بعد نجاتها من مواجهة المستودع، استمرت آية بالفرار بسيارتها، متجهةً نحو مكان آمن لتجميع أفكارها وترتيب خطواتها التالية. كانت لا تزال تحت تأثير صدمة ما حدث، خاصةً مع فقدانها الاتصال بزانغ وعدم معرفتها بمصير الصحفيين. كل ما كانت تملكه هو شجاعتها وتصميمها على كشف الحقيقة.
عند وصولها إلى منزل مهجور في منطقة نائية، أرسلت رسالة مشفرة إلى جهة الاتصال الدولية التي تتعاون معها، تضمنت بعض الأدلة، وطلبت منهم نشرها بشكلٍ سري لإشعال النار في إمبراطورية "لي وين". كان هذا القرار محفوفًا بالمخاطر، لكنها أدركت أن خطوة كهذه ستجعل عودة لي وين أصعب من أي وقت مضى.
في تلك الأثناء، كان "لي وين" في مكتبه الواسع، يشعر بتوترٍ لم يعهده من قبل. وصلت إليه أخبار عن هروب آية، وعن تسريب بعض الأدلة إلى جهات دولية. وبالرغم من كل نفوذه، لم يكن لي وين متأكدًا من مدى سيطرته على الموقف. لم يكن أمامه سوى خيار واحد، وهو استدعاء أحد أعنف مرتزقته، المدعو "تشين فو"، للتخلص من آية بشكلٍ نهائي.
في اليوم التالي، وبينما كانت آية تبحث عن حلفاء جدد، التقت بالصحفية الاستقصائية "إيمي لي"، التي أتت خصيصًا من الخارج بعد أن سمعت عن قصتها. كانت إيمي قد تعرفت على آية من خلال الرسائل التي تلقتها منها سابقًا، وأدركت أن قضية آية يمكن أن تكون بمثابة خبر عالمي سيهز أركان الصين ويكشف عن فساد لا مثيل له.
جلس الاثنان في مقهى صغير، بعيدًا عن أعين المتربصين. بدأت آية تروي لإيمي كل ما مرت به، وكيف قُتل والداها بدم بارد، وكيف تحول لي وين من شريك تجاري إلى زعيم عصابة. تأثرت إيمي بعمق، وعاهدت آية على دعمها بكل الطرق الممكنة.
إيمي: "آية، قصتكِ ليست مجرد حكاية شخصية؛ إنها حكاية أمة بأكملها. سنقاتل لنشر كل معلومة تكشف الحقيقة."
شعرت آية ببعض الطمأنينة بوجود إيمي إلى جانبها، وأدركت أن المعركة لن تكون سهلة، لكنها لم تعد وحدها. في تلك اللحظة، وصلت رسالة إلى هاتف آية من مصدر غير معروف. كانت الرسالة تتضمن صورةً لزانغ وهو مصاب، ورسالة تهديد: "إن لم تتوقفي، فإن مصيرك سيكون أسوأ من مصيره."
تجمدت آية للحظة وهي ترى صورة زانغ، وشعرت بمزيج من الخوف والغضب. كانت تعرف أن هذا التهديد ليس مزحة، لكنها قررت ألا تتراجع، وأن تواصل طريقها حتى النهاية. طلبت من إيمي أن تبقى هادئة وأخبرتها بأنها ستتخذ إجراءات أكثر حذرًا.
لاحقًا في المساء، قررت آية وإيمي التوجه إلى مكان سري حيث يمكنهما العمل معًا على تجميع المعلومات والتخطيط للخطوة التالية. ركزتا على بناء ملف شامل يُظهر شبكة الفساد التي يديرها لي وين. وكانتا على استعداد لتسريب هذا الملف بمجرد الانتهاء منه، ليصل إلى الصحف العالمية والجهات المعنية.
لكن لي وين لم يكن ليسمح لهما بالتصرف بحرية. فقد أرسل "تشين فو"، الرجل الأكثر ولاءً له، لمطاردتهما والقضاء على كل أثر لهما. كان تشين فو معروفًا بذكائه وقدرته على تتبع الأهداف دون أن يترك أي دليل. لقد عُرِف بأنه لا يتردد في تنفيذ أوامر لي وين مهما كانت وحشية.
في الليلة التالية، بينما كانت آية وإيمي تستعدان لتجهيز الملف النهائي، سمعتا خطواتٍ تقترب من الباب. نظرت آية نحو إيمي وهمست لها بهدوء: "لدينا زائر غير مرحب به."
أطفأتا الأضواء واستعدتا لمواجهة ما سيأتي.
أنت تقرأ
صدى الرصاصة الأخيرة
حركة (أكشن)آية فتاة لطيفة جزائرية 🇩🇿 انتقلت إلى الصين مع والديها بسب صفقة ضخمت لإنشاء شركة سيارات فكيف ستكون حياتها