الفصل الحادي عشر: أسرار المدينة تحت الأرض
استفاق سنان في صباح اليوم التالي، وقد شعر بجسده المرهق يئن من الألم. كانت يده اليسرى قد تم تضميدها، لكن الجرح لم يكن قد شفى بالكامل بعد. كان الألم لا يزال يعتصر قلبه في كل حركة، لكنه أجبر نفسه على النهوض. جيوفاني كان مستيقظًا بالفعل، بينما كانت إيلي تتأمل في المدينة الغريبة من نافذة الغرفة.
"أنت بخير؟" سأل جيوفاني بنبرة هادئة، بينما كان يتفحص الحواف المكسورة في الجدار، وكأن المكان بأسره يخبئ خلفه شيئًا أكبر من مجرد مدينة مهجورة.
"أشعر بتحسن. لكن المكان... غريب." أجاب سنان، وهو يتأمل في المكان المحيط بهم. كانوا قد تم نقلهم إلى غرفة في أحد الأبراج المرتفعة داخل المدينة. كانت الجدران محاطة بنوافذ ضخمة تطل على شبكة من الأنفاق والمباني الأخرى. المدينة تحت الأرض لم تكن مجرد ملجأ، بل كانت أشبه بمستوطنة معقدة.
"أتعلم، هناك شيء غريب في هذه المدينة. لا يشعر أي شخص هنا بالأمان الحقيقي." قالت إيلي وهي تنظر إليهم، ووجهها الجاد لا يظهر عليه أي تعبير. "هناك شيء مظلم في هذا المكان. قد تكون هذه المدينة تحت الأرض ملاذًا، لكن في النهاية، كل ما يحدث هنا يبدو غير طبيعي."
كانت كلمات إيلي حقيقية، فكل شيء حولهم بدا غير واقعي. الأسواق المزدحمة التي كانت مليئة بالحياة، والآلات التي كانت تعمل بكفاءة متناهية، جميعها بدت كما لو كانت في حلم. لكن وراء هذا الهدوء الكاذب كان هناك شيء أكبر يختبئ.
قرروا الخروج من الغرفة، وبدأوا في التجول داخل المدينة. كانوا يتنقلون في طرق ضيقة، مغطاة بالأنابيب والمعدات التي تنساب من كل مكان. الناس في الشوارع كانوا مشغولين في أعمالهم، لا أحد يهتم بالمارة أو يبدو عليه القلق. ولكن كان هناك شيء غريب، شيء يمكن أن يشعره كل واحد منهم في قلبه. كانت نظرات الغرباء تنقض عليهم، وأحيانًا كان شخص يمر من أمامهم بسرعة كبيرة دون أن يلتفت إليهم.
وبينما كانوا يقتربون من أحد الأسواق الكبيرة، لاحظوا وجود طابور طويل أمام باب مغلق. كان الناس يدخلون ويخرجون بشكل دوري من المبنى، وفي داخله كان هناك ضوء ساطع. اقترب جيوفاني وسنان منهما، وحاولا التسلل إلى الداخل.
"ماذا يحدث هنا؟" همس سنان، وهو يراقب الحركة في الداخل. "لا أعتقد أن هذا مكان عادي."
"لنرى." قال جيوفاني، وهو يتحرك بهدوء نحو الباب.
بينما كانا يقتربان، توقف أحد الحراس أمامهما. كان يرتدي زيًا مميزًا، وجهه لا يظهر، وكان يقف بحزم. "لا يمكنكم الدخول هنا." قال الحارس بصوت جاف، ثم أضاف: "هذه منطقة محظورة. إذا كنتم تسعون للمزيد من المعرفة، فعليكم مغادرة هذا المكان فورًا."
لكن جيوفاني كان مصرًا، فقال: "نحن هنا فقط للاستفسار. نحن لا نبحث عن المتاعب."
أحد الحراس الآخر رفع حاجبه، وكان يبدو عليه أنه يدرس الموقف. ثم أخيرًا، قال: "إذا أردتم الدخول، يجب عليكم أن تعرفوا الحقيقة."
فتح الباب أمامهم ببطء، وكأن هناك شيء قد تغير في الجو. دخلوا إلى الداخل، ليجدوا أنفسهم في مكان كان مختلفًا تمامًا عن المدينة الظاهرة. كان هذا مكانًا سريًا، مليئًا بالشخصيات الغامضة.
داخل المبنى كان الجو مظلمًا للغاية، مع إضاءة خافتة ومصابيح تومض هنا وهناك. كانت هناك العديد من الغرف التي بدت وكأنها مكاتب سرية، وكل مكان كان مليئًا بالأجهزة المعقدة والخرائط والبيانات المخبأة. كان هناك أيضًا العديد من الأشخاص الذين يتحدثون بهدوء حول شاشات الحاسوب.
ثم دخلوا غرفة مظلمة في الجزء الخلفي من المكان، ليكتشفوا شيئًا فاجأهم. أمامهم كان هناك جهاز ضخم، أشبه بمختبر معقد. كانت الشاشات تعرض معلومات غير واضحة، ووجدوا أنفسهم في مواجهة شاشة كبيرة تعرض ما يشبه الخريطة.
"ما هذا؟" سأل سنان، وعيناه تتسعان بدهشة.
قال الحارس الذي كان يقف بالقرب منهم: "هذه الخريطة ليست فقط للمدينة. إنها تشمل جميع أنحاء العالم. ما يحدث هنا هو جزء من مشروع سري. نحن نراقب كل شيء... الغيلان، البشر، وكل شيء آخر."
"لكن لماذا؟" سأل جيوفاني.
أجاب الحارس ببرود: "لأن هناك من يريد تدمير كل شيء. هذه المدينة تحت الأرض هي آخر خط دفاع لنا. ونحن نحتاج إلى أشخاص مثلكم للمساعدة."
كانت كلمات الحارس قاسية، ووجوههم كانت تظهر عليها الصدمة. كانت المدينة تحت الأرض أكثر من مجرد ملجأ للطوارئ. كانت مركزًا من مراكز العمليات السرية التي ترصد جميع الأحداث المدمرة حول العالم.
"هل نحن جزء من هذه اللعبة الآن؟" همس سنان، وهو يشعر وكأن كل شيء قد بدأ يتحول إلى فخ.
"نعم. وكما قلت، إذا أردتم النجاة، يجب أن تكونوا جزءًا من هذه الحرب." رد الحارس.
وبينما كان الجميع يتبادل النظرات، شعروا أن هناك الكثير من الألغاز التي لم تكشف بعد. وكان كل شيء حولهم يتغير بسرعة.
أنت تقرأ
الصمت المظلم
Kinh dịفي عالم تتداخل فيه الحقيقة مع الأساطير، يقف المحقق الإيطالي الشهير جيوفاني، بشخصيته الباردة وذكائه الفذ، في مواجهة قوة خفية تهدد العالم. يعمل جيوفاني في منظمة تحقيقات دولية تتصدى للغيلان، كائنات خارقة مختبئة بين البشر. في رحلته إلى باريس، ينضم إليه...