صراعات | البارت 5

18 14 1
                                    

مرت اربع منذ الحادثة الاخيرة، وكبر نيكو بسرعة، حيث أصبح يتعلم فنون المبارزة وركوب الخيل والصيد والعديد من الأنشطة الأخرى التي كانت تساعده في تطوير مهاراته.

في أحد الأيام، بينما كان يتدرب، نادت سيليفيا على نيكو:

سيليفيا: "نيكو، أين أنت؟"

نيكو: "أنا هنا يا أمي، أتدرب مع لويس."

سيليفيا: "نيكو، ألم أخبرك أن ترتاح؟ أنت ما زلت مريضًا، وغدًا هو يوم مولدك. هناك حفلة كبيرة ستُقام احتفالًا بك، وستحضر العائلات الصديقة. أرجوك أن تأخذ قسطًا من الراحة."

نيكو: "لكن أمي، أشعر بالملل وأنا في السرير."

سيليفيا: "يمكنك الخروج، لكن بشرط ألا تتدرب."

نيكو: "حسنًا يا أمي."

في اليوم التالي، كان القصر في غاية النشاط، حيث كان الجميع مشغولًا بإعداد الوليمة الكبيرة لحفل الأمير. حضر العديد من العائلات والضيوف، وبدأ الحفل بأجواء من البهجة والاحتفال. رحب نيكو بالجميع، وعندما انتهت الاحتفالات، جلس بعيدًا مع لويس .

وبعدها ذهب وأخبر والدته انه يريد ذهاب إلى مكان أخر وغادر القاعة .

لكن فجأة، وقع ما لم يكن في الحسبان. هاجمت وحوش رهيبة القصر، وتمكنت من تحطيم الحاجز السحري الذي كان يحميه. سقط العديد من القتلى من النبلاء، من بينهم سيليفيا، والدة نيكو. بعد الحادث، أقيم عزاء كبير في القصر، وكان الحزن يعم المكان.

مرّت أيام من العزاء والحزن، وأصبح الجميع يتجنب نيكو ويلومه على الحادثة. وفي النهاية، قرر والده، الملك، حبسه في برج الشرق كعقاب له، معتقدًا أنه كان المسؤول عن ما حدث.

مرت الأشهر، ونيكو في عزلة تامة في برج الشرق، حيث قضى وقته في التفكير العميق بما حدث. الشعور بالذنب كان يلازمه، لكنه بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا: مشاعر الحزن التي كانت تسيطر عليه بدأت تتحول إلى شيء آخر، إلى عزيمة لا يمكنه إنكارها. بقدر ما كان يعذب نفسه بفكرة أنه لو استمع لتحذيرات والدته لما حدث ما حدث، كان أيضًا يقتنع شيئًا فشيئًا بأن هناك أمرًا ما كان مخفيًا عن الجميع، سرًا أكبر وراء الحادثة.

بينما كان يقضي أيامه في تأمل الكتب القديمة في مكتبة البرج، لفت انتباهه كتاب قديم كان يحتوي على تفاصيل عن تاريخ المملكة السحري، وخصوصًا عن الحواجز السحرية التي كانت تحمي القصر. كانت هناك إشارات واضحة إلى وجود خلل في الحاجز الذي سقط بسهولة أثناء الهجوم، ما جعله يظن أن هذا لم يكن مجرد هجوم عشوائي، بل خطة مدبرة بدقة.

في إحدى الليالي، بينما كان يدرس إحدى المخطوطات، سمع صوتًا خفيفًا عند باب البرج. فجأة، فتح الباب شخص غريب يرتدي عباءة سوداء، وجهه غير واضح، لكنه كان يحمل معه صندوقًا صغيرًا. اقترب منه وقال بصوت هادئ: "أنت لست وحدك، يا أمير. والدتك لم تكون مجرد ضحية لمؤامرة، بل كانت جزءًا من لعبة أكبر بكثير."

تحت ظلال الانتقام ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن