٢.بين البرود و العطف

11 4 8
                                    

مع مرور الأيام، أصبحت علاقة روزالين بإيزابيل تتطور ببطء إلى شيء خاص. كانت روزالين تقضي ساعات طويلة في تعليم الفتاة الصغيرة، وكانت اللحظات التي تجمعهما مليئة بالضحك والقصص. لكن كان هناك دائمًا شعور بالقلق يسيطر على أجواء القصر، خاصة عندما كان أليكسندر في الجوار.

إيزابيل: (وهي تلعب مع دمىها) "أتعلمين، روزالين، أحيانًا أشتاق إلى والدتي. كانت تحب اللعب معي أيضًا."

روزالين: (تتوقف عن الكتابة، وتتطلع إليها) "أين والدتك الآن، إيزابيل؟"

تجمدت إيزابيل للحظة، وعينيها تلمعان بالحزن. لم تكن تريد أن تتحدث عن ذلك، لكنها شعرت أن روزالين تستحق معرفة الحقيقة.

إيزابيل: "لقد توفيت... بسبب الوباء (تنهدت) "لقد كانت تحبني كثيرًا، وأفتقدها."

روزالين: (بهدوء) "أنا آسفة جدًا، إيزابيل. أحيانًا الحياة تكون قاسية جدًا. لكن تذكري، والدتك دائمًا معك في قلبك."

شعرت روزالين بالقلق من أن إيزابيل لم تكن قادرة على معالجة مشاعر الفقد، لكنها كانت مصممة على مساعدتها في التغلب على أحزانها. في تلك اللحظة، تجلى الغموض الذي يكتنف عائلة دي مونتيني، وكان واضحًا أن موت والدة إيزابيل ترك أثرًا عميقًا على الجميع.

في ذلك المساء، اجتمعت العائلة لتناول العشاء. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكان فيكتور يراقب الجميع بعناية، متأملاً في تصرفات أليكسندر.

فيكتور: (بجدية) "ألكسندر، هل لديك خطط للمستقبل؟ يبدو أنك مشغول دائمًا."

ألكسندر: (ببرود) "أحاول فقط القيام بما هو ضروري، والاهتمام بالعائلة."

لم يكن هناك أي نوع من التواصل الودي بين الأب وابنه. كان فيكتور يأمل أن يتمكن من فهم ما يعيق ابنه، لكن أليكسندر بدا متعصبًا ومشغولاً بأفكاره الخاصة.

فيكتور: "نحتاج إلى التفكير في مستقبل إيزابيل. إن تعليمها هو أولويتنا الآن."

لم يكن هناك رد من أليكسندر، لكنه نظر إلى روزالين بتلك النظرة الغامضة التي كانت تشعر بأنها تخترق قلبها. لم يكن من الواضح ما الذي كان يفكر فيه، لكن كان هناك شيء ما غير مريح في عينيه.

بينما استمر العشاء، كانت روزالين تستمع بتمعن.

إيزابيل: (مخاطبة والدها) "أبي، هل ستشتري لي لعبة جديدة؟"

فيكتور: (بتردد) "نعم، ربما في وقت لاحق. يجب أن نكون حذرين في مصروفاتنا، إيزابيل."

كان واضحًا أن فيكتور يحمل عبءًا ثقيلًا من المسؤوليات، ورغم أنه كان يحاول تقديم الأفضل لعائلته، إلا أن ضغوط الحياة أثرت عليه بشكل كبير.

في إحدى الأمسيات، وجدت روزالين نفسها تتحدث مع إيزابيل في حديقة القصر.  بينما كانت تلعب، بدأت إيزابيل تتحدث عن والدتها بشكل أعمق.

فوضى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن