صرخة الصحراء: ملحمة الوطن"

3 1 2
                                    

العنوان: صرخة الصحراء: ملحمة الوطن"

كان الفجر يبزغ ببطء فوق بلدة صغيرة في المغرب، ملوحًا بألوانه الذهبية على الأفق في صباح بارد من شهر نوفمبر عام 1975. في هذه البلدة التي تعج بالحياة، كانت الحياة تسير ببطء، لكن ياسين، شابٌ في بداية العشرينيات، كان يحمل في قلبه شعلة من الحماس. خرج من منزله الصغير، الذي كان يتكون من جدران طينية وسقف من القش، متوجهًا نحو الساحة العامة، حيث تجمعت حشود من الناس. كانت الرياح الباردة تداعب وجهه وتعيد له ذكريات طفولته، لكن شعلة الحماس التي اشتعلت في قلبه منذ سماعه عن المسيرة الخضراء كانت تدفعه للأمام.

عندما وصل إلى الساحة، كانت الأعلام المغربية ترفرف بفخر، والأصوات ترتفع بالتكبيرات والدعوات. اجتمع المئات من الرجال والنساء، يحملون المصاحف وابتسامات الأمل على وجوههم، تجمعهم روح الوحدة والحب للوطن. كان ياسين ينظر حوله بإعجاب، فتحت أذنه أصوات النقاشات حول أهمية هذه المسيرة التي ستعبر الصحراء إلى المناطق التي عانت من الغربة والاحتلال.

وقبل انطلاقه بيوم، جلست والدته بجانبه على حصير مصنوع من القش، تحمل بيديها مصحفًا، وتتمتم دعوات حارة من أعماق قلبها. كانت تعرف أن الطريق سيكون شاقًا، وأنهم ذاهبون إلى الصحراء؛ إلى أراضٍ لا يعرفونها. نظرت إليه بعينين مملوءتين بالقلق، وملامح وجهها تظهر القلق والأمل في آن واحد.
سألت بصوت مختنق: "لماذا تذهب يا ولدي؟" كان قلبها يعتصر حزنًا، ولكن حبها لابنها جعلها تشجع على خطوته.
أجابها ياسين بابتسامة حانية تعكس إيمانه العميق بقضيته: "هذه أرضنا يا أمي، وإذا لم نذهب الآن، فمتى؟ هذا واجبي وواجب كل مغربي."

قصة عمر

عمر، شابٌ من الشمال، كان يمثل روح الشباب المتقدة. شعره الأسود المائل للقصير وعيونه التعبّر عن الأمل جعلاه يتقدم بين الحشود بشجاعة. كان قد غادر منزله بعدما اقتنع بضرورة المشاركة في المسيرة. تحدث عمر مع ياسين، حيث قال: "هذه ليست مجرد مسيرة، إنها فرصة لاستعادة هويتنا."

تذكر عمر لحظات وداعه لأخته الصغيرة، التي كانت تبكي. واعدها أنه سيعود ليحقق حلمهم. وعندما قابل ياسين، شعر بأنهما متشابهان في الطموح والإرادة، فبدآ يتحدثان عن أحلامهما حول وطن حر.

قصة فاطمة

بينما كانوا يسيرون، لاحظ ياسين امرأة تُدعى فاطمة، كانت شجاعة ومتحدية التقاليد. انضمت إلى المسيرة رغم كل ما قد تتعرض له من انتقادات. قالت بفخر: "إذا لم نكن هنا اليوم، فمتى سنظهر قوتنا؟ هذه الأرض لنا، وعلينا أن نحارب من أجلها."

أحست فاطمة بالتحديات التي تواجهها كامرأة، لكنها كانت متمسكة بقضيتها. سألها ياسين عن سبب انضمامها، فأجابته: "لأنني أريد لأطفالي أن يعيشوا في وطن حر، حيث لا يُحكم عليهم بسبب جنسهم."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صرخة الصحراء: ملحمة الوطن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن