وفي صباح أحد الأيام، قررت بيكي أن تفعل شيئًا حيال ذلك. لم تعد قادرة على تحمل حالة الافتقار إلى الوضوح بينهما. تحركت نحو شقة فرين، عازمة على معرفة السبب وراء تجنبها.

عندما دققت على الباب، شعرت بشيء من القلق، لكنها كانت مصممة. بعد لحظات، فتحت فرين الباب، وبدت متفاجئة لرؤية بيكي.

"مرحبًا، بيكي!" قالت فرين، محاولة إخفاء مشاعرها.

"مرحبًا، هل يمكنني الدخول؟" سألت بيكي، وعيناها تحملان مزيجًا من القلق والإصرار.

"بالطبع، تفضلي." أجابت فرين، مفتحة الباب على مصراعيه.

دخلت بيكي، وكانت الغرفة مليئة بالهدوء. جلست على الأريكة، بينما كانت فرين تحضر كوبين من الشاي.

"أحتاج إلى أن أسألك عن شيء." بدأت بيكي، وجعلت صوتها منخفضًا.

"ماذا عن؟" ردت فرين، متوجهة إلى الأريكة.

"لماذا تتجنبيني في الأيام الأخيرة؟" سألت بيكي مباشرة، عينيها تركزان على فرين.

تجمدت فرين للحظة، وكانت الكلمات تتردد في عقلها. "أنا… كنت مشغولة." قالت، ولكنها عرفت أن هذا ليس صحيحًا.

"لا تبدين مشغولة، تبدين كأنك تبتعدين عني." أضافت بيكي، مشاعرها تتجلى في صوتها. "أنا أشعر بالقلق، فرين. لم أعد أعلم ماذا تفكرين."

أحست فرين بشيء من الندم. "آسفة، بيكي. الأمر ليس كما يبدو. كنت أحتاج لبعض الوقت لأفكر في كل شيء."

"هل الأمر بسبب اعترافي؟" سألت بيكي بقلق. "إذا كنتِ تشعرين بالضغط، فأنا لا أريد ذلك."

"لا، ليس الأمر كذلك. لكنني كنت خائفة من مشاعري، ومن فكرة أن أكون قريبة جدًا من شخص يعني لي كل هذا." اعترفت فرين، صوتها مرتعش.

"لكني هنا لأجلك. أريد أن نتحدث، أن نكون صادقين مع بعضنا." قالت بيكي، وكان هناك حزن في عينيها.

شعرت فرين بالدموع تتجمع في عينيها. "لم أكن أرغب في جرحك. كنت أحتاج لبعض الوقت لأفهم ما أشعر به."

"أنا أريد أن أكون معك، لكنني لا أريد أن أجعلك تشعرين بالتوتر. أريدك أن تعرفي أنني هنا، سواء كنتِ جاهزة أم لا." قالت بيكي برفق.

تأملت فرين في تلك الكلمات، وأدركت كم كانت محظوظة لوجود شخص مثل بيكي في حياتها. "أنتِ لطيفة جدًا، وأنا أعتذر عن سلوكي. أريد أن أكون صادقة معك."

أخذت فرين نفسًا عميقًا، وبدأت تتحدث عن مخاوفها ورغباتها. "أحببت كل لحظة قضيناها معًا، لكن فكرة الحب كانت تخيفني. لم أكن أعرف كيف أتعامل معها."

أخذت بيكي يد فرين بين يديها. "الحب ليس شيئًا مخيفًا، بل هو شعور رائع. لكن علينا أن نأخذ الأمور ببطء، إذا كنت ترغبين في ذلك."

شعرت فرين بالراحة وهي تسمع كلمات بيكي. "أريد أن أستكشف هذا. أحتاج إلى الوقت، لكنني أريدك بجانبي."

ابتسمت بيكي، وكان هناك شعور من الأمل في عينيها. "هذا كل ما أريده، فرين. دعينا نأخذ كل شيء خطوة بخطوة."

بدا أن كل التوتر الذي كان يملأ الغرفة بدأ يتلاشى. كانت الأجواء أكثر راحة، وكأنهما قد عادا إلى نقطة البداية، ولكن مع فهم أكبر لبعضهما البعض.

ومع مرور الوقت، بدأت فرين تشعر أن هناك شيئًا جديدًا يتشكل بينهما. كان هناك شعور من الثقة، وكانت مشاعرها تتعمق بشكل طبيعي. في تلك اللحظة، أدركت أن الحب ليس مجرد كلمة، بل هو فعل، وهو ما ستبدأ في استكشافه مع بيكي.

عندما انتهت المحادثة، شعرت فرين وكأنها بدأت مرحلة جديدة في حياتها، مرحلة كانت تتطلع إليها. مع وجود بيكي بجانبها، كانت مستعدة لاكتشاف كل ما يأتي.

البارت السابعععععع ♥️♥️
هذي القصه قصه قصيرة ❤️

the day we met ♡♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن