_ هل راق لكِ الغياب؟ إنه يفزعني كوحشٍ هارب.تنهدتُ تنهيدةً حارّة، كل عوامل الحياة ضدّي، الغياب صار قدرًا حتميًّا في حياتي، ثم لمَ القلب يفزع رُغم اعتياده؟ أليس الأولىٰ أن تقوّيه الصفعات؟
إني أشتاق أمي وأبي، أشتاق جوني، وأشتاق جيلر.
إني أشتاق نفسي المفعّمة بالأمل، أتوق لرؤية حالي مبتهجة.
وضعت الهاتف بين يدي، ماذا أكتب له؟
ابتلعت غصّة بحلقي، ووجدتني أسترسل في الكـتابة._ مُدّ إليّ يدك إني أتوقُ لرؤية السَّماء، لكني أخَاف أن تلطمَني بأمطارِها الغزيرة، بدلًا مِن أن تشجّعني علىٰ التّحليق، وإنها سماءٌ جَامدة تمطِر وتتزين بالنّجوم في ذات الوَقت، لذلك أريدُ يدك كمظلّة حين تُمطر وكَجناحان يُعينني علىٰ التحليقِ وقت الصّفاء.
تنهدت بعمقٍ أعيد قراءة ما كتبت، هذا اعتراف واضح عن حاجتي إليه، وأن الغياب يفزعني.
لا يجب أن أكتبَ له هذا الكلام.
قمتُ بحذف ما كتبت، وتوجهت ناحية السرير، ليت أمي كانت بصحبتي الآن، كنت سأخلد إلىٰ النوم وقلبي مرتاح بعد أن تمطر سحابتي الملبّدة بالهموم.إن الاستمرارَ وسط كومةٍ من العقبات لشيء عَسير، إنّ عرقَ جسدِي مِن بَذل الجُهد غدا بحرًا تلاطمُني أمواجهِ، وَحدي يصعب كل شيء.
كان جيلر هو الفأس الذي يمنع الوحدة مِن نهش لحمي بعدما غاب فأس أمي وكذلك جون.
ثمّ الآن أضحَت الوحدة عنوانًا رئيسيًّا في حياتي.
لطمتُ وجهي بكومة مياه باردة، علّي أزيل آثار النوم، ثم توجهت إلىٰ حقيبتي، لأشرع في ارتداء الفستان الرماديّ ذاته، مشطت شعري علىٰ وجه السّرعة، وركضت نحو مكتبي.
يجب أن أحلّ الأحجية قبل لقائها.
«يهاب العَتمة لأنها تهلكهُ رُغم حُسن نيّته.»
أعدت الجملة مرارًا، ماذا تقصد؟
ما الذي يخاف العتمة؟طرقات علىٰ الباب جعلتني أضع الورقة جانبًا، لأسمح للطارق بالولوج.
كانت إحدىٰ الممرضات التي حضرت لجلب عيناتها.
جال في خاطري أن أصفَ لها هيئة زميلتها، لأسألها عن اسمها، لكن عزيمة الاجتهاد الشخصي قد سيطرت عليّ.
أخذت منها ما أحضرت، وشرعت في تحليلها، لم يحدث شيء طوال دوامي، إلا أنني شعرت بالجوع، لقد انتصف النهار وأنا لم أضع لقمة في فمي.
أنت تقرأ
أصداء الفقد.
Mystery / Thrillerويحدث أن تشعر بأنك عالقٌ، فلا مجال للابتعاد، ولا سبيل للاقتراب. أحيانًا يضحّي المرء بمشاعره في سبيل حفظ ماء وجه مَن أحبه يومًا، فقلبك اللعين لا يستطيع أن يحطم قلبًا آخر. وأنا لي عيب قاسٍ، لو شعرت بأن ما سأفعله سيهلك مشاعر فرد آخر، فلن أفعل ولو كا...