فوضى

١١. مشاعر جديده

ومع اقتراب الليل، وقف أليكسندر عند النافذة، يراقب الحقول المظلمة حول المزرعة، وأفكاره مشغولة بروزالين. كان يشعر أن مشاعره نحوها تتنامى، وأنه يراها كأكثر من مجرد صديقة أو رفيقة هاربة، لكنه لم يكن مستعدًا لمواجهة تلك المشاعر بعد.

بينما كان في تلك الحالة من الحيرة، جاء فيكتور من الخلف، ووضع يده على كتفه.

فيكتور: "الأمر ليس سهلاً، أليس كذلك؟"

أليكسندر: (ينظر له بحيرة) "ما الذي تقصده؟"

فيكتور: "أقصد أن تحمل مشاعر تجاه شخص، في وقت كهذا، ومع الظروف التي نمر بها."

لم يجب أليكسندر، لكنه عرف أن فيكتور قرأ عليه مشاعره تجاه روزالين، وربما أكثر مما يعرفه هو نفسه.

بعدما أنهى فيكتور حديثه مع ابنه أليكسندر، غادر الغرفة تاركًا إياه في حالة من التفكير العميق. أليكسندر، الذي لم يكن معتادًا على الحديث العاطفي مع والده، وجد نفسه مجبرًا على مواجهة مشاعره والتفكير فيما قاله له فيكتور.

أليكسندر: (يتحدث إلى نفسه بصوت منخفض) "هل يمكن أن يكون والدي محقًا؟ هل كل هذا الاهتمام الذي أظهرته تجاه روزالين يعني شيئًا أكبر؟"

وفي تلك اللحظة، سمع خطوات خفيفة تقطع صمته. التفت ليرى روزالين تقترب منه ببطء، ملامحها مرهقة لكنها متماسكة. لاحظ أنه ما زال يشعر بانجذاب غريب نحوها، لكنه لم يكن على استعداد للاعتراف بذلك حتى لنفسه.

روزالين: (بابتسامة خافتة) "أليكسندر، هل أنت بخير؟ لقد رأيتك تتحدث مع السيد فيكتور، ويبدو أنك مشغول التفكير."

أليكسندر: (يحاول أن يبدو هادئًا) "نعم، كان حديثًا طويلًا، كما تعلمين... والدي يحب أن يلقي المحاضرات."

روزالين: (تضحك قليلاً) "أعتقد أن الآباء جميعهم متشابهون في هذا الأمر."

أليكسندر: (ينظر إليها بتفكير) "ولكن أعتقد أنه كان محقًا... أحيانًا نحتاج أن نسمع ما لا نريد أن نسمعه."

روزالين: "صحيح، أحيانًا نجد الحقيقة في تلك الكلمات الصعبة."

يحاول أليكسندر أن ينحرف بالحديث عن الموضوع العاطفي، لكنه يجد نفسه محاصرًا بنظرات روزالين الهادئة والواثقة. يشعر أن قلبه ينبض بسرعة، ويدرك أنه قد يحتاج أن يواجه مشاعره عاجلًا أو آجلًا.

أليكسندر: (بصوت منخفض) "روزالين، هل فكرتِ يومًا أن الحياة أحيانًا تأتي لنا بأشياء غير متوقعة؟"

روزالين: (بتردد) "نعم، لكنني أؤمن أن كل شيء يحدث لسبب... ربما لنتعلم، أو لنتغير."

أليكسندر: (ينظر إلى عينيها مباشرة) "ربما أنتِ على حق. أعتقد أنني أتعلم الكثير منكِ، روزالين."