"إِهْــــــدَاء"
إلى القلوب التي تنبض في الخفاء
إلى الأرواح التي تلتقي في صمت الكلمات
أهدي هذه الرواية، "أبيض وأسود"
حيث يتلاقى عالمان في تناقض
شاعر من الظلام، وكاتبة من وحي النور
من عداوة الأقلام إلى وداد الأحلام
في رحلة حروف ترسم معنى الحب والإلهامغريب أن ترى أديبًا ينكر الحب، أليس كذلك؟ لكنه ليس بالأمر المستحيل. أعتقد أن معظم الأدباء لم يؤمنوا بالحب يومًا، لكن فجأة، وقعوا في شباكه، وربما أغلبهم تعرض للألم بسببه. هذا ما جعلهم يصبحون أدباء بالفعل؛ فجروح البعض تصنع تحفًا من الآخرين.
هكذا يسير معظم يومي، أمشي وجسدي حاضر، لكن عقلي يحلق في عوالم أخرى، يتنقل بين زهور الكتب وروائع الأدب العربي. لم أؤمن بالحب يومًا، لكن يبدو أنني في الأصل كنت واقعة في عشق هذه اللغة وكل ما فيها دون أن أدرك. تركت نفسي أغرق في بحر حبها، كما يغرق العازف في عزفه، يعيش كل نغمة ولحظة.وعلى عكس معظم الفتيات اللواتي أعرفهن، لم أكن أهتم بالحب أساسًا. اعتدت على رؤية المرتبطين والعشاق في كل مكان، لكنني لم أبالِ. كنت أشفق على حالهم، معتقدة أن هذه الأحاسيس لا أصل لها ولا صدق فيها.
سأخبرك أين أنا يا عزيزي القارئ،أنا هنا حيث تجتمع في الحروف لتشكل كتب ترسل لحبيبات القلم و فرسان الحرف
هنا والفرحة تسيطر علي رغم محاولات مني لإخفائها سأناقش أولى رواياتي مع مدير دار النشر لتأكيد قرار طبعها رغم أنني شبه واثقة من أن أول رواياتي ستنشر في هاته الدارومثلما قالت والدتي أهم شيء الثقة بالنفس وإبتسامة بسيطة مع الحفاظ على الهدوء والرد على الأسئلة دون توتر أو قلق
صوت طرق باب ،كان صوت ملامسة يداها لباب حلم لها صوت خفيف كجرس لطيف أتى بعدها إذن بالدخول من ورائه
ولجت لتلك الغرفة الممتلئة بجو من التوتر المتلبد و بعض الأمل المتلألئ،أثاث خشبي قديم تنبض شرايينه بذكريات الكثير ممن دخل هذا المكتب و حدد مصيره أن يبدأ مسيرته الأدبية أو أن يطفئ شمعة حلمه،راقبت بعيناها اللتان حملتا الربيع و قليلا من شمس مشرقة ذاك المكتب الذي نصب في الغرفة كعرش ملك بينما تعانق مجموعة أوراق حملت كلماتها،تلك الكلمات التي تراودها ليلا و تدفعها للكتابة حتى إن كلف عدم نومها
بينما كان يجلس بهدوء ذاك الرجل الذي يملك بين يديه مفتاح باب حلمها يراقب تلك الأوراق التي بين يداها و كأنه يشعر أن تلك الكلمات لن تكون مجرد حبر على ورق بل حلم جديد يملك هو صلاحية بناء عالمه وهو ايضا من يملك صلاحية هدمه وجعله حلما بعيدا فقطجلست بهدوء بينما تحاول إخفاء وميض عيناها الذي يظهر حماسها وتوترها في آنٍ واحدٍ بينما كان ذاك الخمسيني يجمع الأوراق التي إنتشرت حول المكتب كأحلام هيأت على شكل فراشات لعدة اشخاص غيرها حالمين بمستقبل بديع في مجال الأدب وإن لم ينجحوا من أول مرة فهذا لا يعني قتل أحلامهم ونثرها في قلوبهم على شكل خيبات بديعة