أعداء في الظلام

0 0 0
                                    

الفصل السابع: أعداء في الظلام

بينما كانوا يتحركون عبر الشوارع الضبابية التي ابتلعتها الفوضى، كان كل شيء حولهم يصرخ في صمت. كانت المدينة تبدو وكأنها تحت سيطرة ظلام غير مرئي، حيث كان الكائنات الغريبة تظهر من بين الزوايا، وكأنها كانت تراقب كل حركة. جيوفاني وسنان وإيلي كانوا يسيرون معًا كقوة واحدة، مستعدين لمواجهة أي تهديد قد يظهر أمامهم.

"الظلام لن يبقى في مكان واحد، كما أننا لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك." قالت إيلي بصوت منخفض، وكان هناك شيء في نظرتها يُظهر العزم الذي لا يمكن كسره. كانت تتنقل بسرعة كالنمر، وعينها تتنقل بين الزوايا المظلمة، تراقب أي حركة.

كان جيوفاني يشعر بشيء غير مريح يزحف في جسده. كان يعلم أن الظلام لا يمكن أن يكون مجرد عدو يمكن القضاء عليه بسهولة. كان هنالك شيئًا غير طبيعي في هذا الهجوم، وكأن هناك قوة أكبر، شيء يتجاوز قدرة أي مخلوق على تحمله.

"شاكس، هل تعرف ما الذي نحاربه؟ هل هو مجرد موجة من الغيلان؟" سأل جيوفاني وهو يراقب الطريق أمامه.

توقف شاكس للحظة، وعيناه تركزان في الظلام. كان يبدو أنه يزن كل كلمة قبل أن يجيب. "لا، جيوفاني. ما نواجهه الآن ليس مجرد غيلان. هذه الكائنات مدفوعة بشيء أكبر، قوة مظلمة تتلاعب بالأذهان. ربما... ربما هم جزء من شيء أعمق."

في تلك اللحظة، دوّى صوت انفجار ضخم في المسافة، وكان الصوت يهز الأرض من تحته. تحرك الثلاثة بسرعة، حيث كانوا يدركون تمامًا أن هذا ليس مجرد هجوم عادي.

"هيا! لنذهب!" صرخ شاكس وهو يركض بسرعة باتجاه الصوت.

وصلوا إلى موقع الانفجار ليكتشفوا مشهدًا غير متوقع. كان المكان مغطى بالخراب، وكانت هناك بقايا غيلان متناثرة في كل مكان، ولكنها كانت مجرد بداية لما هو أكثر رعبًا. في وسط الخراب، كان يقف كائن ضخم، أطول بكثير من أي غيلان آخر، مع عينين حمراء متوهجة تنبض بالحياة. كان شكله مشوهًا للغاية، مع أجنحة سوداء ضخمة، وذراعين متورمتين كأنهما في منتصف التحول.

"هذا... ليس غيلانًا." قال سنان بصوت متردد، وهو ينظر إلى الكائن الضخم الذي يحدق بهم بثقة وتهديد.

ابتسم الكائن، وكانت ابتسامته أكثر رعبًا من أي شيء رآه جيوفاني أو سنان. "نعم، أنا لست غيلانًا. أنا أكثر من ذلك بكثير."

تقدم الكائن خطوة للأمام، وأصدرت الأرض أصواتًا مزعجة تحت قدميه. "أنتم مجرد أدوات في معركة أكبر منكم. الظلام هو قوتنا، والمدينة هي مجرد بداية."

"من أنت؟" سأل جيوفاني، ويده تذهب مباشرة إلى سلاحه، كان يعلم أن هذه المعركة لن تكون سهلة.

"أنا سابير، الحاكم الأخير للغول، وليد الظلام. كل شيء هنا هو جزء من خطتي، والغيلان مجرد جيش صغير مقارنة بما سيأتي." قال سابير، وصوته كان يشبه زئير الوحش وهو يلفظ الكلمات.

في تلك اللحظة، انفجرت المخلوقات الأخرى من الظلام، وبدأت تهاجمهم بأعداد ضخمة. كانت الحركة سريعة، والمخلوقات تتساقط واحدة تلو الأخرى تحت هجمات شاكس وإيلي، لكن سابير كان يراقبهم بابتسامة شيطانية، وكأن المعركة لم تبدأ بعد.

"هذه ليست معركتكم." قالت إيلي وهي ترفع مسدسها بيد ثابتة، وتبدأ في إطلاق النار على المخلوقات المتجهة نحوهم. كل رصاصة كانت دقيقة، وكل هدف كان يسقط بسهولة تحت ضرباتها القاتلة. "لكنها ستكون نهايتكم."

كانت سرعة شاكس لا تُصدق، حركاته كانت شبه خارقة، حيث كان يضرب المخلوقات بسيفه الفولاذي القوي، ويقطعهم إلى أجزاء في لحظات. لم يكن يتوقف أبدًا، وكان يبتسم بشراسة كلما أسقط وحشًا آخر. كان يعشق القتال، لكن هذا الوحش كان يخبئ شيئًا أكبر.

في الوقت نفسه، كان جيوفاني وسنان يحاربان بمهارة عالية. كانت كل ضربة لديهم تنم عن سنوات من التدريب والممارسة. جيوفاني كان يسحب سكينه من غمده بسرعة ويخترق أجساد المخلوقات التي كانت تهاجمه بشراسة. سنان، رغم أنه كان أقل خبرة في القتال الجسدي مقارنة بالآخرين، كان يثبت أنه أحد أقوى المحاربين بفضل سرعته وذكائه في التعامل مع الأعداء.

لكن مع كل ضربة وكل قتال، كانت المخلوقات تتزايد. بدأوا في محاصرتهم، وكأنهم كانوا جزءًا من خطة أكبر. بدأت الأرض تهتز تحت أقدامهم، وصوت ضوء مظلم بدأ يخرج من جسم سابير، وتسلط على المكان بأكمله.

"هذه المعركة لم تنتهِ بعد، وأنتم مجرد بداية لما سيأتي!" قال سابير، وهو يرفع يديه في الهواء، وتبدأ الأرض من حولهم بالتمزق، وكأنها تحاول استدعاء شيء من أعماقها.

"احذروا!" صرخ شاكس وهو يركض باتجاههم، محاولًا تحذيرهم، لكن الوقت كان قد فات.

ظهر فجأة كائن ضخم، أضخم من كل ما رأوه، يمتلك أذرعًا متدلية من جسده الضخم، وعينين حمراء متوهجة.

كانت المعركة قد بدأت للتو، ولكن كل واحد منهم كان يعلم أن هذه المواجهة ستكون أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

الصمت المظلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن