٢٣.عودة الكسندر

6 4 0
                                    

كان الليل قد أرخى سدوله على الموقع المعزول، حيث يعتقد فيكتور أن ابنه محتجز. وقف أمام بوابة ضخمة، يلفها الظلام والصمت، مستجمعًا شجاعته واستعداده الكامل لمواجهة أي خطر. بصحبة جاك، الذي اتخذ من خبرته العسكرية سلاحًا في هذه المهمة، شرع فيكتور في تنفيذ الخطة التي وضعاها بعناية، في محاولة لإنقاذ الكسندر من براثن العصابة.

بخطوات حذرة، شق فيكتور وجاك طريقهما بين الحراس المتناثرين. كان الظلام رفيقًا وفيًا لهما، يساعدهما في التقدم دون اكتشاف. مرَّ الوقت ببطء شديد، وكل خطوة تزيد من توتر فيكتور، لكنّه لم يكن مستعدًا للتراجع بعد كل هذه المعاناة. كانت كلمات جاك تملأ المكان بصوت خافت، يوجّه فيكتور ويوضح له مسارات التفادي والانتقال بين الحراس.

وأخيرًا، بعد تجاوز عدة ممرات ضيقة ومنافذ حراسة، وصلا إلى غرفة في نهاية ممر ضيق، حيث كان يُعتقد أن الكسندر محتجز. استرق فيكتور النظر عبر فتحة صغيرة في الباب ليرى ابنه مقيّدًا بالأغلال، يبدو عليه التعب والإرهاق الشديد.

ارتجف قلب فيكتور حين رأى الكسندر، الذي بدت ملامحه شاحبة ووجهه يروي قصة أيام من العذاب والمعاناة. كان هذا الابن الشجاع، الذي خاطر بكل شيء في سبيل تحقيق العدالة، الآن محاصرًا في مكان مظلم كئيب، لا يعلم ما إذا كان سيخرج منه حيًا.

بهدوء، فتح جاك الباب وتمكّن من إبطال الأقفال، ودخل فيكتور بخفة إلى الداخل، ركع بجانب الكسندر، ووضع يده على كتفه هامسًا: "ابني... أنا هنا، سنخرج معًا من هذا الجحيم."

نظر الكسندر إلى والده بعيون متعبة، كأنه لم يصدق ما يراه، وتجمعت دموعه لحظةً قبل أن يتمالك نفسه ويقول: "لم أكن أتوقع أن تأتي يا أبي... كنت أعرف أن هذه الرحلة قد تكون نهايتي."

ابتسم فيكتور بثقة وقال: "لن أتركك، نحن عائلة، وسنواجه العالم معًا، كما فعلنا دائمًا."

ما إن شرعوا في فكّ قيود الكسندر، حتى دوت خطوات سريعة تقترب من الغرفة. أدرك جاك أنهم اكتُشفوا، وبدأ يشير لفيكتور والكسندر بالتراجع نحو مخرج جانبي سريعًا. لم يكن الوقت في صالحهم، فقد بدأت أصوات الحراس تتعالى، وبدأ إطلاق الرصاص في الممرات.

كانت المطاردة عنيفة وخطيرة، فالأعداء مدججون بالسلاح ومستعدون لإنهاء كل من يقف في طريقهم. كان جاك يقودهم عبر ممرات ضيقة وغرف خفية، حيث خاضوا مواجهات شرسة مع الحراس، واضطر فيكتور للتخلي عن هدوئه والدخول في معركة يائسة من أجل حماية ابنه.

بفضل التدريب والخبرة، استطاع جاك أن يوفر لهم غطاءً حتى يتمكنوا من الوصول إلى المخرج الخلفي. لكن الأعداء لم يستسلموا، وبدأوا في محاصرتهم من كافة الاتجاهات، مما اضطر فيكتور والكسندر للقتال بكل شراسة.

وبعد معركة طويلة وشاقة، استطاع فيكتور وجاك أخيرًا إخراج الكسندر خارج المبنى، إلى حافة غابة كثيفة، حيث وفر لهم الظلام فرصة الاختباء. وبخطوات بطيئة وثقيلة، اتجهوا نحو منطقة آمنة، استعداداً للهروب

فوضى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن