اضطرار!

15 3 0
                                    

دلفت إلى منزل الممرضة وقد أدهشني حسن تصميمه وترتيبه، لم أتوقع أن يكون بهذا الجمال.

جذب انتباهي صورة فتاة جميلة معلقة علىٰ منتصف الحائط الأمامي للباب الرئيسي، اقتربت منها أحاول تذكر أين رأيت هذا الوجه، لأجدها تقترب مني وهي تنطق بفخر:

_ إنها هيلين الطروادية.

أوه، إنها إحدىٰ شخصيات أسطورة حرب طروادة، كان أبي يختار هذه الأسطورة خصيصًا ليقصها عليّ قبل النوم، أتذكر أنه كان معجبًا بالإله زَوس لأنه كان مسيطرًا للغاية ولا يُرفض له طلب، أما أنا كان يعجبني هيلين لفتنتها ولشخصيتها القوية.

جذبتني من ذراعي بحماس متوجهة بي إلىٰ المطبخ لنعد العشاء معًا، وهي تقص علىٰ مسمعي قصة طروادة وتخبرني عن مدىٰ حبها لهيلين الطروادية، وقد أحببت حبها لما أحب.

_ ما بالك صامتة؟ ألم يعجبكِ العشاء؟

نطقت الممرضة بسؤالها الذي انتشلني من محيط التفكير إلىٰ بَر الواقعية، لأفق من شرودي وأنا أبحث عن موضوع يسلّي عشاءنا الساكت.

_ لم ترُق لي فكرة الأحجية، فلتخبريني باسمك لينتهي الأمر.

لا أعرف سبب ما قلته، لكني لم أجد في بالي غير هذا الحوار، رُغم أن الأمر برمته قد حمّس داخلي، إلا إنني فعلًا لم أجد وقتًا متاحًا للتفكير في الحل.

إن التفكير السليم يحتاج للصمت، وصراخات عقلي تقف حائلًا دون ذلك، نطقت باسمة:

_ هل غلبك غباؤك؟

جحظت عينايّ مما قالت، لكنها أشحنت الجو بالابتسامات والضحكات، كنوع من أنواع إزالة الحواجز بيننا.

كدت أنطق لكنها سألتني عن الوقت الذي استغرقته في التفكير في الأمر، لكني فعلًا لم أفكر، فبماذا أجيب؟

قلت لها أني فكّرت فيه وقد أوفيته حقه بالفعل، نبست ساخرة ولم يعجبني ما قالت، لكني تظاهرت بالضحك.

_ لو أنّ الغباء تلاشىٰ من العالم، لتبخرت يا نور.

سايرتها بالحديث، كي تقوم بحلّ الأحجية بنفسها، قالت بجدية:

_ يهاب العتمة لأنها تهلكه رغم حُسن نيّته.

سألتني وهي تطالعني وابتسامة دمثة تزين ثغرها:

_ ما الذي يهاب العتمة؟

ران الصمت للحظات، استغرقته أنا في التفكير، قلت في حماس جارف:

_ فهمتك، أنا أخاف العتمة، هذا يدل أن اسمك علىٰ اسمي، إليانور.

ابتسمت وبدت شاردة، قالت بعد لحظات:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أصداء الفقد. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن