البارت الحادي عشر 💗

53 5 0
                                    

---
بعد ان واقفت ليلى للذهاب مع ليو كان ليو ينتظرها في سيارته للذهاب

كانت ليلى تتقدم بخطوات بطيئة نحو السيارة، وتكاد لا تسمع سوى دقات قلبها السريعة.
ليو كان ينتظر في السيارة، وعيناه تتابعان كل حركة تقوم بها.
اقتربت و ركبت في المقعد الخلفي كالعادة
كان الصمت ثقيلاً
، لكنه كان مليئاً بالكلمات التي لم تجرؤ شفتا أي منهما على التفوه بها.

كان ليو يسرق النظرات نحو المرآة الخلفية، بينما كانت ليلى تحدق خارج النافذة، ضائعة في دوامة من القلق والخوف.
حاول أن يبث لها الطمأنينة بنظراته، لكنها كانت عالقة بين مشاعر عدم اليقين والريبة.

عندما وصلا إلى الفيلا، نزل ليو أولاً،
ثم التفت نحوها ينتظرها ان تنزل و لكن لم تنزل فتح الباب قائلاً بنبرة حازمة،
لكن دون أن يخفي التعب الذي يكسو صوته: "ليلى، إذا كنتِ غير مستعدة، أخبريني. سأعيدكِ إلى الشقة، وليكن ما يكون مع المنظمة."

نظرت إليه بحزن، فتنهد وأكمل بخفوت: "لم أقصد ذلك حرفيًا… لكن الوقت يداهمنا. وعدتكِ أنكِ ستكونين بأمان هنا، ولديكِ غرفتك الخاصة في الطابق العلوي. لن أقترب منه، أعدك بذلك."

أومأت ليلى برأسها،
وبدأت تتبعه نحو الباب، ما زالت تشعر بالقلق لكن تلتقط بعض الطمأنينة من كلماته. دخلت الفيلا، وأذهلها أناقة المكان، فكل ركن فيه يعكس ذوق ليو الرفيع. لوهلة، شعرت وكأنها في عالم مختلف تماماً عما عرفته سابقاً.

قادها  إلى الطابق العلوي، وتوقف أمام باب غرفة قائلًا: "هذه غرفتك. إذا احتجتِ إلى شيء، أنا في الطابق السفلي." لم تستطع سوى أن تومئ برأسها. دخلت الغرفة دون أن تلتفت، وكأنها تود الابتعاد بأسرع ما يمكن.

صباح اليوم التالي:

استيقظت ليلى على شعور بالقلق الذي لم يغادرها منذ الليلة الماضية. كانت الغرفة مرتبة، وفاخرة بأسلوب بسيط ولكنه أنيق، على عكس ما اعتادت عليه.
جلست أمام النافذة المطلة على الحديقة، تراقب الشجيرات والزهور التي تلوح بلطف، وكأنها تهمس بأسرارها للنسيم.

كان الجو هادئاً، حتى قاطع تفكيرها طرق خفيف على الباب. جاءها صوت سيدة كبيرة في السن، تقول باحترام: "سيدتي، السيد ليونارد خرج. يمكنكِ النزول إلى الحديقة إذا أردتِ."

ابتسمت ليلى برفق، وردت شاكرة: "شكرًا، سأفعل."

قررت ليلى أن تستغل الفرصة وتخرج إلى الحديقة، فقد بدأت تشعر بالاختناق من القلق المتراكم. أخذت مصحفها ونزلت، وجدت زاوية هادئة وجميلة تحت شجرة كبيرة، وبدأت تقرأ. كانت الآيات تتسلل إلى قلبها وتبث فيها سكينة غريبة، كما لو أنها كانت تتحدث إليها، تهمس لها بالطمأنينة.

بعد ساعتين تقريباً،
شعرت بظل يقترب منها. رفعت رأسها لتجد ليو يقف بهدوء، ناظراً إليها باهتمام. نهضت بسرعة من جلستها، مرتبكة بعض الشيء.

مـــــــابــيـن الـرصــاص و الـصـلـــوات  Between bullets and prayers حيث تعيش القصص. اكتشف الآن